يعجز بعض غير العرب وبالأخص من الأوربيين والأمريكيين، معرفة لماذا يُكثر أهل جزيرة العرب من إضفاء الكنية في الأحاديث العامة. وقال إنجليزي إن عليّ أن أدوّن أسماء من لي بهم علاقة من السعوديين وأمامه كنيته، أبو فلان كي أميّزه عن آخر يحمل ذات الاسم ولكنه كما قال لي: abo something else. يعني هو "أبو" لكنه مختلف عن الأول. والبعض من أهلنا في السعودية يُفضل، بل يُصر على ذكر كنيته. مع علمنا جميعا أن الله سبحانه و تعالى لم يكنِ أي واحد من الأنبياء أو الرسل عليهم الصلاة والسلام، بل ذكر أسماءهم مجردة، صالح، هود، لوط، إبراهيم، محمد، بينما حين توعد، أشار باللقب إلى أبي لهب.. لأحد أصدقائي ابن اسمهُ هشام. وفي الدراسة الابتدائية تلقّى الأب إلحاحاً ومطالبة مستمرين من الابن، يرغب تغيير اسمه. وحاول الأب أن يثنيه عن تفكير كهذا، سيما وأن الاسم مقبول اجتماعيّا، ومماثل لشخصيات عربية وإسلامية مشهورة مثل هشام بن عبدالملك، وابن هشام وغيرهما. لكن الابن ظلّ على مطلبه وإصراره. وعندما سأله الأب عن السبب قال الابن: إن زملائي يقولون عليّ "دافور". وحاول الأب ثنيهُ عن مطلبه موضّحا له أن عملية تغيير الأسماء عندنا تحتاج إلى إجراءات كثيرة واستثنائية ومُتعبة. وأخيراً رضخ الأب (يجزي والدينا الجنة) وأجرى المعاملة الطويلة العريضة. وفي الغرب ارتاحوا من هذه "المزاجيات" فأعطوا الذكور والإناث كُنى للتحبب يقولون عنها neckname، مثل (جم) بدلا من جيمس أو (بيل) بدلا من ويليام، والكثير منها موجود. كذا القانون أعطى الناس الحق هناك، باستعمال اسم آخر على كيفه..!! يقال له alias name وهو ما يُقابل في اللغة العربية الاسم المستعار، أو اسم الشهرة. فتجد لدى الشخص مراسلات بعدة أسماء. وفي مصر تغلبوا على الخلط هذا في استدعاء المحاكم. فتجد إعلان طلب حضور قضائي في الجرائد المصريّة يقول: إلى السيد علي محمد حسن حنفي المعروف ب.. إسكندر، عليك الحضور الى محكمة... الى آخره.. وقرأتُ أن جزيرة في المحيط الهادي تزيد حرفاً واحداً كل سنة على أسماء أهلها. فالمولود يبدأ بحرف واحد، وتستمر الزيادة حتى الممات..!! وكلّ مرضيه عقله..