نعرف جميعاً نحن سكان هذه البلاد أن أوقات التوقف عن أداء جميع الانشطة يكون وقت الصلوات فيتوقف الموظفون عن أداء الأعمال وتغلق المحلات والشركات والاسواق أبوابها ويعلّق بعضهم لوحة اعتذار للزبائن بأن (المحل مغلق وقت الصلاة) وعليهم العودة فور انتهاء العبادة، لن أتحدّث عن هذا التوقف إنما قد شدّني خبر نشرته جريدتنا بعنوان (الموظفون الأمريكيون يُهدرون ربع وقت العمل يومياً على «الدردشة» والانترنت) حيث أفاد مسح أمريكي نشرت نتائجه على الملاء(دون خوف أو ادعاء الكمال) يُشير إلى أن الموظف الأمريكي العادي يُهدر أكثر من ساعتين من ساعات العمل الثماني يومياً في أشياء مثل تصفّح شبكة المعلومات (الانترنت) أو توطيد العلاقات الشخصية مع الزملاء أو إجراء مكالمات هاتفيّة خاصّة، وكشف المسح الذي أجري على عشرة آلاف موظف (حسب الخبر) أن تكلفة هذه الساعات المهدرة تعادل مايُقارب (760) مليار دولار سنوياً ووجد أن حوالي (45٪) ممن شملهم المسح يتصفحون مواقع الانترنت وهو مايعني أكبر مصدر لاهدار الوقت خلال ساعات العمل..! حسناً لماذا يفعلون ذلك ..؟؟ قال (33٪) من العينة ان قلّة العمل كان الدافع الأكبر وراء البحث عن مصدر لتزجية الوقت إلى آخر ماورد في الخبر عندها تذكرت مهاتفة وردتني من صديق ينقل فيها شكوى أحد الموظفين المواطنين حيث قطعت شركة الكهرباء التيار عن منزله بحجّة عدم تسديد الفاتورة رغم أنه لم يكن أصلاً يعلم بوجود فاتورة مُستحقة الدفع بسبب حداثة سكناه في المنزل المستأجر فأكل العلقة نيابة عن المستأجر السابق . الشاهد أن الرجل استأذن من رئيسه في العمل طالباً سويعات قليلة للذهاب إلى موقع التسديد إذ لاتقبل الشركة الموقرة التسديد عبر البنوك أو الصرّاف أو الهاتف المصرفي فما بالك بالتسديد عن طريق الانترنت فذاك حلم يصعب تحقيقه ، لابد إذاً من المرمطة حتى لايجرؤ (ابن ابوه) في إهمال الفاتورة مرّة أُخرى.يقول صاحبنا توقعت أن الأمر لن يتعدّى دقائق معدودة للتسديد ومن ثم الأمر بإعادة التيار ولكن توقعاتي ذهبت أدراج الرياح لأنني قد أتيت فيما يبدو في الوقت الخطأ كما اتضح لي اذ الموظف المختص كان مشغولاً عن أداء مهماته بما هو أهم (من وجهة نظره)، لقد كان المحترم ومعه زميل له يتابعان أخبار (تداول) عبر شاشة الكمبيوتر ويجريان صفقات بيع وشراء الأسهم فما الذي أتى بهذا المراجع (العلّه) في هذا الوقت..!! يقول صاحبنا «كاد يقتلني القلق على مخزون (الفريزر) من لحوم وخضروات و«سكّري » واستمرار انقطاع الكهرباء كفيل بفساد هذا المخزون الذي أعتمد على الله ثم عليه في غذاء أهل بيتي لأسابيع وموظف الكهرباء مشغول عنّي ب (البحري ، وسابك ، والاتصالات ، والكهرباء ....آه من هذه الكهرباء)..! حين عاد صاحبنا لعمله قال له رئيسه ( أنت الغلطان ..! الا تعرف أن وقت التداول ماحدن فاضي لك الكل معلّقة أعينهم على الشاشة.؟؟) بلع صاحبنا(العافية) وهرع للمنزل لإفراغ مخزون (الفريزر) قبل أن تزكم الأنوف رائحة (الفساد)..!!