استشهاد 15239 طفلاً في غزة    المعرض السعودي يستقبل زواره بالرقصات الشعبية والعروض الفلكلورية    المملكة توقع 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم مؤتمر مستقبل الطيران 2024    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة ال 36 للاتحاد البرلماني العربي في الجزائر    إسبانيا: تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    كوادر سعودية ترسم السعادة على ضيوف الرحمن الأندونيسيين    خطيب المسجد الحرام: مواقف السعودية ثابتة ومشرفة تجاه القضية الفلسطينية    موقف مالكوم من مواجهة الهلال والنصر    الفرصة مهيأة لهطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    بيريرا: سأجتمع مع إدارة الشباب لمناقشة مستقبلي    يايلسه: يجب أن يعلم الجميع أين كنا الموسم الماضي    البليهي: تفكيرنا الآن في مباراة الوحدة.. وننتظر الجماهير غدًا    اللجنة الوزارية تنقل أزمة غزة إلى باريس    إدانة 5 مستثمرين وإلزامهم بدفع 4.8 مليون ريال    توجيهات عليا بمحاسبة كل مسؤول عن حادثة التسمم    دار طنطورة.. التراث والحداثة بفندق واحد في العلا    "العلا" تكشف عن برنامجها الصيفي    المخرجة السعودية شهد أمين تنتهي من فيلم "هجرة"    اتفاقية ب25 مليون دولار لتصدير المنتجات لمصر    واتساب يختبر ميزة لإنشاء صور ب"AI"    تحذيرات علمية من مكملات زيت السمك    معالي أمين منطقة عسير يزور معرض صنع في عسير    خريجو «خالد العسكرية»: جاهزون للتضحية بأرواحنا دفاعاً عن الوطن    ارتفعت 31.5 % في الربع الأول    أمسك.. حرامية المساجد!    متى القلق من آلام البطن عند الطفل ؟    قد لا تصدق.. هذا ما تفعله 6 دقائق من التمارين يومياً لعقلك !    5 أطعمة تعيق خسارة الوزن    الفيحاء يتعادل إيجابياً مع التعاون في دوري روشن    السلاحف البحرية معرضة للانقراض    «رحلة الحج» قصص وحكايات.. «عكاظ» ترصد: كيف حقق هؤلاء «حلم العمر»؟    الفتح يتغلب على الحزم بهدفين في دوري روشن    الاتحاد يتغلب على ضمك برباعية في دوري روشن    مواجهة الهلال والوحدة بين الطائف والرياض    سفارة المملكة في إيرلندا تحتفي بتخرج الطلبة المبتعثين لعام 2024    الاستثمار الثقافي والأندية الأدبية    حظي عجاجه والحبايب (قراطيس) !    الدكتوراه لفيصل آل مثاعي    القمر يقترن ب «قلب العقرب» العملاق في سماء رفحاء    هل بقيت جدوى لشركات العلاقات العامة؟    نمو الجولات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني    «الحونشي»    «الثقافة» و«التعليم» تحتفيان بالإدارات التعليمية بمختلف المناطق    تنوع أحيائي    ثانوية السروات تحتفي بتخريج الدفعة الأولى من نظام المسارات    نزاهة: حادثة التسمم الغذائي بأحد مطاعم الرياض لن تمضي دون محاسبة    فيصل بن خالد يرأس اجتماع الجهات الأمنية والخدمية المشاركة في منفذ جديدة عرعر    فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية يكرم موظف سوداني    فيلم "نورة"يعرض رسميا في مهرجان كان السينمائي 2024    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للربو"    القبض على وافد بتأشيرة زيارة لترويجه حملات حج وهمية ومضللة    دفعة جديدة من العسكريين إلى ميادين الشرف    أمير حائل يشكر جامعة الأمير محمد بن فهد    رفع كسوة الكعبة المشرَّفة للحفاظ على نظافتها وسلامتها.. وفق خطة موسم الحج    تمكين المرأة.. وهِمة طويق    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 142 مجندة من الدورة التأهيلية    الخريجي يقدم العزاء بمقر سفارة إيران    دشن هوية «سلامة» المطورة وخدمات إلكترونية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد سير العمل في الدفاع المدني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعودة المحلات النسائية تخرج فتيات وأسرهن من ضيق الفقر واليأس إلى رحابة الكفاف والأمل

أكدت فتيات يعملن في محلات نسائية دور قرار وزارة العمل القاضي بتأنيث محلات مستلزمات المرأة في تغيير حياتهن ونقلها من العوز الى الكفاف، مشيرات الى الظروف الصعبة التي تعرضن وأسرهن لها، وتأثير القرار في قدرتهن على تجاوزها.
وشرحت بعضهن معاناتهن مع اليتم والفقر ومصروفات الابناء واعباء الحياة والمعيشة التي كن يعانين منها قبل الحصول على تلك الوظائف، مطالبات المعترضين بضرورة النظر للموضوع من جميع الجوانب وتقديم المصلحة الاجتماعية على الخاصة.
وأضفن أنهن سعيدات بهذه التجربة التي تتم في خصوصية تامة ووسط بيئة اسلامية واجتماعية تراعي متطلبات الفتاة السعودية واحتياجاتها
مستثمرون: نحرص على توظيف المحتاجات.. والوقت كفيل بمعالجة الأخطاء
وحيدة بلا منزل
في جدة أكدت موظفات أن قرار تأنيث المحلات النسائية فتح امامهن الأمل في تعديل ظروفهن الأسرية والمادية الصعبة وخفف عليهن معاناتهن من العوز والفاقة، ونقلهن الى حياة الكفاف وحسن تواصلهن مع المجتمع.
تكشف عائشة المالكي التي تحمل مؤهلا جامعياً وتعمل في محل لبيع المستلزمات النسائية عن فصول مأساتها بعد وفاة عمتها التي كانت تعيلها، تقول: توفيت عمتي ووجدت نفسي وحيدة بلا عمل ولا بيت، واضطررت للسكن في منطقة شعبية غالبية سكانها من العمالة، وحاولت التسجيل في الضمان الاجتماعي، لكن طلبي قوبل بالرفض بحجة أن والدي على قيد الحياة، رغم أنه مقعد ويعيش على الضمان الذي بالكاد يكفيه هو وزوجته في جنوب المملكة.
وتضيف: تقدمت بشكوى لإمارة المنطقة التي منحتني خطاب استثناء للضمان، لكن موظف الضمان قال إن النظام الآلي لا يقبل التعديل والاستثناء، واعتذر عن تسجيل اسمي، وبقيت حائرة أعاني الحاجة والمرض وتكاليف أدويته، وأصبحت بلا مسكن ولا دخل.
وتابعت: تلقيت عروض السعودة الوهمية من العديد من المحلات مقابل مبالغ بسيطة إلا أنني رفضتها رغم حاجتي، إلى أن التحقت بوظيفة في أحد محلات المستلزمات النسائية، وبراتبها الذي يصل إلى 3500 ريال انتقلت إلى حي سكني آمن بعد الرعب الذي كنت أعيشه في المسكن الشعبي وأصبحت قريبة من مكان عملي، وأطمح في تحسين دخلي وتطوير نفسي لضمان حياة كريمة، بعد أن انتشلتني الوظيفة من الظروف الصعبة.
تعول 4 أبناء
من جانبها تناشد حياة الشاطري "مطلقة وتعمل في محل مستلزمات نسائية" ولاة الأمر بإعادة النظر في قرار إيقاف الضمان عن الموظفات اللاتي يتقاضين رواتب متدنية، مشيرة الى أنها تحملت تربية وإعالة ابنائها الأربعة بعد انفصالها وإقرارها بتحمل مسؤولية الأبناء، بموجب صك الإعالة حين اشترط طليقها تحملها النفقة عليهم.
تقول: والدهم في حالة ضياع ولا آمن على ابنائي معه، وأهلي بالكاد يصرفون على أنفسهم، وإيجار البيت 1700 ريال والضمان لا يكفي الإيجار، وبعد التحاقي بالوظيفة لم يوف دخلها مصروفاتي فقررت العمل في مشغل نسائي بعد المغرب لتأمين دخل إضافي.
وتضيف: أصبحت لا أرى أبنائي إلا في الصباح حين أوقظهم للمدرسة، لأني حين أعود يكونون نائمين، مشيرة الى بعض العوائق التي تجبر بعض الفتيات على ترك الوظيفة ومنها ضعف الراتب الذي لا يتجاوز 2700 ريال حيث تستهلك المواصلات 500 ريال، وتطالب بتأمين المواصلات إسوة بالعاملين الذين يتم نقلهم بباصات ويؤمن لهم سكناً، كما تطالب بتأمين وجبة غداء، لأن عملهن يمتد من العاشرة إلى السادسة مساء.
أسماء الزيدان
معاناة طويلة
وتلفت ولاء ابراهيم التي تعمل في محل مكياج النظر إلى إشغال الوقت بالوظيفة، حتى لو لم تكن محتاجة بدرجة كبيرة، خاصة للفتيات اللاتي لم يرتبطن بزواج وأسرة، فالفراغ أبو المصايب كما تقول.
وتضيف: عانيت كثيراً من اعتمادي على والدي في تأمين احتياجاتي، إضافة إلى الفراغ الكبير الذي كنت أعيشه، لذلك كنت اترقب بارقة أمل لوظيفة تؤمن احتياجاتي وتشغل وقتي وتحفظ كرامتي، بعد أن مللت الانتظار والترقب للخروج من اليأس والإحباط.
وتتابع: حين كنت أفكر في وضعي الذي أعيشه كعالة على والدي الذي بالكاد يكفي راتبه التقاعدي لمستلزمات الحياة الضرورية، فنضطر مرغمين على التنازل عن متطلبات كثيرة تقديراً للظروف التي تحتم علينا حياة التقشف، التي تكون مدعاة لكثير من الآثار المدمرة، مشيرة الى أنها كانت تتجاهل تلبية دعوات بعض الأقارب والصديقات للمناسبات والتجمعات العائلية بحجة المشاغل في حين يكون السبب الحقيقي هو عدم قدرتها على تأمين مستلزماتها.
وتؤكد ولاء أن أوضاعها تغيرت وتحسنت بعد فتح باب التوظيف، وانعكس ذلك على نفسيتها وعلاقتها بمن حولها، وأهم ما تحقق لها من الوظيفة هو إزاحة الشعور بأنها عبء على أسرتها بتحملهم مسؤولية الصرف عليها وتلبية احتياجاتها، كما أصبحت تبادر إلى مساعدة والديها وبقية أفراد أسرتها، موضحة أن الراتب - رغم محدوديته قياساً إلى الالتزامات الأسرية - ظل مصدر استقرار نفسي ومادي لانه يلبي حاجاتنا الأساسية.
وتشير سمر عطيوي الى أن المحلات النسائية منحت المرأة الفرصة لاظهار مواهبها واشغال وقت فراغها فيما يفيدها ويعود بالنفع على اسرتها ومجتمعها.
واضافت أن أوضاع الكثير من الفتيات تحسنت بعد قرار تأنيث محلات مستلزمات المرأة، وهناك من ساهمن في مساعدة أسرهن من هذه الوظائف.
تذليل عوائق التوظيف
الأخصائية الاجتماعية والنفسية الدكتورة منال الصومالي ترى أن هناك نتائج ايجابية من عمل المرأة في المحلات التجارية كونها تمثل نصف المجتمع، ومنهن من حصلن على على الشهادة الجامعية.
وتضيف: خطط التنمية جميعها تضمنت برامج وفرصاً وظيفية للمرأة انطلاقاً من مكانتها وأهميتها في المجتمع، وبالتالي خلق فرص عمل حق من حقوقها، حتى تعيش حياة كريمة فالمادة متطلب ضروري ، ولن تأتي بطريقة تحفظ كرامتها وتحقق ذاتها إلا من خلال وظيفة، كما أن الوظيفة متطلب أساس للوصول إلى التقدير والاحترام الذي يرتبط بما يقدمه الفرد سواء كان ذكراً أو أنثى.
ولفتت إلى تأثير الحاجة على الفرد من الجنسين في الاستسلام والانجراف إلى مزالق قد تكون مدمرة، مبينة دور الوظيفة مهما قلت عوائدها في بناء الشخصية وتحقيق الاستقرار النفسي.
وتشيد الصومالي بقرار وزارة العمل تخصيص محلات المستلزمات النسائية لعمل المرأة الذي أسهم بشكل ملحوظ في رفع حد الكفاف للمرأة، عبر دخل يصل إلى 3 آلاف ريال، بعد أن كانت تتحصل على أقل من ثلث المبلغ من الضمان الاجتماعي.
وتضيف: على من يضعون العراقيل أمام هذا القرار البحث عن بدائل له، مطالبة بالخروج من عنق الزجاجة والإسراع في الخطوات التصاعدية في التطبيق، وإحالة الجوانب التي تعترض التطبيق إلى مجلس الشورى لسن التشريعات المنظمة لهذا النوع من العمل، وقطع الطريق على من يضع العراقيل.
في مكة المكرمة فرح كثير من الفتيات بقرار اقتصار بيع مستلزمات النساء على السعوديات، لأنهن يتمنين وظائف لا تتطلب شهادات ومؤهلات وتوصيات ولا سنوات انتظار طويلة وتقتل شبح البطالة المقيت وطوق الحاجة المادية القاسي فساهمت تلك الوظائف في تحسين ظروفهن وظروف عائلاتهن.
أنشطة بيع أدوات التجميل ساعدت في تحقيق وظائف نسائية
وضع متدهور
وفي مكة المكرمة شرحن موظات التغيير الذي طرأ على يحاتهن بعد توظيفهن في محلات المستلزمات النسائية، حيث كن يعانين من ظروف الحياة والبطالة التي اوصلتهن الى الإنطواء مع اسرهن عن المجتمع والتهرب من الزيارات ومشاركة الاقارب في مناسباتهم.
تقول حنان محمد: الظروف التي دعتني للتوظيف حيث أن والدي متقاعد والدخل لا يكفي لذا اضطررت بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية للبحث عن عمل ولو ضعيف، المهم ان اجد دخلاً أعاون به والدي الذي يتعب جداً من أجلنا.
واضافت: تحسن الوضع بعد الوظيفة ودخلي يساعد والدي في المعيشة، واصبحت اقضي مستلزمات البيت لي ولإخوتي ولله الحمد.
وتشير وسمية عثمان الى وضع الأسرة المتدهور بسبب دفع الإيجار، مما اضطرها للبحث عن عمل بعد ان تخرجت من الجامعة منذ 5 سنوات ولم تحصل على وظيفة فاتجهت الى محلات المسلزمات النسائية ووجدت وظيفة براتب جيد يكفي لمساعدة والدها في دفع الايجار، بعد ان كانت تراقب والدها وهو يتمزق هماً لأجل الإيجار.
وتضيف: كانت المعيشة ولوازم المنزل بالكاد يوفرها راتب والدي المحدود ونصف الدخل يستهلكه ايجار المنزل، لكن الآن بعد عملي ومساعدتي لأسرتي أصبحنا في وضع أفضل وتحسنت علاقاتنا الاجتماعية بعد ان كنا اسرة انطوائية بسبب قلة الدخل وأصبحنا نشارك في مناسبات الأقارب.
وتؤكد سوزان احمد ان اي شابة تنتهي من تحصيلها العلمي تبدأ رحلة البحث عن فرصة عمل، وبالطبع تبحث عن الاستقلال المادي عن أهلها ولا تحبذ ان تحتاج منهم حتى الكماليات كما ان الفراغ و البطالة جداً قاتل لذا بحثت عن عدة فرص للعمل ولم اجد إلا وظيفة بائعة في محل للمستلزمات النسائية.
وتضيف: بعد التخرج لم يعد لدي مكافأة ولا دخل وكنت احتاج أموراً كثيرة تحتاجها الفتاة لكني لا اريد ان اطلب من والدي محدود الدخل، لذا حققت استقلالاً مادياً تاماً بعد الوظيفة وبدأت أساعد أهلي في المعيشة الصعبة.
توثيق الحقوق
من جهته أوضح المحامي والمستشار القانوني أحمد بن جمعان المالكي أن نظام العمل والعمال وقرارات وزارة العمل بخصوص تنظيم عمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية هي بمثابة البيئة التشريعية التي يمكن إخضاع علاقة عمل المرأة برب العمل سواءً كان شركة أم مؤسسة، مبيناً أن العلاقة التعاقدية يجب أن توضح بعقد عمل يوثق كافة الحقوق والبدلات بما في ذلك التأمين الطبي للعاملة ولمن تعولهم شرعاً إضافة إلى أي حقوق أخرى منصوص عليها في نظام العمل والعمال أو في اللوائح والأنظمة المتبعة في المنشأة.
وأوضاف أن عقود العمل يجب أن تكفل للعاملة كافة الحقوق المقررة لها في نظام العمل والعمال وأي عقد تتم صياغته بخلاف نظام العمل والعمال أو القرارات الصادرة عن وزارة العمل فهو عقد باطل ويجوز تعديله أمام الهيئات العمالية القضائية كما أن أي شروط تكون في العقد مخالفة لنظام العمل هي شروط باطلة ما لم تكن في صالح العاملة، وبالتالي فان العبرة في النهائية فيما يتعلق بالحقوق هو ما نص عليه نظام العمل والعمال وليس ما ورد في عقد العمل إذا كان في غير صالح العامل أو ضد حقوقه.
ظروف المعيشة
وفي حائل عبر عدد من البائعات عن راحتهن الكبيرة بعد اتاحة الفرصة لهن للعمل في محلات مستلزمات المرأة، مشيرات الى تحسن اوضاعهن واوضاع أسرهن المادية والاجتماعية بسبب ارتفاع الدخل وشغل وقت الفراغ.
وقالت البائعة دلال الشمري: من الناحية المادية استفدت بشكل كبير من العمل فور تطبيق قرار تأنيث محلات المستلزمات النسائية واستطعت مواجهة ظروف الحياة والتزاماتها الصعبة وتوفير متطلباتها بعد ان كانت الأمور المعيشية تشكل عائقاً بالنسبة لي وللأسرة.
واضافت: لي عام كامل وانا اعمل في احد المحلات التجارية بحائل براتب يصل 4500 ريال وفي فترة لا تتجاوز 6 ساعات واشعر براحة تامة رغم معوقات البداية.
وأكدت الشمري ان احوالها المعيشية تحسنت بصورة جيدة بفضل الله ثم بدعم الجهات المعنية في مكان عملها ووضع الحوافز الجيدة وبث الاطمئنان في الناحية المعنوية وزرع ثقافة العمل الشريف فينا، خلاف ما قيل في السابق عن هذه الوظائف.
مطالب أكثر
وقالت البائعة فوزة العنزي: توجهت على الفور الى الجهات المختصة عند الإعلان عن تطبيق سعودة محلات المستلزمات النسائية، بسبب الظروف المادية الصعبة للأسرة حيث بدأت حياتنا تتحسن بصورة طيبة.
وطالبت بفتح الفرص للسعوديات في مهن اخرى في المراكز والمحلات التجارية لان المرأة لديها القدرة الجيدة على العمل بشهادة أهل الاختصاص، شريطة زيادة الرواتب وتخفيف اوقات العمل.
فيما أكدت البائعة حصة الحربي أن قرار تأنيث المستلزمات النسائية فتح لها أبواب الرزق وحسن حياتها المعيشية بعد ان وفرت وظيفة لها كبائعة تعتز فيها وتعمل وفق مظلة شرعية في احد المراكز المشهورة وتشيد بعمل القائمات وتعامل مسؤولي المحل معهن في توفير احتياجات البائعات بصورة مطمئنة.
وتؤكد الحربي أن عمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية أحدث نقلة نوعية في حياتهن لحاجة الكثيرات إلى الحفاظ على خصوصيتهن.
وزادت ان كثيرا من احوال السعوديات اللاتي يعملن في المحلات تحسنت اجتماعيا وماديا بعد التحاقهن بتلك الوظائف.
يُتم وعوز
في محافظة الأحساء عبرت عاملات عن سرورهن بوظائفهن في محلات مستلزمات المرأة بعد أن غيرت مجرى حياتهن وحياة أسرهن، مشيرات الى الظروف الصعبة التي كن يعشن فيها قبل تلك الوظائف.
وتؤكد فتاتان معاناتهما مع اليتم والفقر حتى وجدتا وظائف لهما في محلات المستلزمات النسائية.
تقول تهاني حبيب الخميس: فقدت والديَّ منذ سن السابعة، فعشت مع أشقائي الأحد عشر ظروفاً مادية واجتماعية غاية في الصعوبة، وظللنا نعتمد على مساعدات الضمان الاجتماعي لتيسير أمور حياتنا، ومما ساهم في استمرار معاناتنا المادية أن أشقائي التحقوا بوظائف بسيطة ومرتبات ضعيفة، فجاء قرار السماح للفتيات بالعمل بمثابة الفرصة الكبيرة لي لتحسين وضعنا المعيشي، وهذا ما حدث بالفعل حيث تغيرت حياتنا بشكل جذري مادياً واجتماعياً، واصبح أربعة من أشقائي يقاسمونني مرتبي لانني أنفق عليهم وأوفر كل احتياجاتهم، كما أساهم مع إخوتي في تسديد رسوم الكهرباء والماء.
وتضيف: في البداية رفض بعض إخوتي الوظيفة خصوصاً أن عملي على فترتين، إلا أنني أصررت حتى أصبح الأمر طبيعياً جدا.
طلاق وأطفال
وتؤكد فضيلة العايش أن انفصالها عن زوجها ورعايتها لأطفالها أحدثا لها ضغوطاً نفسية ومادية، مما جعلها تتحمل مسؤولية الإنفاق وترتبيتهم، فكانت حياتها صعبة جداً، لكن منذ نحو 14 شهراً تغيرت نفسيتها بشكل لافت، فصارت الوظيفة أشبه بالمنقذ لها نفسياً وماديا، مشيرة إلى أن صعوبة الحياة المادية قبل الوظيفة صارت شيئاً من الماضي.
وتمنت فضيلة على مسؤولي وزارة العمل أن يتم منح موظفي القطاع الخاص كله بدون استتثاء إجازة يومين بدلاً من يوم واحد، مؤكدة أن يوم واحد لا يكفي خصوصاً بالنسبة للمرأة التي لديها أبناء يحتاجون منها الجلوس معهم وتربيتهم.
ولم تكن الوظيفة بالنسبة لمنيرة الفريس مجرد قضاء وقت حيث تركت أثرها على والدها المسن الذي لا يوجد لديه أي مصدر دخل، فغيرت وضع أسرتها، بعد تخصيصها مبلغا لترميم منزل أسرتها، ومساعدة والداتها وإخوانها.
وتعيش أفراح العسكر بين أخوة وأخوات فقدوا أبويهم، فأرادت أن تدخل الفرح على أشقائها، فما أن صدر القرار للمرأة بالعمل إلا وكانت من أولى المبادرات للعمل في محل بيع الملابس النسائية، فراحت تعمل منذ 6 أشهر بمعدل 7 ساعات وبمرتب 1200 ريال لتنفق على أشقائها وتمسح عنهم حالة العوز والحاجة التي كانوا يعانونها قبل عمل شقيقتهم، فخلق العمل مصدر دخل ساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، كما ولّد حالة من الراحة النفسية لها ولإخوانها، وأبدت ارتياحاً لافتاً في كونها في محل خاص بالنساء، وتتمنى تشجيع الفتيات السعوديات على العمل عبر رفع المرتبات ودعم المحلات التي توظيف سيدات من صندوق تنمية الموارد البشرية.
موظفتان سعوديتان في جدة
ظروف صعبة
وفي القصيم اجتذب العمل في محلات المستلزمات النسائية العديد من السعوديات وشهدت طلبات متزايدة من الشابات اللاتي وجدن فيها مجالا واسعا وفرصة عمل وبيئة مناسبة حققت لهن دخولا أسهمت في تحسين ظروفهن الشخصية وقضاء أوقاتهن بأعمال مفيدة.
وأكدن أن القرار خطوة متميزة حقق لهن العديد من المزايا الشخصية والمادية والاجتماعية وابرز ادوارهن كمواطنات منتجات.
فيما أشاد مديرو ومسؤولو المحلات النسائية بتعاون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ببريدة والجهات الأخرى معهم وحرصهم على تطبيق القرار واجتذاب السعوديات للعمل في هذه الأنشطة وفقا للضوابط النظامية المعدة للتعامل مع هذه الأنشطة والعاملات فيها.
وتؤكد المحاسبة أسماء عبدالمحسن الزيدان ان ظروفها المادية كانت سبباً قوياً في الانخراط في العمل في المحلات النسائية، مشيرةً الى ان المتطلبات والاحتياجات الشخصية والأسرية والاجتماعية الحالية جعلت من الكماليات في الماضي ضروريات اليوم.
واضافت ان هذه الأسباب وغيرها دفعتها للعمل واكتساب الرزق بجهودها الشخصية مبينةً ان العمل في محلات مستلزمات المرأة يحقق التعاليم الاسلامية ويتماشى مع العادات والتقاليد الاجتماعية، موضحةً أن ظروفها الاجتماعية شهدت تحسناً ملموساً للأفضل.
بيئة إسلامية
وتؤكد مريم السعيد "مدير محل لوازم نسائية" أن ابرز دوافع اتجاهها للعمل في القطاع الخاص والمستهدف فيه المجال النسوي هو الاعتماد على النفس دون الاستعانة بالآخرين مهما كانت قرابتهم، مضيفة أن عناصر العمل متوفرة في كإنسانة شابة فالقدرة ولله الحمد الجسدية والنفسية وبيئة العمل مهيئة ومناسبة والرغبة الشخصية موجودة وأهدافها مباحة ومتاحة فالاعتمادية على النفس وخدمة بنات وطني ووطني في توطين مجالات عمل القطاع الخاص ارى أنها من مهام المراءة السعودية والتي شقت طريقها في هذا المجال.
وتشير السعيد الى اعتزازها بدورها الاجتماعي كمرأة عاملة في مجال وبيئة عمل متوافقةً مع متطلبات الشريعة الاسلامية ولم تخرج عن عادات المجتمع، موضحةً ان تشغيل السعوديات له مزايا متعددة أبرزها محاربة البطالة النسائية، مشيدة بقرار تأنيث المحلات النسائية ومتمنيةً ان يشمل المزيد من جوانب الأنشطة النسائية في القطاع الخاص كأقسام المطاعم النسائية والمدن الترفيهية الخاصة بالنساء.
ووصفت أمل العنزي "محاسبة في محل نسائي" اعطاء المرأة السعودية فرصة للعمل في محلات لوازم النساء بالقرارالتاريخي، مؤكدة أنه أحدث نقلة في حياتها وحولها من البطالة والجلوس بالمنزل الى العمل والإشراف على بنات جنسها العاملات في النشاط النسائي.
وقالت: لست وحدي من احدث القرار تغييرا في حياتها المادية ونقلها من يد تمتد لتأخذ الى يد تعطي فمعي عدد من العاملات السعوديات اللاتي تبدلت وتحسنت أمورهن للافضل في جوانب مادية واجتماعية وشخصية.
فرص وإقبال كبير
واعتبر مدير المبيعات في شركة الحكير ببريدة عبدالله البدراني عمل المرأة السعودية في مجال المستلزمات النسائية ناجحا بعد أن أبدعن في هذا المجال فيما ينتظر العديد منهن في قوائم انتظار فرص العمل في هذا المجال، مضيفاً ان المرأة السعودية وجدت فرصتها.
وابدى سعادته بجهود وتعاون هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في بريدة وتفهمهم لدور ومهام العاملات في المحلات النسائية أو في الاقتصاد الوطني إضافة لجهود وزارة العمل في هذا الجانب.
قرار ناجح
وفي الدمام رفض مستثمرون في قطاع المستلزمات النسائية الانتقادات التي وجهها البعض لمشروع وزارة العمل بتأنيث محلات الملابس النسائية الخاصة، مؤكدين أن المشروع حقق حزمة من النجاحات والانجازات، بمساهمته في توظيف آلاف السعوديات الباحثات عن العمل في مناطق المملكة المختلفة، بعد أن كاد اليأس يتسرب إلى نفوسهن، مشيرين إلى أن البرنامج دعم حالات إنسانية صعبة، وأنقذ أسراً سعودية كثيرة من براثن الفقر والعوز، وكان سبباً في تأمين مصدر دخل لمئات النساء اللاتي أجبرتهن ظروفهن المعيشية للانفاق على أسرهن.
واعترف المستثمرون بوجود أخطاء طفيفة في تنفيذ البرنامج، موضحين أن هذه الأخطاء من الطبيعي حدوثها مع بداية تطبيق مشروع التأنيث على أرض الواقع وأن الوقت كفيل بعلاجها وتلافيها في المستقبل.
ويؤكد المستثمر في محلات الملابس النسائية سعيد البرتاوي أنه كان سعيدا ومتخوفا في الوقت نفسه من قرار تأنيث محلات المستلزمات النسائية في المملكة، حيث كان القرار خطوة رسمية جادة لتوفير وظائف لآلاف السعوديات العاطلات عن العمل، في حين كان متخوفا من عدم إيجاد الآلية المحكمة والمتقنة التي يتم بها تطبيق القرار على أرض الواقع، دون حدوث أي إخلال قد يربك استثمارات رجال وسيدات الأعمال في هذا القطاع.
وأضاف: البطالة النسائية في المملكة مخيفة جداً، وكانت تنتظر قرارات شجاعة وجريئة من الجهات المعنية في المملكة، خاصة إذا علمنا أن وعود توظيف النساء قديمة، ولم ينفذ معظمها، مما أوجد لدينا نسبة بطالة نسائية كبيرة ومقلقة، بعد اقتصار سوق العمل النسائي في المملكة في مجالي الصحة والتعليم اللذين يستوعبان ما يقرب من 70% من الأيدي العاملة النسائية في المملكة، فيما تخلو قطاعات أخرى من الوظائف النسائية.
تأمين وظائف
ويرى المستثمر في محلات المستلزمات النسائية عبدالرزاق العبدالرزاق أن مشروع التأنيث اشتمل على أخطاء وسلبيات عدة منذ تطبيقه، وقال: الأخطاء كثيرة ومتعددة ومعقدة، لكنها لا تفقد مشروع التأنيث قيمته واهدافه الوطنية، في تأمين وظائف للسعوديات، والفكرة قديمة منذ عهد وزير العمل السابق الدكتور غازي القصيبي، لكنها تأجلت إلى أن جاء المهندس عادل فقيه، ليقرر تطبيقها، وكان من الطبيعي جداً، بل ومن المتوقع أن تحدث فيها أخطاء وتجاوزات في مرحلة التطبيق، حيث وجدت محلات عاملة في المستلزمات النسائية صعوبة في تأمين سعوديات للعمل فيها، ووجدت أخرى صعوبة في تدريب الفتيات الموظفات لديها، كما ظهرت سلبيات أخرى في دوام السعوديات في فترة متأخرة من الليل، وظهرت إشكالية توفير المواصلات المناسبة للموظفات، لكن مع مرور الوقت، رأينا إيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلات، في سبيل تحقيق الهدف الأسمى، وهو توفير وظائف مناسبة للسعوديات العاطلات عن العمل، وما أكثرهن في المملكة، وأعتقد أن المشروع يحقق أهدافه الآن، وينبغي على رجال الأعمال والمواطنين أن يدعموا الفكرة، ويساهموا في إيجاد علاج لهذه الأخطاء، خاصة إذا علمنا أن التأنيث وفر وظائف لنساء هن أحوج ما يكون للعمل، واكتساب لقمة العيش الحلال، للانفاق على أولادهن وذويهن.
واضاف: بعض المستثمرين والمستثمرات في مجال المستلزمات النسائية حرصوا على توظيف النساء اللاتي لديهن ظروف خاصة، مثل فقد الزوج أو سجنه أو عجزه عن العمل، أو المرأة التي تعول أسرتها المكونة من أب وأم وأخوة، أو التي تنفق على نفسها بعد رحيل ولديها، ولم تتزوج بعد، لإيمانهم أن أصحاب هذه الحالات هن أحوج للعمل، كما أنهن حريصات على المحافظة على لقمة عيشهن أكثر من غيرهن.
إرتياح الأسر
ودعت المستثمرة غيداء العبدالرحمن الجهات المعنية إلى متابعة برنامج السعودة والتأنيث، وقالت: من واقع خبرتي في قطاع المستلزمات النسائية أؤكد أن هناك ارتياحا عاما لدى الأسر السعودية بعد تأنيث محلات الملابس النسائية الخاصة، التي كانت حكرا على الرجال.
واضافت: الآن أستغرب كيف كان بائع الملابس النسائية الداخلية في المملكة رجلاً، وكيف كانت النساء تتعامل معه، مؤكدة أن برنامج التوظيف رغم عيوبه وسلبياته، ورغم الربكة التي أصابت بعض الأسواق بسببه، إلا أنه ناجح جداً، خاصة أن الهدف الأسمى منه توفير وظائف مناسبة لآلاف الفتيات النساء السعوديات، اللائي أكد لهن قرار التأنيث أنهن في بؤرة اهتمام الجهات المعنية في الدولة، وأن الحكومة حريصة على توظيفهن.
المستلزمات النسائية
وتؤكد الموظفة لولوة العبدالواحد أن برنامج التأنيث أعاد الأمل لآلاف الفتيات السعوديات العاطلات عن العمل، وقالت: لا أنكر أنني من ضمن هؤلاء الفتيات اللائي استفدن من برنامج التأنيث، بحصولي على وظيفة بائعة في أحد محال المستلزمات النسائية.
وأضافت: أنا خريجة اللغة العربية من جامعة الدمام قبل أربع سنوات، وعملت في مدرسة خاصة 6 شهور، قبل أن أقرر العمل في قطاع المستلزمات النسائية براتب 3 آلاف ريال، وهو ما لم أكن أحصل عليه في المدرسة، مؤكدة أن العمل في المستلزمات النسائية، وآليته التي وضعتها وزارة العمل بالتعاون من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تناسب طبيعة المرأة السعودية المحافظة وعاداتها، داعية إلى دعم مشروع التأنيث، وإيقاف الهجمة الشرسة عليه من بعض الأشخاص الذين لا ينظرون للموضوع من جميع جوانبه، وإنما ينظرون من جانب واحد فقط.
راتب وصدقات
وتعول إلهام أبو شاهين 6 أطفال وزوجها من وراء عملها في أحد محلات المستلزمات النسائية في مدينة الخبر، حيث تقول: وجدت معاناة كبيرة، لإقناع الجمعيات الخيرية أن راتب زوجي التقاعدي بعد عجزه عن العمل لم يعد يكفينا، ولم يكن أمامي سوى التوجه إلى محلات المستلزمات النسائية التي رحبت بي، وقامت بتدريبي على مهارات بيع الملابس، ولم يمر وقت طويل، إلا واستوعبت كل شيء في مهارات البيع والشراء، وحصلت على راتب 3 آلاف ريال، ثم ارتفع إلى 3500 ريال، وهو مبلغ يعينني إلى حد ما في تدبير مصروفات معيشة أسرتي الكبيرة، الى جانب ما أحصل عليه من أهل الخير.
وتقول الموظفة منى أحمد: قبل العمل كنت أحصل من زوجي على 300 ريال كمصروف شهري للمنزل وبعد العمل، غير الراتب الذي أحصل عليه ملامح المعيشة بالكامل، حيث ساعدني على دعم ميزانية المنزل التي لا تكفي، ورفدها ببعض المال، لتأمين أشياء لم أكن أستطيع شراؤها قبل العمل.
وأضافت: مشروع التأنيث عزز حظوظ المرأة السعودية، وساعدها على اثبات الذات من خلال العمل في القطاع الخاص، كما كان عونا لعشرات النساء اللائي يحتجن العمل لتأمين بعض المال لمعيشتهن، قبل أن يتمكن منهن اليأس في أن يكن نساء عاملات يفدن أنفسهن وأسرهن.
سوزان أحمد
سمية عثمان
ولاء إبراهيم
سعيد البرتاوي
عبدالرزاق العبدالرزاق
أحمد المالكي
عبدالله البدراني
سمر عطيوي
حنان محمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.