انتقدنا الخلل ونبارك الإنجازات.. اليوم نقول للمُحسن أحسنت. والمُحسن هُنا اللجنة العُليا لحماية البيئة بالعاصمة الرياض؛ رئيسها أمير منطقة الرياض سطّام بن عبدالعزيز الرجل الذي يأسر الناس بتواضعه الجمّ.. لن أدعي بأنني من أوائل القائلين بتأثير مصنع الاسمنت في جنوب العاصمة على طريق الخرج على البيئة وخصوصاً تلويث الهواء بالأدخنة والغبار ومخلفات التصنيع. كتب عنها قبلي الكثيرون.. وكتبت عن المصنع في أكثر من مقال في هذه المساحة تحديداً. أقرت لجنة حماية البيئة في اجتماعها يوم الاثنين 19 من شهر مارس 2012م عدداً من المشاريع والقرارات ذات العلاقة بالبيئة في العاصمة شملت الأنشطة المؤثرة في جنوبالرياض وإجراءات نقل مصنع الإسمنت إلى خارج المدينة. أخيراً سيتنفس سكان ذلك الجزء من المدينة الصعداء. سيعرفون ربما لأول مرة أن السماء زرقاء صافية وليست سوداء داكنة. حسب التقرير المنشور في هذه الجريدة يوم الثلاثاء 20 مارس 2012م عن الاجتماع فقد تم التوجيه بالإزالة الفورية لأنشطة الكسارات والغرابيل وخلاطات الاسمنت غير المرخصة. تخيلوا وجود عدد (207) مصانع حجر ورخام وجرانيت وطوب تعمل منذ زمن طويل بدون ترخيص أو موافقة من الجهات ذات العلاقة بالبيئة..! هذا غير العديد من مصانع المواد الكيميائية وإعادة تصنيع البلاستيك ومصاهر الحديد والسكراب وغيرها من ملوثات البيئة كلها كانت تعمل بشكل فوضوي وعشوائي أصحابها قد ضربوا بسلامة الناس وصحتهم عرض الحائط. حين حذرنا في أكثر من مناسبة عن التدهور البيئي في بلادنا - وخصوصاً تلوث الهواء - كان البعض يعتقد بأننا نبالغ في التهويل من الحكاية. اليوم ها قد اتضحت الحقيقة وقالت اللجنة العليا للبيئة كلمتها الصارمة في تلك الحزمة من القرارات الحيوية. شكراً أمير الرياض وشكراً أُخرى لأعضاء اللجنة والجهات الرسمية المشاركة في هذا الاجتماع المهم. المطلوب الآن سرعة تنفيذ القرارات وخصوصاً نقل مصنع الإسمنت إلى خارج المدينة لتنقشع السحابة السوداء عن سمائنا.