شن الزعيم الإيراني المتشدد حسين شريعتمداري أمس هجوماً عنيفاً على المرشحين المحافظين الأربعة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية واصفاً إياهم بالانانيين وطالب بسجنهم في أحد المساجد ليعودوا إلى رشدهم ويتفقوا على تنازل ثلاثة منهم لصالح الرابع حتى لا يمنوا جميعاً بالهزيمة نتيجة لانقسام الأصوات المؤيدة للتيار المحافظ. وقال شريعتمداري وهو المدير المسؤول في صحيفة (كيهان) المتشددة إن نتائج الاستطلاعات التي جرت خلال الأيام الماضية تظهر بأن مجموع نسب الأصوات التي مضت للمرشحين المحافظين الأربعة وهم المدير السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون علي لاريجاني وقائد القوات الانتظامية السابق محمد باقر قاليباف والقائد العام السابق لقوات حرس الثورة محسن رضائي ومحافظ طهران السابق أحمدي نجاد تفوق بكثير ما حصل عليه كل من المرشحين الأربعة الباقين. وحذر شريعتمداري المرشحين المحافظين بأنهم سيمنون بهزيمة نكراء لو اصروا على الاستمرار في خوض الانتخابات الرئاسية كل على انفراد دون أن يتخلى ثلاثة منهم لصالح الرابع بسبب تقسيم أصوات الموالين للتيار الإصلاحي بين المرشحين الأربعة. وأضاف بأن سجن المرشحين المحافظين الأربعة لمدة 72 ساعة في أحد المساجد دون أن يسمح لهم بالاتصال مع أحد في الخارج سيساعدهم في العودة إلى رشدهم وتنازل ثلاثة منهم لصالح الرابع وتحقيق فوز كامل في الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجري في 17 حزيران الحالي. وتشير نتائج استطلاعات الرأي التي اجرتها مؤسسات إيرانية متعددة بأن الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وهو أحد المرشحين الثمانية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية حصل على أكثر أصوات الذين شاركوا في استطلاعات الرأي يليه مرشح التيار الإصلاحي وزير التربية الإيراني السابق مصطفى معين ثم المرشحين المحافظين. وهناك مرشحان آخران في الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة وتظهر نتائج استطلاع الرأي بأن حظوظهما في الفوز ضئيلة وهما رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي ومرشح إصلاحي يدعى مهر علي زادة. ويرجح العديد من المراقبين بأن الانتخابات الرئاسية القادمة سوف لا تحسم في المرحلة الأولى بسبب عدم وجود مرشح يحظى بدعم جماهيري كبير بين المرشحين الثمانية وترى بأنها ستنتقل إلى المرحلة الثانية حيث ستجري بين اثنين من المرشحين الذين كسبا أكثر الأصوات. وينص الدستور الإيراني إجراء مرحلة ثانية من الانتخابات بين المرشحين الأولين في الانتخابات الرئاسية فيما لم يحصل أحد المرشحين على أكثر من نصف أصوات المقترعين في الانتخابات.