العالمي يزيد الراجحي بطلاً لرالي تبوك    الكويت: ضبط 24 شخصاً بتهمة ممارسة الرذيلة ومخالفة الآداب العامة    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج.. غداً    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير فرع الهيئة العامة لعقارات الدولة    هيئة الصحفيين بمكة تنظم ورشة أدوات الإعلام السياحي غدا الاثنين    البنك السعودي الأول يدشن فرعه الجديد في مقره الرئيسي "برج الأول"    "التخصصات الصحية" تطرح مشروع تحديث التقويم التكويني المستمر    "زين السعودية" تسجل إيرادات بقيمة 2.5 مليار ريال للربع الأول من العام 2024    التنوير وأشباه المثقفين الجدد    مختص مناخ ل "الرياض": المملكة بعيدة عن تأثيرات الانفجارات الشمسية    القوات المسلحة تشارك في تمرين "الأسد المتأهب"    الأدوية وأفلام الرعب تسببان الكوابيس أثناء النوم    الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول الأمطار على عدد من المناطق    استقبال طلائع الحجاج بالهدايا وحزمة البرامج الإثرائية    مخاوف من انتشارها.. سلالة جديدة من كورونا يصعب إيقافها !    «عدّادات الأجرة» تخضع لأحكام نظام القياس والمعايرة    انتكاس تجربة «إيلون ماسك» لزرع الشريحة    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الطبية والغذائية    السعودية وتايلند.. تعزيز التجارة واستثمارات واعدة    كنو: موسم تاريخي    صحف عالمية:"الزعيم لا يمكن إيقافه"    براعم النصر .. أبطالاً للدوري الممتاز    أخضر الناشئين لكرة الطائرة إلى نهائيات كأس آسيا    ختام ناجح لأسبوع الرياض الصناعي    100 مليون ريال في المرحلة الأولى.. "جونسون كنترولز "تصدر" تشيلرات يورك" سعودية الصنع إلى أمريكا    المنامة تستعد للقمة العربية.. وغزة تتصدر أعمالها    جمعية مرفأ تنفذ دورة "التخطيط الأسري" في جازان    محافظ الزلفي يزور فعاليه هيئة التراث درب البعارين    القبض على مقيمين لنشرهما إعلانات حملات حج وهمية    اكتشاف قدرات الأيتام    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    توقيع اتفاقية تعاون وتقديم خدمات بين منصة وتطبيق متر ووكالة سمة للتصنيف    مؤسس فرقة «بيتش بويز» تحت الوصاية القضائية    النزل التراثية بالباحة .. عبق الماضي والطبيعة    "هورايزون" و"بخروش" يفوزان بجائزتي النخلة الذهبية    أكبر منافسة علمية عالمية في مجال البحث العلمي والابتكار.. «عباقرة سعوديون» يشاركون في آيسف 2024    اجتياح الاحتلال لرفح يوقف معظم المستشفيات    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من إندونيسيا    الماء    مصادر «عكاظ»: لا وجود ل «المسيار» أمام المحاكم.. تراخيص المكاتب «هرطقة»    طبيبة سعودية تنقذ راكبة تعرضت للصرع على متن رحلة جوية    الذكاء الاصطناعي.. الآتي أعظم    خبراء صينيون يحذرون من تحديات صحية ناجمة عن السمنة    حذروا من تجاهل التشخيص والتحاليل اللازمة .. مختصون: استشارة الإنترنت علاج مجهول    حملة للتوعية بمشكلات ضعف السمع    الإسقاطات على الكيانات !؟    وما زال التدهور يخيّم في الأفق..!    الشمري يرفض 30 مليون ريال.. ويتنازل عن قاتل ابنه بشفاعة أمير منطقة حائل    الطلبة الجامعيون وأهمية الاندماج في جميع المناطق    مساحات ثمينة    جودة النقد بين نور والهريفي    أول دوري للبادل في العالم.. وقفات ومقترحات    وصول المنتخب السعودي للعلوم إلى الولايات المتحدة للمشاركة في آيسف 2024    القيادة تعزي ملك مملكة البحرين    المدينة أول صديقة للتوحد بالشرق الأوسط    وزارة الحج تدعو لاستكمال التطعيمات المخصصة لحجاج الداخل    الأمير مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل خريجي جامعة الأمير مقرن    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الرياض» في أول تحقيق جوي تكشف ما يجري في المستشفيات على ارتفاع 37 ألف قدم
طائرات الإخلاء للقوات المسلحة.. مفخرة سعودية (1 - 2)..
نشر في الرياض يوم 25 - 07 - 2005


رؤية نحو عمل مختلف:
المواطن في كل مكان هو الهدف الذي نعمل من اجله وان نكون معه في حياته.. مشاكله.. قضاياه.. أفراحه وكم يسعدنا أكثر عندما يرى المواطن أن (الرياض) ليست جريدة فقط إنما هو النبض الصادق الذي يشاركه دورة الحياة في حله وترحاله، في هذا التحقيق الذي نقدم فيه أسلوباً جديداً من الأعمال الصحفية الذي يعتبر مغايراً لما تم طرحه من قبل من أعمال والذي يعتبر أول تحقيق تنفذ أغلب فقراته في الجو وعلى ارتفاع 73 ألف قدم تابعنا فيه تناقلنا مع ضيوفنا لحظة بلحظة من الأرض إلى الجو ومن الجو إلى الأرض من مدينة إلى أخرى، باشرنا العمل على أكثر من رحلة طيران وواصلنا أكثر من طلعة جوية على متن أقوى وأسرع وأفخم طائرة نفاثة في العالم ومررنا بأربع مدن سعودية وتابعنا بالكلمة والصورة كيف يتم نقل المرضى وعلاجهم على طائرات الإخلاء الطبي السعودي في أكثر من مطار وقاعدة، تحقيق رأينا فيه الجوانب الإنسانية والتقينا فيه بالكفاءات السعودية وشاهدنا فيه الإنجازات الطبية، هذا التحقيق الذي بين أيديكم أخذ من عمر العمل شهراً مابين مواعيد الزيارات الميدانية والرحلات والتنسيق والكتابة حتى تم الانتهاء منه وراعينا فيه اجتماع عناصر الأسبقية في الطرح والفائدة من المعلومة والصورة التشويق والمتعة والفرحة والنجاح حيث شاركنا فيه المرضى أحلامهم بالصحة وسعادتهم بالعافية كنا قريبين منهم وكانوا قريبين منا ولم يبخلوا علينا أن يكونوا أبطالنا الحقيقيين في هذا التحقيق.
خطوة البدء:
لأنه تحقيق جوي غير مسبوق كان لابد أن نضع في اولويات خطة العمل اخذ الموافقة الرسمية من المسئولين على الزيارة بالإضافة إلى تمكيننا من اخذ كافة التسهيلات المتبعة في مثل تلك الأعمال الصحفية من التصوير وزيارة بعض المواقع المهمة والإطلاع على عمل بعض المكاتب العسكرية الخاصة بالضباط الذين يتعلق عملهم المباشر مع عمليات الإخلاء الطبي للقوات المسلحة حتى تكون الترتيبات منظمة بشكل دقيق يتواكب مع أهمية جاهزية هذه الخدمة وموقع هذا المكان.
لذلك عندما صدرت الموافقة الرسمية من سعادة مدير عام إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة سعادة اللواء إبراهيم المالك على السماح ل (الرياض) تنفيذ فكرة التحقيق والموافقة على تسهيل مهمتي الصحفية وحصولي على الموافقة بأن أكون أول صحفية على المستوى الإعلامي تكون لها الريادة في زيارة القاعدة الجوية في مدينة الرياض وزيارة إدارات الإخلاء الطبي والإطلاع على مواقع الطائرات العاملة في أسطول الإخلاء الطبي السعودي، وبعد أن تم تحديد الوقت الذي منحنا في اختياره ليتناسب مع مواعيد جدولة طائرات الإخلاء والرحلات التي سوف نكون على متنها..
الدخول إلى القاعدة الجوية:
في اليوم المحدد كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً اقتربت السيارة التي تقلني إلى بوابة القاعدة الجوية وبعد تنسيق مسبق بين إدارة الإخلاء الطبي وبين العسكريين الحراس عند البوابة طلب منا خطاب الموافقة على الدخول ومن ثم تم إعطاؤهم البطاقة الصحفية والتأكد من دخول المرافقين وهم زميلاي المصور بندر بخش والسائق وبعد التأكد من الهويات الشخصية كان بانتظارنا سيارة عسكرية تقدمتنا لتقلنا إلى مقر إدارة الإخلاء الطبي في وسط القاعدة الجوية.
كان المنظر مهيباً يدخل في نفوس الناظرين الحماس والفخر والاعتزاز بالمكان سرنا على طرق وشوارع منظمة مشجرة ومزدانة بالمزروعات المنسقة على اطرافها مررنا ببعض الإدارات العسكرية، وبعدها وصلنا إلى مبنى إدارة الإخلاء الطبي حيث تم استقبالنا هناك و أخذنا إلى صالة كبار الزوار وتم الترحيب بنا والقيام بواجبات الضيافة.
تطوير وإنجازات متواصلة:
وبعدها تم مقابلة اللواء مهندس طيار ركن محمد بن عبدالرحمن الحسون مدير إدارة الإخلاء الطبي الجوي في الخدمات الطبية للقوات المسلحة في مكتبه والذي تحدث عن بعض الأمور المتعلقة بإدارة الإخلاء الطبي حيث قال :بدأت خدمة الإخلاء الطبي في المملكة في أواخر العام الهجري 0041-0891 للميلاد، ولقد كان ذلك بناء على التوجيهات الملكية الكريمة بعد أن كلف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بوضع اللبنة الأولى لهذا الصرح، وبذلك بدأت الخدمة الفعلية للإخلاء بشراء أول طائرة من نوع (جي 2) والتي صنعتها شركة قلوف ستريم العالمية.
كما أن إدارة الإخلاء الطبي منشأة مرت بالعديد من المراحل التطور وحققت العديد من الإنجازات فبعد أن كان أساس تشكيل الإخلاء الطبي الجوي مساندة أفرع القوات المسلحة إثناء الحرب بطائرات مجهزة يتم الاستعانة بها لتوفير الإسناد الطبي السريع والفعال وتطور الأمر لتشمل خدماته وقت الحرب والسلم بحيث يتم الاستفادة الكاملة من طائرات الإخلاء الطبي الجوي لتقديم المساعدة في عمليات الكوراث الطبيعية والمشاركة في مواسم الحج بالإضافة إلى عمليات نقل الأعضاء الحية من أماكن التبرع إلى الأماكن المتخصصة بزراعتها وكل الإنجازات سجلت باسم الإخلاء الطبي الجوي وجاءت نتيجة الدعم المتواصل واللامحدود من قبل قادة ومسؤولي هذه البلاد حفظهم الله0
ويواصل سعادة اللواء حديثه ويقول هناك تعاون مستمر مع الدول العالمية المتقدمة في هذا المجال لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة سواء كان من ناحية تأهيل الطيارين أو الكوادر الطبية على عمليات النقل والإخلاء الجوي بالطرق المتقدمة والحمد لله النتيجة للدعم كبير ومتواصل للإخلاء الطبي الجوي من قبل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ونصنف الخدمات التي يقدمها الإخلاء السعودي والذي يعتبر من ارقي وافضل الخدمات على الصعيدين المحلي والإقليمي فلا ننسى أن أسطول الإخلاء الجوي يضم افضل الطائرات المجهزة طبياً لنقل المرضى داخل وخارج المملكة وتتميز هذه الطائرات بسرعتها العالية مثل (جي5) والتي تعد من افضل الطائرات العالمية.
إنجازاتنا الطبية وتطلعات المسؤولين
ان الإنجازات التي حققها الإخلاء الجوي لم يأت من فراغ أنما كان اهتمام المسئولين في القطاع الطبي للقوات المسلحة واهتمام سعادة اللواء طبيب كتاب بن عيد العتيبي مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة أثره البالغ في تطور قدرات إدارة الإخلاء الطبي وتقديم كل ما من شأنه العمل على راحة المواطنين والمستفيدين من خدمات الإخلاء الطبي، والتي لم تقتصر خدماتها على المملكة إنما شملت خدماتها العديد من البلدان العربية الشقيقة فكانت الخدمات الطبية للقوات المسلحة وعلى رأسها الإخلاء الجوي الطبي السعودي في المقدمة شاهداً على اهتمام المملكة باستفادة الأشقاء من هذه الخدمات الإنسانية والتي سبق أن قمنا بها مثل:
حرب الخليج الأولى والثانية، رحلات الإغاثة في العراق، نقل جرحى الانتفاضة الفلسطينية، إغاثة منكوبي الفيضانات في السودان، نقل الجرحى الأفغان، الإغاثة الطبية في الجزائر بعد الزلازل، الإغاثة في البوسنة والهرسك بعد الحرب، الإغاثة الطبية في الصومال. الإغاثة الطبية في بعض الدول المجاورة بعد الزلازل في جمهورية اليمن الشقيقة، وجمهورية إيران الإسلامية حيث تم إرسال فريق طبي متكامل ومن ثم معالجة المصابين في مواقع الحدث وتم نقل الحالات الحرجة إلى المملكة لمواصلة العلاج.
كما أننا حرصنا في إدارة الإخلاء الطبي للقوات المسلحة على الاهتمام بالعنصر البشري الذي يعد من أهم العوامل في نجاح أي برنامج، ففي بدايات العمل قامت الإدارة بالتعاقد مع بعض الطيارين والفنيين من بعض الدول الصديقة لتسيير بعض الرحلات وصيانتها، وفي نفس الوقت تم عمل خطة تدربيبة لتأهيل الكوادر السعودية تدريجياً حتى وصلت نسبة السعودية للطيارين إلى 001٪ وكذلك الإداريين 001٪ والفنيين 56٪ ومازالت برامج التدريب للفنيين تستقطب الشباب السعودي الطموح للوصول إلى نسبة 001٪ للوظائف الفنية في اقرب وقت، وفي ختام كلمته أكد على أن إدارة الإخلاء الطبي ترحب (بالرياض) كصحيفة تعمل على إبراز الإنجازات الطبية الوطنية في كل مكان وأنه بعد انتهاء الجولة أكد أنه على استعداد للإجابة على كافة الأسئلة المتعلقة بجوانب التحقيق.
وبعدها قمنا بالانتقال إلى مكتب قائد سرب الخطط والعمليات العقيد طيار الركن صالح محمد الخشان والذي تكلم في حواره مع (الرياض) على بعض الأستفسارات المتعلقة بالعمليات الإخلاء الطبي ونشاطاتها وإنجازاتها التي تقدمها على مدار اليوم للمستفيدين من المرضى كما تم شرح آلية عمل الرحلات لنقل المرضى من خلال التنسيق مع كافة الأوامر التي تصدر بشأن تنفيذ أوامر النقل والاركاب.
٭ «الرياض»: كيف تقيمون عمل طائرات الإخلاء الطبي خلال الرحلات الماضية في تواصلها مع بلدان العالم؟
- العقيد الخشان: نستطيع أن نقول بفخر أن سرب طائرات نقل المرضى في الإخلاء الطبي السعودي قد وصلت إلى اغلب الأجواء في العالم واستفاد منها إعداد كبيرة من المرضى سواء أكانوا سعوديين أو أجانب حيث نعمل على خدمة المرضى داخل المملكة وخارج المملكة ووصلت بخدماتنا إلى أمريكا وأمريكا الجنوبية وشرق آسيا وعند صدور الأوامر الكريمة فإنه يتم العمل فوراً بدون تأخير.
٭ «الرياض»: بالنسبة للسعوديين المرضى الذين يتعالجون خارج المملكة كيف تم أخذ ترتيبات نقلهم؟
- العقيد الخشان: يوجد هناك آلية عمل معروفة فأما عن طريق الأوامر السامية أو عن طريق السفارات السعودية في الخارج أو عن طريق إرسال التقارير الطبية للمرضى لمكتب استقبال الطلبات في ادارة الإخلاء الطبي للنظر في حاجة المريض إلى نقله عن طريق طائرات الإخلاء وجميع ما يردنا يتم النظر فيه بأقصى سرعة ممكنة.
٭ «الرياض»: ماهي أكثر المناطق في المملكة التي استفادت من خدمات الإخلاء في النقل المرضى؟
- العقيد الخشان: اعتقد أن اغلب مناطق المملكة قد شملتها الخدمات واستطاعت أن تستفيد من عمليات الإخلاء الطبي وقد تكون المنطقة الجنوبية هي الأعلى نظرا إلى طبيعة تضاريسها الجغرافية وبعدها عن بعض المراكز المتخصصة لعلاج البعض من الامراض.
٭ «الرياض»: كيف يمكن التنسيق في عمليات نقل المرضى والمصابين في الكوارث البيئة مثل السيول والحرائق؟
- العقيد الخشان: يتم نقل المرضى والمصابين جراء الكوارث البيئة عن طريق المستشفيات التي ترسل تقارير طبية عن للمتضررين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية ويتم نقلهم إلى مستشفيات تعمل على علاج المصاب حسب الحالة المرضية.
٭ «الرياض»: هل جميع الطيارين العاملين في أسطول طائرات الإخلاء الطبي عسكريون ؟
- العقيد الخشان: جميع الطيارين العاملين في أسطول طائرات الإخلاء الطبي السعودي طيارون سعوديون فيهم طيارون عسكريون وفيهم طيارون مدنيون وهم مدربون على كفاءة ومستوى ويقودون جميع الطائرات الموجودة لدينا في أسطول الاخلاء الطبي السعودي.
مزيد من المفخرة للسواعد الوطنية:
وفي ختام الزيارة انتقلنا إلى مكتب العمليات حيث تقدم النقيب طيار عبدالله راشد الزهراني ضابط عمليات الأجنحة المتحركة بشرح موجز عن عمل المكتب في التنسيق عمل الرحلات اليومية سواء داخل المملكة أو خارج المملكة كما قدم لنا النقيب طيار الزهراني مشرف قسم الترحيل وليد عبدالله الضبيب والذي تناول بشرح مفصل آلية عمل المكتب في تنسيق الأجواء للطائرات في مختلف الرحلات وكيف يتم أخذ الترتيبات الدقيقة والسريعة في تنسيق عبور الطائرات الأجواء داخل المملكة أو خارجها.
وبعدها تم أخذنا إلى قسم الاتصالات حيث قام الأستاذ عبدالرحمن الدخيل المشرف على مركز الاتصالات الطبية بشرح آلية العمل في الصالة وأجاب على أسئلة «الرياض» حول كيفية تلقى الطلبات وتنفيذ الأوامر وكيفية التنسيق العمل لكل رحلة قادمة أو مغادرة، وبعد هذه الجولة التي شملت عدداً من الأقسام الهامة في إدارة الإخلاء الطبي حان وقت انطلاق الطائرة0
الرحلة الأولى:
قبل انطلاق الرحلة الأولى والتي سوف نكون على متنها تم أخذنا إلى الطائرة من نوع (ج، 5) على ارض المطار في القاعدة الجوية وأرى مجموعة من الفنيين الذي يعملون في الإشراف على استعدادات الطائرة والتأكد من كافة عمل الأجهزة بالطائرة وفي الجهة المقابلة أرى الممرضات والطبيب الذين اخذوا يتأكدون من الأدوات الطبية ومدى جاهزيتها الكل يعمل بنشاط حتى تسير الرحلة في أدق مستوى في التشغيل وبعد أن تم من التأكد من كل شيء صعدنا إلى الطائرة ونحن على متنها وقائدا الطائرة المقدم طيار خالد الفياض والمقدم طيار عمر الغصون والدكتور وممرضات الرحلة، انطلقت الرحلة المغادرة من القاعدة الجوية في الرياض في الساعة 03,11 دقيقة والمتجهة من الرياض إلى مطار نجران الإقليمي حيث كانت الحرارة الخارجية تشير إلى 54 درجة حلقنا خلالها على ارتفاع 73 ألف قدم واستمرت الرحلة ساعة و04 دقيقة، وبعد انقضاء مدة الطيران حطت الطائرة النفاثة (جي، 5) على مطار نجران الإقليمي درجة الحرارة الخارجية 93 درجة حيث كان بانتظارنا سيارة إسعاف تقف بالقرب من المهبط بعدها فتحت أبواب الطائرة وتحركت سيارة الإسعاف نحو الطائرة والتي هبط منها الطبيب المعالج مع الممرضات فتح باب الإسعاف ونزل منه الممرضات وبدأ الجميع في عملية نقل المريضة إلى الطائرة وبالفعل ما هي إلا دقائق وقد تم نقلها ووضعها على سرير العناية المركزة في الطائرة والتأكد من وضعها الصحي وتثبيت الأجهزة التي قد تحتاج لها وقت الرحلة التي سوف يتم نقلها من نجران مع وجود زوجها المرافق معها لتواصل علاجها في مجمع الرياض الطبي وبعد انتهاء عملية النقل بدأ الاستعداد الثاني في تحرك الطائرة نحو الإقلاع وأقلعت الطائرة متجهة مرة أخرى إلى مدينة أخرى هي مدينة الطائف لنقل مريض آخر وأثناء الرحلة قمت بعمل حوار مع الطبيب المعالج الذي يتولى علاج المريضة للتعرف على حالتها المريضة حتى وصولنا مطار الطائف0
عناية مركزة فوق السحاب
وبعد أن انتهاء الطبيب مع التأكد من استقرار حالة المريضة أخذنا منه عدة دقائق حتى نستعلم منه حالة المريضة فقال: أنا الدكتور عصام الفحام أخصائي تخدير وعناية مركزة أعمل في طائرات الإخلاء الطبي منذ سنة ونصف عملنا الطبي يتركز على عمليات نقل المرضى من مختلف مناطق المملكة أو من أي مكان في العالم وعلى أي طائرة وأن نقوم بالرعاية الطبية الكاملة وإسعاف المريض وعلاجه إثناء عملية نقله من مكان إلى آخر وهذه المريضة التي تم نقلها عمرها 72 سنة وتعاني من حالة حرق في الجسم يبلغ 54٪ تم علاجها في مستشفى نجران ولكن نظراً إلى أن حالتها تستدعي إلى علاج مكثف وطويل وأجراء بعض عمليات ترقيع للجلد تم نقل هذه المريضة إلى مجمع الرياض الطبي لاستكمال العلاج فهي لا تستطيع حتى الجلوس نظراً لصعوبة الحالة التي تعاني منها.
٭ «الرياض»: هل يستطيع المريض أن يتكيف مع عملية النقل من مكان إلى آخر أو قد تنتكس حالته إثناء نقله؟
- د.الفحام: من المعروف أن عملية النقل تتم بتنسيق متكامل مع التقارير الطبية المستقرة والتي معها يتم نقله في سهولة كما أن الرعاية الطبية في الطائرة على أعلى مستوى من الرعاية والخدمة وتوفر الأَسرَّة الطبية والأجهزة كما انه يعطى مهدئات ومسكنات حتى تنتهي عملية النقل وبذلك لا يتأثر بعملية النقل.
٭ «الرياض»: هل كل طائرة لها طاقم طبي خاص ومعروف عند كل رحلة؟
- د.الفحام: في الواقع نحن الطواقم الطبية تدربنا على جميع أنواع الطائرات ونعمل على متنها جميعا ونخدم كافة الحالات والمرضى ونطير في أي وقت ونحط في أي مكان كما أن هناك مدناً صغيرة ليس فيها مطارات فيتم نقل المريض عن طريق الطائرات العمودية وهي أيضا مجهزة بجميع المعدات الطبية التي تناسب كافة المرضى.
٭ «الرياض»: وما هي أكثر الحالات التي أشرفت على نقلها إثناء عملك؟
- د. الفحام حوادث السيارات هي من أكثر الحالات التي تم نقلها كما أن مرضى القلب وخاصة الأطفال الذين يولدون بتشوه خلقي ويحتاجون إلى عمليات سريعة فيتم نقلهم إلى مركز الأمير سلطان لأمراض القلب في الرياض،
حادث مأساوي
وبعد انتهاء الحديث مع الطبيب المعالج والمشرف على رحلة المريضة استأذنته بالحديث مع المريضة إذا كانت حالتها تسمح بالحديث فوافق اقتربت منها وسلمت عليها نظرت إلي مستغربة وقالت من أنت قلت لها أنا صحفية من جريدة «الرياض» وأعمل في موضوع صحفي خاص بنقل المرضى عن طريق الإخلاء الطبي قالت: صحفية! وهل الصحافة لهذه الدرجة مهتمة بالمرضى غريبة؟ قلت لها :نعم وما الذي يمنع أن نكون معكم وبجواركم نسمع منكم،...فقالت: الحمد لله على كل حال ..فقلت لها: هل تستطيعين أن تحكي لي عن حالتك وكيف تم ترتيب نقلك إلى الرياض.. فقالت : أنا متزوجة ولدي طفل واحد اعمل معلمة في نجران حالتي كما ترين حرق كامل في أنحاء الجسم بسبب تسرب الغاز من الفرن إثناء وجودي في المطبخ ففي لمحات وجدت النار امسكت بي وأنا أحاول أن أنقذ نفسي ولكن بدون فائدة فملابسي التي كانت علي مصنوعة من ألياف صناعية من النايلون وكان زوجي في البيت وحاول هو بدوره إنقاذي ولكن بدون فائدة فالنار كانت أسرع فما كان منه إلا أن نقلني إلى دورة المياه ووضعني في المسبح وسكب علي كميات كبيرة من الماء والذي بدوره كان سبباً في تآكل ملابسي على الجلد وتم نقلي إلى المستشفى وإسعافي ولكن كانت إصابتي بالغة مكثت في المستشفى شهراً كاملاً وأنا لا أستطيع الحراك بعدها تقدم زوجي بطلب إلى الإمارة بتحويلي إلى المجمع الطبي بالرياض لاستكمال العلاج ومن ثم تم تحويل المعاملة إلى إدارة الإخلاء الطبي التي طلبت تقرير المستشفى عن الحالة وبعدها تمت الموافقة على نقلي إلى الرياض وبصراحة لم يكن لدي علم كافٍ بخدمات الإخلاء الطبي ولم أتخيل يوماً أنني سوف انقل على متنها ولكن الآن عرفت مدى حجم هذه الخدمة والتي قدمتها الدولة لكافة المواطنين والمحتاجين لها جزاهم الله عنا كل خير. وبعدها تركتها والطاقم الطبي لا يزل يتابع حالتها أولاً بأول ويسجل التقارير أثناء عملية الطيران ومن خلال الأجهزة الموجودة على سرير العناية المركزة الذي وضعت فيه.
الرحلة الثانية
وعلى نفس الرحلة التي اتجهت بنا إلى مدينة الطائف لنقل مريض آخر وعند محطة الوصل كانت الساعة تشير إلى الثالثة وعشر دقائق عصراً ودرجة الحرارة الخارجية 03 توقفنا في المطار حيث أيضاً كانت هناك سيارة إسعاف تنتظر إشارة البدء لتنطلق بالقرب من الطائرة وحيث كان توجد بها طفلة عمرها شهران ونصف ومرافق معها والدها توقفت السيارة وتم نقل الطفلة عبر الفريق الطبي في الإسعاف الذي سلم الطفلة إلى الفريق الطبي في الطائرة والذي بدوره اخذ الطفلة ووضعها في حضانها في غرفة العناية المركزة في الطائرة وبعدها قام الطبيب مع الممرضات بمتابعة حالتها ووضع أجهزة الأكسجين والتأكد من ضربات القلب وجلس الفريق الطبي يراقب حالتها بينما الطائرة أخذت وضع الاستعداد للطيران مرة أخرى.
في طريق العودة إلى مدينة الرياض مرة أخرى، وبعد أن فرغ الطبيب من ملاحظة الطفلة سألته عن حالتها فأخبرني أنها طفلة مصابة بعيب خلقي في القلب وتحتاج إلى عملية نقلها إلى مركز الأمير سلطان لمتابعة حالتها المرضية، وأكد على أن اغلب الأطفال المستفيدين من الخدمة يكونون من مرضى القلب الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة أو أجراء عمليات سريعة حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم العادية، وبعدها سألت والد الطفلة الذي كان مرافقاً لها عن كيفية عمل إجراءات نقلها من مستشفى الطائف إلى الرياض فقال إنني لم أقم بأي معاملة لنقل طفلتي ولكن المستشفى رأى أهمية نقلها من مستشفى الهدا إلى مركز الأمير سلطان بالرياض لمتابعة حالتها وأنا بهذه المناسبة أحب أن أسجل شكري للأطباء العاملين في مستشفى الهدا على رعايتهم ابنتي وشملت رعايتهم لها أن نسقوا على إجراءات نقلها مع الإخلاء الطبي والشكر موصول لجميع العاملين في الإخلاء الطبي.
نسور الجو مفخرة العمل الطبي
أثناء رحلة الطيران ما بين الرياض نجران، نجران الطائف، الطائف الرياض حاولت أن أستفيد من الوقت في أن يكون هناك حديث متقطع بيني وبين كباتنة الرحلة حول طبيعة عملهم على طائرات الإخلاء الطبي، فيقول المقدم عمر الغصون أن عملنا كطيارين مدنيين على متن طائرات الإخلاء الطبي هو واجب إنساني ومفخرة وطنية يسعدنا أن ننتمي للعمل بها وهو عمل يقام على تنظيم وإعداد الرحلات في أي وقت والى أي مكان سواء داخل المملكة ونحن دائم مستعدون للعمل وأحيانا يمضي بنا وقت طويل وخاصة على رحلات دولية قد يستغرق 51 ساعة متواصلة أو حتى أكثر نعمل فيها بمستوى عال من الاستعداد الدائم وعندما نرى هؤلاء المرضى يضيع التعب عندما نسمع دعوات المرافقين مع المرضى ونفرح أننا قمنا بواجبنا الإنساني والوطني على أكمل وجه وهذا هو السعادة الحقيقة في العمل، المقدم خالد الفياض قل قبل أن تسأليني يجب أن اسئلكم أنا إنكم بحق أجدتم ونحن نشكر لكم اهتمامكم بطرح هذا الموضوع والذي تسجل ريادة (الرياض) كما نشكرك أنت (كصحفية) حرصت على أن تري عملنا على ارض الواقع بدون مجاملة أو رتوش وها أنت تسجلين كل ما ترين من واجب عملك الإنساني في المقام الأول قبل الصحفي عموماً عملنا كطيارين تنفيذ الأوامر وقيادة الرحلات في نقل المرضى السعوديين والأجانب عبر هذه الطائرات الحديثة وعملنا كطيارين لا يختلف عن عمل زملائنا في الوحدات الأخرى في إدارة الإخلاء فكلنا نعمل تحت منظمة عمل واحدة نتشرف أن نكون من احد منسوبيها، كما أن عملنا على رحلات قامت على نقل الأعضاء وهي من الرحلات التي يتوجب فيها سرعة النقل وهناك تنسيق مسبق بين مراكز الأعضاء القريبة في دول الخليج وهذه الحالات يمكن أن تقام في أي وقت لأن الأعضاء لها وقت محدد للزراعة ولابد أن يكون وصول الأعضاء في الوقت المناسب ويتم نقلها إلي أي مستشفى على وجه السرعة.
وفي هذه الأثناء بدأ العد التنازلي لوصولنا إلى قاعدة الرياض الجوية وكانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساء هبطنا في مدرج المطار وكان في انتظارنا سيارتا إسعاف لنقل المريضة والطفلة كلتيهما إلى المستشفى المخصص لهما، ودعنا الجميع وقبل المغادرة وعلى استعداد إلى رحلة أخرى قادمة في الجزء الثاني من التحقيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.