خدمة رتب العربية تزاحم أليكسا في ترتيب المواقع

إبداعات عربية

مشروع عربي واعد يسعى لمنافسة خدمة أليكسا لترتيب مواقع الإنترنت. تعرفنا على هذه الخدمة بالصدفة عندما وجدنا أكثر من موقع قد أضاف لوقو صغير مكتوب عليها كلمة رتب.. فشدنا الفضول لمعرفة ماذا تعني هذه الخدمة فتتبعنا الوصلة حتى وصلنا لموقع رتب (ratteb.com) العربي.
صفحة (إنترنت واتصالات) حاورت المهندس المصري الطموح محمد حسام خضر صاحب موقع رتب ليحدثنا أكثر عن فكرة هذا المشروع وخدماته.
٭ كيف بدأت فكرة موقع رتب؟
- رتب هو أول موقع عربي يقتحم مجالين كبيرين ونادرين في نفس الوقت: إحصائيات المواقع وترتيبها، ونشأ نتيجة طلب أصحاب المواقع العرب أنفسهم، حيث علت أصوات كثيرة في منتديات سوالف سوفت مطالبة ببديل عربي لمواقع الإحصائيات والترتيب الأجنبية. وذلك لأسباب: حاجز اللغة أثناء الاستخدام وصعوبة التواصل مع الإدارة لأي غرض وعدم توافر بعض الخدمات المطلوبة والرغبة في الفخر بمشروع عربي كبير. ونتيجة لذلك ظهرت بالفعل عدة محاولات ربما قبل رتب بقليل لكنها كانت فقيرة من الناحية التقنية وتوقفت فور ظهور رتب.
٭ كيف وفقتم في اختيار اسم رتب؟
- تسمية الموقع كانت شروطها أن يتكون الاسم من أقل عدد حروف مكتوبة وأن يعبر عن طبيعة عمل الموقع (ترتيب المواقع عن طريق حساب إحصائياتها) وأن يكون مشجعا (بصيغة الأمر)، وقد وفقنا الله إلى الوصول إلى اسم «رتب» الذي أصبح الآن رمزا للإصرار على بلوغ الهدف والتعاون بين العرب. وبالمناسبة كانت هناك الكثير من النطاقات الأخرى التي تعطي اسما يطابق هذه الشروط لكنها للأسف محجوزة لغرض المتاجرة بها ولا تتم الاستفادة منها.
٭ كيف بدأ العمل في موقع رتب؟
- بدأ العمل بالموقع عن طريق أخذ آراء المهتمين بتطوير المواقع العربية ومناقشتها للوقوف على الخطوط العريضة للموقع المطلوب من حيث طريقة العمل والخدمات. ورغم وجود مشاركات محبطة (بسبب الكثير من المشاريع العربية التي توقفت مبكرا) إلا أن التجاوب الإيجابي كان رائعا ومفيدا ويعتبر حجر الأساس في رتب، حيث تم تحديد كل شيء بصفة عامة وأصبحت هذه المناقشات المرجع العام لرتب.
كانت المشكلة هي عدم وجود خبرة عربية في هذا الاتجاه وحتى الخبرة الأجنبية غير معروضة في العلن لأن هذا المجال كما ذكرت محدود جدا، يمكنك عد المواقع المعروفة التي تقدم هذه الخدمات على أصابع اليدين. إلا أن توفيق الله سبحانه وتعالى كان - ولا زال- خلف كل ما تم عمله في رتب، إلى درجة ابتكار طريقتين جديدتين لبرمجة قواعد البيانات تم تسجيلهما في تعليقات مرجع MySQL على الإنترنت، واستخدام أساليب غير تقليدية لمواجهة الضغط الذي تسببه مثل هذه الخدمات على الأجهزة التي تخدم الموقع.
مستعينا بتوفيق الله وقدرته ثم بتشجيع إخواني والمشتركين في رتب أقوم بالبرمجة منفردا لعدم وجود طريق ممهدة في هذا المجال كما ذكرت، وتطوع بعض الإخوة لحماية الأجهزة وإعدادها، ويتم هذه الأيام الاستعانة بمشرفين أكفاء متطوعين للإشراف على سير الموقع والتعامل مع المواقع المشتركة، وسيتم الاستعانة بمصممين إن شاء الله للاستقرار على الشكل النهائي وتوزيع المحتويات في الموقع؛ حيث لا يزال رتب في مرحلة التشغيل التجريبي (beta).
٭ ما هي التقنيات التي يعتمد عليها موقع رتب في ترتيب المواقع؟
- رتب يعمل بتقنيات PHP وMySQL وبعض التقنيات المساعدة، ويعمل بطريقة الكود، أي أن صاحب الموقع بعد اشتراكه في رتب يمكنه أخذ كود مخصص له ليضعه في صفحات موقعه، ومع كل زيارة إلى صفحة من هذه الصفحات يتم تشغيل ملف في رتب لتسجيل بيانات تفصيلية عن الزيارة مثل: اسم الصفحة واسم الصفحة التي جاء منها الزائر ودولة الزائر وبيانات المتصفح وكلمة البحث التي استخدمت للوصول إلى هذه الصفحة وهل كان شريط أدوات Tool Bar أليكسا موجودا بالمتصفح أم لا.
في نهاية اليوم تتم معالجة هذه البيانات (التي هي بالملايين) للحصول على شكل يمكن تقديمه للمواقع دون تأثير على رتب نفسه، فيجد صاحب الموقع إحصائيات مثل: الصفحات التي تمت زيارتها وكم مرة كل صفحة والدول التي أتى منها الزوار وكم زيارة في الساعة وأي محركات البحث كانت أنشط وما نوع المتصفحات وهكذا.. ويمكنه الحصول على ملف Excel لكل من الإحصائيات المقدمة.
في نهاية الشهر تتم معالجة هذه الإحصائيات اليومية لتقدم بشكل إجمالي أفضل كإحصائيات شهرية، والموضوع نفسه يتكرر سنويا.
مما سبق تظهر الصعوبتان الرئيسيتان في رتب وهما كيف سيتم حساب ملايين الزيارات خلال اليوم وكذلك كيف تتم معالجة هذه الملايين خلال دقيقتين فقط كل يوم، ولولا توفيق الله لما تمكنا من التغلب على هاتين الصعوبتين.
أهم مميزات رتب هي خاصية غير موجودة في المواقع الأجنبية (حسب حدود بحثنا وتجربتنا حتى الآن) وهي أن كود الاشتراك لن يعمل خارج نطاق الموقع المشترك، وبالتالي وضع الكود في رسائل البريد أو مجموعات الياهو أو موقع آخر لا يزيد الزيارات إطلاقا، وهذه الخاصية هامة جدا وتطبق لأول مرة.
٭ هل بإمكانكم إعطاءنا مقارنة بين ميكانيكية عمل موقع رتب وخدمة أليكسا؟ وهل استفدتم من فكرة موقع أليكسا في عمل رتب؟
- عندما كان أصحاب المواقع ينادون بموقع للإحصائيات والترتيب كان المثال الحاضر هو أليكسا دائما، ولذلك كان التركيز في البداية عليه. إلا أنه مع تطور العمل برتب وظهور نتائجه أصبحنا نتكلم عن موقعين مختلفين تماما، أليكسا يعتمد في حساب الترتيب على الزوار الذين يستخدمون شريط الأدوات الخاص به فقط، وبالتالي لا يقدم إحصائيات على الإطلاق كما أنه لا يمثل كل زوار المواقع، وفي المقابل يشمل كل مواقع الإنترنت التي يقوم بتسجيلها. أما رتب فهو يقدم خدمات الإحصائيات كخدمة أساسية ويحسب كل الزيارات، في المقابل لا يضم كل المواقع لأنه طريقة الاشتراك فيه هي عن طريق صاحب كل موقع. لذلك يمكن القول إن رتب استفاد من طريقة عرض أليكسا للبيانات لكنه لم يستفد من فكرته أو طريقة عمله.
٭ هل هناك خدمات عربية مشابهة لخدمة رتب؟ وهل تنوون جعل الخدمة بمقابل مادي؟
- لا توجد خدمات عربية مشابهة لخدمة رتب حاليا. نتوقع بالتأكيد ظهور العديد من المواقع المشابهة ونتمنى ذلك لأن وجود منافسة يحتم التطوير المستمر ومحاولة الوصول إلى أفضل مستوى، إلا أن هدفنا من المنافسة لا يقصد المواقع العربية المرتقب ظهورها وإنما المواقع الأجنبية التي رسخت أقدامها من مدة طويلة، وهذا واضح من اقتراحات أصحاب المواقع الدائمة وعرضهم مقارنات بين رتب وغيره من المواقع الأجنبية.
لا ننوي جعل الخدمات الحالية بمقابل مادي على الإطلاق، وإنما ننوي أن نقدم خدمات إضافية بمقابل مادي إن شاء الله، وبصفة عامة نتمنى ألا نضطر لتقديم أي خدمات بمقابل مادي (على الأقل كرد جميل لمن ساندوا رتب من أول يوم) ونحاول تعويض التكاليف بطرق أخرى لا تتعلق بخدمات الإحصائيات والترتيب.
٭كم عدد المسجلين في خدمة رتب؟ وهل هناك آلية معينة لترتيب المواقع؟
- عدد المواقع المشتركة في رتب الآن حوالي 1550 خلال شهرين وأسبوعين، هذه المواقع اشتركت تحت شرط أن الموقع حاليا في مرحلة التشغيل التجريبي وأن التطوير في رتب لم ينته بعد، ومجرد اشتراكهم هذا هو دعم لرتب في الوقت الحالي، جدير بالذكر أن رتب لديه شروط للاشتراك تتلخص في عدم وجود محتويات تخالف القيم الدينية، وهذا من أسباب عدم اشتراك الكثير من المواقع.
حاليا يتم ترتيب المواقع بناء على عدد زوار الموقع كل يوم، في المستقبل سيتم تطوير رقم خاص لكل موقع يتغير يوميا هو «رتبة رتب»، يتم تحديد هذا الرقم بناء على عدة عوامل ومن شأنه أن يظهر الشهرة الحقيقية للموقع وحجمه كذلك.
٭ هل بالإمكان شرح كيفية الاشتراك في خدمة رتب بشكل مبسط؟
- الاشتراك يتم عن طريق صفحة «اشترك الآن» في موقع رتب، يقوم صاحب الموقع بقراءة مزايا الاشتراك وشروط الاشتراك ولا يسمح له بالاستمرار إلا مع ضغط زر يعني موافقته على الشروط، بعدها يملأ نموذجا ببيانات موقعه وبياناته، البيانات المطلوبة هي: اسم الموقع وعنوانه على الإنترنت، وإيميل صاحب الموقع واسمه، وتحديد القسم الذي يتبعه الموقع، وكتابة كلمة مرور للدخول إلى اشتراكه فيما بعد.
٭ هل هناك داعم للموقع؟ وكيف تجد الإقبال على خدمة رتب؟
- لا يوجد دعم مادي حاليا لأننا لم نبدأ في تقديم خدمات يمكنها أن تدر مكسبا ماديا حتى الآن، أما الدعم المعنوي فهو كبير جدا -ما شاء الله لا قوة إلا بالله -، بخلاف التعاون والاقتراحات والمتابعات تصلنا رسائل يومية مشجعة جدا تعبر عن فخر مرسليها بوجود موقع مثل رتب.
لم أكن أتوقع هذا الإقبال على رتب بصراحة، إلا أنني شهدت بنفسي حب الناس ورغبتهم في إنجاح مشروع عربي - بتوفيق الله - في عدة أمور مما زادنا حرصا على عدم إهمال رتب وعلى التطوير المستمر فيه لدرجة أثرت سلبا على عملي الخاص في الوقت الحالي، من الأشياء المشجعة أن بعض أصحاب المواقع بدأوا يطلبون ممن يريد التبادل الإعلاني معهم أن يقدم إليهم إحصائيات رتب الخاصة بموقعه، وكذلك يدعون من يسأل عن شيء يخص أليكسا أن يشترك في رتب بدلا من الاهتمام بأليكسا.
٭ ما هي خططكم المستقبلية بإذن الله..
- الهدف المعلن هو الوصول برتب - بتوفيق الله - إلى أن يكون أفضل موقع إحصائيات عالمي، والخطط المتعلقة بهذا الهدف يمكن تلخيصها إجمالا في كل ما يتعلق بالإحصائيات مثل الرسوم البيانية وإضافة إحصائيات جديدة وعمل «رتبة رتب»، وكذلك عمل خدمات أخرى متطورة يمكن تقديمها بمقابل مادي (إذا لم تنجح الإعلانات في تغطية التكاليف كما ذكرت).
أما الأهداف غير المعلنة فهناك خطط بعيدة المدى سيبدأ تنفيذها إن شاء الله عند إطلاق رتب بشكل رسمي، وربما تحقق أحلام العرب بشكل أكبر من رتب حاليا.
hend@alriyadh-np.com