من حيث المبدأ من حق كل إنسان ان يقبل أو يرفض أي شيء وفق رؤى انطباعية تخصه وترتكز على تكوينه الفكري والنفسي وربما أيضا ذائقته الجمالية.. الإشكالية ليست في اختلاف الاختيار ولكن في تكريس بعضنا لرفض هذا الاختلاف. مع توصية مجلس الشورى بدراسة تغيير موعد الإجازة لتكون الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعة انبرى البعض ليس في تبيان منطلقات التغيير والاختلاف وفق رؤى اجتماعية أو اقتصادية، بل انبرى البعض في قذف من وافق على ذلك باعتباره تغريبيا ومتصهينا.. والى آخره من بذاءة الكلمات التي لا تتفق مع ديننا الاسلامي الحنيف، دين التجديد والتطوير، دين العمل والاخلاص والتسامح، دين الحب والابداع. بعيدا عن القبول والرفض أعود لخطاب الرافضين لكل جديد في مجتمعنا ولكل خطوة نتقدم بها في إصلاحنا الإداري.. مثلا بعد تعيين سيدات في الشورى خرجت في شبكات التواصل الاجتماعي أصوات عالية النبرة برفضها، وهذا حقها، ولكنها اخترقت منظومة القيم لتعلو بذاءتها في نعت تلك السيدات بأبشع الكلمات وببذاءة لا تتفق مع القيم الاسلامية ولكنها خلاصة عفن يعاني منه هؤلاء. وبعد ان اوصى مجلس الشورى بدراسة تغيير الإجازة من يومي الخميس والجمعة الى يومي الجمعة والسبت.. وأؤكد دراسة وليست توصية بالتغيير.. وترك قرار التغيير من عدمه الى ان تكشف الدراسة عن نتائج تخدم المصلحة العامة وخاصة في بعديها الاقتصادي والاجتماعي.. تلك التوصية أيضا اشعلت حرارة الخطاب مرة اخرى لتأتي الكلمات مثقلة بالاتهام بالتغريب والتصهين.. بل إنهم طالبوا المؤيدين للدراسة بتقوى الله.. مع انها مزايدة ومبالغة في حدة الخطاب وامتطاء صهوة الدين للدخول في سباق الرفض مع تجريح المخالفين لهم بخطاب ديني اصطنعوه لأنفسهم.. ذلك جزء بسيط من إشعالهم نار الفتنة في المجتمع ومحاولة تفكيك وحدته ببث فكر متطرف ويغلبه التضليل.. والخطورة ان بعضهم يعملون في المؤسسات التعليمية سواء في التعليم العام أو الجامعات السعودية مما يعني معه أنهم يباشرون صناعة ترويج فكرهم بشكل مباشر مع أجيال نريد ان تكون طاقات بناء وتجديد وليست معوقا تنمويا.. جيل نريد ان يكون محور البناء والوحدة وليس جيلا يفكر في تحقيق الانعزال والخوف من كل جديد. اللوم على أي مؤسسة حكومية تقبل وجودهم فيها وتقبل ممارستهم لعملهم وخاصة التعليمي، فرائحة الفتنة في خطابهم باتت تزكم الأنوف وتلبسهم بالدين لحماية مصالحهم بتنوع منطلقاتها، أيضا باتت واضحة للجميع ولا تحتاج لشيء من الحصافة لإدراكها.. السؤال: هل يعقل ان يكون هؤلاء جزء من نظام تعليمي؟ الأمر لا يقف عند الاختلاف في الرأي فذلك حق مشروع للجميع، ولكن الإشكال في استمرارهم زراعة فكرهم الضلالي في مؤسساتنا التعليمية على وجه الخصوص وحدة تجريحهم وتشكيكهم بالآخرين بتكفيرهم أو إصابة أعراضهم.. مع فسق في الألفاظ مما يسيء للإسلام كدين ولنا كمجتمع.. في شبكات التواصل الاجتماعي.