من المؤكد أن المجتمع اليوم أصبح في حاجة أكثر من ذي قبل إلى الرأي الشرعي المعاصر الذي يقدم المشورة والفتوى والفصل في كثير من مسائل العصر التي يبحث المجتمع عن حلول لها وفق الأطر الإسلامية ووفق تطورات المجتمع المعاصرة. ففي ظل هذه الظروف الصعبة.. وفي ظل التقلبات السياسية العالمية الأمنية والاقتصادية والعسكرية التي أصبحت تعصف بمعظم المجتمعات العالمية.. وهي تقلبات وتطورات وتداعيات طالت مجتمع هذا الوطن شأنه كشأن معظم بلدان العالم.. في ظل ذلك كله كان المجتمع يوماً بعد يوم في حاجة ماسة أكثر من ذي قبل إلى مثل ذلك الرأي. ذلك الرأي الهادي.. العقلاني.. الذي يلبي حاجة المجتمع والناس ولا يخرج عن النهج الإسلامي القويم الذي ينعم به المجتمع في هذا الوطن.. رأي معاصر يراعي مصلحة المجتمع بعيداً عن التكرار.. وبعيداً عن التقليدية.. وبعيداً عن التعصب الاجتماعي.. وبعيدا عن الجمود.. وبعيدا عن الرفض الدائم !! في هذه الظروف الصعبة كان المجتمع يتلمس السبل التي تعينه على تجاوز هذه الأزمات المتتالية بكل هدوء.. السبل التي تنطلق من تكاتف أبنائه في شتى الجوانب بعيداً عن الشد وبعيداً عن التنافر.. وبعيداً عن إنكار تقلبات الظروف وتطور الزمن وغيرها من تداعيات المتغيرات المتلاحقة.. هذه المتغيرات التي فرضت إعادة النظر في كثير من المحاذير والمتطلبات والعمل على مسايرة هذه التطورات وتكييفها بما يتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف. وبدون مجاملة لأي أعراف اوتقاليد اجتماعية !! في ظل ذلك كله.. برز صوت ورأي الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان وهو رأي ظل يصدح بقوة الحق المنبثق عن تلك الخصوصية الدينية لمجتمع هذه البلاد.. صوت.. ورأي ظل يجاهد صاحبهما وحيداً بعلمه.. وبفكره.. يجاهد بكل هدوء وبكل عقلانية راسخة حقيقية في علوم الدين.. صوت يصدح بعيداً عن التشنج في الرأي.. وبعيداً.. عن التعصب الاجتماعي رافضاً التقليد المتكرر . عبدالمحسن بن ناصر العبيكان.. عالم.. وصاحب ذكر.. زاده الله في علمه وفي ذكره الجرأة في الطرح ورزقه الله موهبة الفكر المعاصر الذي استطاع أن يضيفه إلى ذكره والى علمه الذي رزقه الله به وبالتالي استطاع هذا العالم ان يكيّف علمه مع خبرة التقنية.. ومع معلومات العصر.. ومع تطورات الزمن ومن ثم يقدم من خلال ذلك كله للمجتمع رأياً وفتوى في الفقه وفي كل المسائل الاجتماعية والسياسية والأمنية من منهج إسلامي في قالب معاصر.. ليحقق الهدف ويرضي السائل ويلبي حاجة المجتمع من منطلق السماحة المثلى والحقيقية للدين الإسلامي. ففي ظل تلك المتغيرات التي عصفت بكل المجتمعات العالمية ومن ضمنها مجتمع هذا الوطن الغالى أثبت لنا الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان في أكثر من موقف وفي أكثر من مسألة وفي أكثر من قضية.. أن العالم.. وصاحب العلم.. وصاحب الذكر.. أصبح كثيراً في هذا الزمن في حاجة كبيرة إلى العلم والى الدراية والى الاطلاع والى الإمام الوافي بكل أمور العصر وعلومه في شتى الاختصاصات.. فأضاف إلى علمه إلماما كاملا بعلم السياسة.. وبعلوم الطب.. وبالهندسة.. وبالإدارة.. وبالتقنية.. وبعلوم الاقتصاد.. وفي غيرها من كافة علوم العصر الحديث قدر المستطاع.. حتى استطاع هذا العالم المعاصر أن يقدم للمجتمع فتوى ورأياً إسلاميا.. راعى من خلالهما مثل هذه التغيرات التي أصبحت في تسابق مع المجتمعات يوماً بعد آخر. أن الشيخ العبيكان بفكره.. وبعلمه.. وبذكره.. وبجرأته.. أصبح أنموذجاً نبحث عنه ونحتاج كثيرا إلى مثيله والى تلامذته في المستقبل.. بل ونطلب ونحتاج إليه كثيراً.. فالعالم والمفتي ورجل الدين وصاحب الذكروالقاضي الذين يستطيعون أن يضيفوا إلى علمهم الشرعي أكبر قدر ممكن من علوم العصر الأخرى هم حقيقة من يحتاج إليهم المجتمع في هذا العصر. لذلك أصبح رأي الشيخ عبد المحسن في نظر البعض رأياً خارجاً عن التقليدية ورأياً شاذاً عن العرف !! وانه رأي تمرد على الجمودية وأسلوب التكرار.. ولكن الشيخ العبيكان سيبقى صاحب الرأي الوحيد الجريء المجاهد الوحيد في هذا العصر الذي صمد حقا بعلمه وبجرأته وكشف الآخرين الذين حاولوا رفضه ولكنهم قريبا جدا سيعذرونه عندما يدركون ويثبت لديهم انه كان صاحب الرأي الإسلامي الصادق الذي خدم الأمة بحق بعلمه وبجرأته ؟!! [email protected]