إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. منح رئيس «الأركان» الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز    إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. رئيس هيئة الأركان العامة يُقلِّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    الرياض تعيد اختراع الإدارة المحلية: من البلديات التقليدية إلى المدينة الذكية    تحت رعاية ولي العهد.. تدشين النسخة الافتتاحية من منتدى «TOURISE»    استثمار الإنسان وتنمية قدراته.. سماي: مليون مواطن ممكنون في الذكاء الاصطناعي    «ملتقى 2025» يختتم أعماله في الرياض.. السعودية رائد عالمي في التحول الرقمي    ويتكوف وكوشنر اليوم في إسرائيل.. تحرك أمريكي لبحث أزمة مقاتلي حماس في رفح    شجار زوجين يؤخر إقلاع طائرة    إسلام آباد تبدي استعدادها لاستئناف الحوار مع كابل    بعد ختام ثامن جولات «يلو».. العلا يواصل الصدارة.. والوحدة يحقق انتصاره الأول    استعداداً لوديتي ساحل العاج والجزائر قبل خوض كأس العرب.. لاعبو الأخضر ينتظمون في معسكر جدة    عبر 11 لعبة عالمية.. SEF أرينا تحتضن البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية    لص يقطع أصبع مسنة لسرقة خاتمها    هيئة «الشورى» تحيل 16 موضوعاً لجلسات المجلس    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج 2025.. جهود ومبادرات أمنية وإنسانية لخدمة ضيوف الرحمن    «إثراء» يستعرض المشهد الإبداعي في دبي    مغنية افتراضية توقع عقداً ب 3 ملايين دولار    العلاقة الطيبة بين الزوجين.. استقرار للأسرة والحياة    افتتح نيابة عن خادم الحرمين مؤتمر ومعرض الحج.. نائب أمير مكة: السعودية ماضية في تطوير خدمات ضيوف الرحمن    مطوفي حجاج الدول العربية شريكاً إستراتيجياً لمؤتمر ومعرض الحج 2025    النوم بعد الساعة 11 مساء يرفع خطر النوبات    المقارنة الاجتماعية.. سارقة «الفرح»    «الغذاء والدواء»: إحباط دخول 239 طناً من الأغذية الفاسدة    القبض على مروجين في جازان    مستشفى الملك فهد بالمدينة صديق للتوحد    «الشؤون الإسلامية» بالمدينة تحقق 37 ألف ساعة تطوعية    غزة بين هدنة هشة وأزمة خانقة.. القيود الإسرائيلية تفاقم المعاناة الإنسانية    هيبة الصقور    «جادة السواقي».. عبق الماضي وجمال الطبيعة    فهد بن سلطان: هيئة كبار العلماء لها جهود علمية ودعوية في بيان وسطية الإسلام    العُيون يتصدر دوري أندية الأحساء    الاتفاق بطلاً للمصارعة    في الشباك    أمير نجران يلتقي مدير فرع «عقارات الدولة»    انخفاض الطلب على وقود الطائرات في ظل تقييم فائض النفط    تناولوا الزنجبيل بحذر!    تعزيز تكامل نموذج الرعاية الصحية الحديث    الأهلي يتوج بالسوبر المصري للمرة ال 16 في تاريخه    فيفا يُعلن إيقاف قيد نادي الشباب    15 شركة صحية صغيرة ومتوسطة تدخل السوق الموازي    انطلاق مناورات "الموج الأحمر 8" في الأسطول الغربي    بغداد: بدء التصويت المبكر في الانتخابات التشريعية    على وجه الغروب وجوك الهادي تأمل يا وسيع العرف واذكر الأعوام    معجم الكائنات الخرافية    حرف يدوية    82 مدرسة تتميز في جازان    هدنة غزة بوادر انفراج تصطدم بمخاوف انتكاس    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    وزير الحج: موسم الحج الماضي كان الأفضل خلال 50 عاما    أمير تبوك يشيد بحصول إمارة المنطقة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في المملكة في قياس التحول الرقمي    أكثر من 11 ألف أسرة محتضنة في المملكة    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 2025 في جدة بمشاركة 150 دولة.. مساء اليوم    83 فيلما منتجا بالمملكة والقصيرة تتفوق    اختتام فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025    تحت رعاية الملك ونيابةً عن ولي العهد.. أمير الرياض يحضر دورة ألعاب التضامن الإسلامي    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    مسؤولون وأعيان يواسون الدرويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربة المرأة في بعض الدول غير ناجحة والعالم المتحضر لا يُقاس عليه!!
تعقيباً على مقالة العسعوس حول قيادة المرأة للسيارة
نشر في الرياض يوم 09 - 06 - 2005

تلقت الصفحة تعقيباً على موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة والذي كتبه الأستاذ حمد بن أحمد العسعوس مدير إدارة البحوث والدراسات بمجلس الشورى وإيماناً منا بضرورة منح الجميع حرية التعبير لما يخدم المصلحة فإننا ننشر هذا الموضوع الذي جاء مخالفاً لما تطرق إليه العسعوس.
وفيما يلي نص التعقيب:
اطلعت كما اطلع غيري على مقالة حمد بن أحمد العسعوس مدير إدارة البحوث والدراسات بمجلس الشورى والذي عنون ب «خواطر حول قيادة المرأة السعودية للسيارة» في عدد الجريدة رقم 13492 يوم الخميس الموافق 25/4/1426ه ذكر فيه آراء له وقناعات أحببت أن اذكرها وأذكر ما تيسر لي من ردود عليها ووقفات وقبل الشروع في الوقفات فإن الكاتب في بداية كلامه قال: وتتلخص وجهة نظري حول هذه التجربة في النقاط الآتية: قلت والحمد لله انها وجهة نظر، ثم بعد ذلك يسرد النقاط على ما يأتي:
الوقفة الأولى عند قوله أولاً: قناعات خاصة:
إن قيادة المرأة للسيارة تجربة حضارية مطروحة وممارسة في جميع أنحاء العالم المتحضر وفي معظم البلاد العربية والإسلامية دون أية قيود أو شروط أو محاذير. انتهى. قلت وبالله التوفيق: أما قوله انها ممارسة في جميع أنحاء العالم المتحضر فإن العالم المتحضر الذي يراه فإن فيه أموراً غير قيادة السيارات في محلات الخمور وفيه مراكز البغاء وفيه وفيه فمثل هذا العالم المتحضر لا يُقاس عليه، وأما قوله وفي معظم البلاد العربية والإسلامية دون أية قيود أو شروط أو محاذير فهذه أيضاً مسألة أخرى وهي إطلاق الحبل على الغارب كما يقولون فالكاتب هنا يُعارض ما سيذكره في نهاية مقاله.
الوقفة الثانية عند قوله:
إن من المغالطات الغريبة أننا في حين نمنع المرأة من قيادة السيارة نسمح لها بالخلوة المحرمة مع السائق الأجنبي في البيت وفي الشارع؟! نسمح لها بالبقاء معه داخل المنزل وبالانفراد معه وحدها.. إلخ ما قال.
نقول وبالله التوفيق: أما المغالطات الغريبة فهي أن تعول على أفعال أفراد المجتمع وتقصيرهم لتربطه بمثل هذه القضية الكبرى فمن قال لك أنه يسمح لها بالخلوة المحرمة هل هناك دليلٌ شرعي على ما تقول أم هل هناك فتوى صادرة عن علمائنا الكبار الذين خوَّل لهم ولي الأمر الفتوى؟، إن ولاة الأمور حفظهم الله أذنوا بجلب السائقين كغيرهم من المستخدمين مساعدة للناس ولقضاء حوائجهم وأما السماح ببقاء السائق مع المرأة في البيت وحدها أو معه في السيارة فهذا شأن رب الأسرة وهو المسؤول الأول عنها قال صلى الله عليه وسلم: «والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته».
ثم يقول ولو اراد أحد أقاربها (ابن عمها، وابن خالها) أو أحد جيرانها المعروفين والموثوقين أن يقوم بدور السائق الأجنبي تحت أي ظرف طارئ لتمعرت وجوهنا ولأقمنا الدنيا ولم نقعدها ولربما أدى ذلك إلى الشك في نزاهة المرأة وإلى معاقبتها بالانفصال إذا كانت متزوجة..! لكن هذا الوضع يتحول إلى أمر عادي ومستمر إذا كان يجلس خلف المقود سائق أجنبي..! هنا.. نتنازل عن غيرتنا على شرفنا وعلى محارمنا ونسافر بالأشهر تاركين الحبل على الغارب، ونحن في غاية الاطمئنان والثقة؟؟!! انتهى.
أقول وبالله التوفيق: ما زال حديثه عن الأشخاص المقصرين وما زال الطرح عاطفياً فأما قوله ولو أراد أحد أقاربها ابن عمها وابن خالها.. فنقول حديث النبي صلى الله عليه وسلم عام وواضح ولا يفرق بين ابن العم أو ابن الخال أو غيرهما من الناس «لا يخلون رجلٌ بامرأة فإن الشيطان ثالثهما» أي رجل وأي امرأة نكرة في سياق النهي تفيد العموم كما قرره علماء الأصول، ثم قوله نتنازل عن غيرتنا على شرفنا وعلى محارمنا ونسافر بالأشهر تاركين الحبل على الغارب ونحن في غاية الاطمئنان والثقة؟؟!! أقول كل هذا الكلام، ما زال في سياق المقصرين بين الناس تجاه محارمهم فلا تواجه الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم بمثل هذا التفريط والتضييع من الناس لمحارمهم، وهل نلوي أعناق الأدلة والنصوص الشرعية لأُناس يسافرون بالأشهر تاركين الحبل على الغارب كما يقول الكاتب ولا أدري كيف جمع الكاتب بين ترك الحبل على الغارب مع غاية الاطمئنان والثقة.
الوقفة الثالثة عند قوله:
إن المحاذير التي يتشدق بها الذين يقفون ضد طرح هذه التجربة وممارستها في المجتمع السعودي أقرب إلى الوهم وإلى الوسواس لأنها لم تقع في المجتمعات الأخرى التي خاضت التجربة فنحن نشاهد كثيراً في البلاد الخليجية والعربية والإسلامية جميعها نساءً داعيات وملتزمات يجلسن خلف مقود السيارة بمنتهى الحشمة والوقار ولم يؤد السماح لهن بذلك إلى الانحراف أو الفساد كما نتخيل نحن ذلك. انتهى.
وأقول وبالله التوفيق: إن المحاذير التي يذكر أنها أقرب إلى الوهم والوسواس ليست كذلك ويشهد على ذلك بعض ما أحدثته المنكرات الأخرى التي حذر منها الغيورون ووقع من جراء ارتكابها ما تجد جوابه عند أقسام الشرط والعيادات النفسية وأما ما ذكره عن مشاهدته لكثير ممن يقدن السيارات في البلاد الخليجية والإسلامية جميعها نساء داعيات.
فلا أدري هل الكاتب استطاع أن يشاهد كل نساء تلك البلاد التي زارها أو أنه أحصى تحركاتهن حتى أصدر عنهن هذا الحكم. أم أن سر الاحتشام والوقار حصل بجلوس المرأة خلف المقود؟!
الوقفة الرابعة عند قوله:
إن قيادة المرأة للسيارة في المجتمعات الأخرى لم تحولها إلى امرأة كافرة أو عاهرة أو فاجرة كما يتخيل البعض ولعلنا نتذكر أنه يوجد في ثقافتنا العربية والإسلامية وفي موروثنا الشعبي ما يؤكد أن المرأة الصالحة لا تهزها الرياح ولا تفرط في عرضها وفي شرف عائلتها ولو عرضتها للشمس والريح.
وأقول وبالله التوفيق: من قال لك أن هناك من يكفرها وهذا يحتاج إلى دليل إلا إن كان من نسج الخيال الذي ذكرته وأما العهر والفجور فله أسباب ولا نغالط أنفسنا والمعصية قد تقع من المسلم والمسلمة ولا شك فقد يقع الزنا ويقع القتل ويقع غيره من المعاصي والله يتوب على من تاب فالعهر والفجور لا ينكر وقوعه ولكن المطلوب منا البحث عن الأسباب التي أدت إلى الوقوع فيه لأن ديننا وشرعنا المطهر وليس ثقافتنا العربية الإسلامية جاء بمنع جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة ومنع من الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة.
الوقفة الخامسة عند قوله:
ثانياً: مقارنة عجيبة:
هذه الضجة التي تثيرها جماعة الرفض إزاء مشروع قيادة المرأة السعودية للسيارة.. يقابلها صمت مطبق إزاء ركوبها بمفردها مع السائق الأجنبي.. سواء أكان سائق العائلة أو سائق الأجرة.
كم يحزنني أن أرى نساءنا العفيفات يركبن السيارات صباحاً ومساءً خلف السائٍقين الأجانب.. وكم تثور غيرتي على محارمنا.. وأنا أرى هذا المشهد يتكرر كل يوم.. إلخ ما قال.
فأقول وبالله التوفيق: أما غيرتك فتشكر عليها وهذا الأصل في الرجال أنهم يغارون على نسائهم ونساء المسلمين ولعلها هي التي حملت من اسميتهم بجماعة الرفض وهم في الحقيقة جماعة الغيرة على محارم المسلمين وأما الصمت المطبق فليس هناك صمت مطبق ولله الحمد فها هي فتاوى العلماء مشاهدة ومسموعة ومقروءة عبر وسائل الإعلام تنهى عن هذا الفعل الشنيع وهو ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها سواء كان قريباً لها أو أجنبياً عنها ولا عبرة بمن شذ وأنا أعرض هنا بعضاً من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أعلى هيئة شرعية في هذا البلد المبارك حول هذا الأمر.
الفتوى رقم (10388):
س إنني رجلٌ لا استطيع قيادة السيارة ولا يوجد من أولادي من يقودها لصغر سنهم لذا أحضرت سائقاً أجنبياً، فهل يصح أن يذهب بعائلتي، وما حكم الإسلام في ذلك؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
ج: لا يجوز للسائق الخلوة بالنساء فإذا أراد الذهاب بإحدى النساء يذهب محرم لها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبدالله بن غديان
نائب الرئيس
عبدالرزاق عفيفي
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال الخامس من الفتوى رقم (7584)
س: هل الخلوة هي فقط أن يخلو الرجل بامرأة في بيت ما، بعيداً عن أعين الناس، أو هي كل خلوة رجل بامرأة ولو كان أمام أعين الناس؟
ج: ليس المراد بالخلوة المحرمة شرعاً انفراد الرجل بامرأة أجنبية منه في بيت بعيداً عن أعين الناس فقط، بل تشمل انفراده بها في مكان تناجيه ويناجيها، وتدور بينهما الأحاديث، ولو على مرأى من الناس دون سماع حديثهما، سواء كان ذلك في فضاء أو سيارة أو سطح بيت أو نحو ذلك، لأن الخلوة منعت لكونها بريد الزنا وذريعة إليه فكل ما وجد فيه هذا المعنى ولو بأخذ وعد بالتنفيذ يُعد في حكم الخلوة الجنسية بعيداً عن أعين الناس.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبدالله بن قعود
عضو
عبدالله بن غديان
نائب الرئيس
عبدالرزاق عفيفي
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
والمقام لا يتسع لأكثر من هذا ومن أراد الاستزادة فليراجع هذا السفر العظيم (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)، فأين الصمت المطبق الذي يزعمه الكاتب. ثم أيضاً هذه الفتاوى وغيرها ترد على ما ذكره المؤلف بعد ذلك بقوله: ما النص الشرعي الذي يجيز للسائق الأجنبي أن يقوم بدور الولي وبدور المحرم، ويذهب بالمرأة في كامل زينتها إلى مناسبات الزواج ويعود بها مع ساعات الفجر الأولى.. في حين أن الزوج أو ولي الأمر يغط في نوم عميق..؟!
إذا كنا نحرم قيادة المرأة للسيارة فيجب من باب أولى أن نحرم ركوبها خلف السائق الأجنبي؟! انتهي.
أقول وبالله التوفيق: فالفتاوى التي ذكرها العلماء في موضوع السائق الأجنبي واضحة لا لبس فيها لمن أراد الحق وسعى له وسواء في هذا الموضوع أو في غيره أما أن الرجل يغط في نوم عميق ولا يدري عن أولاده فهذا تقصير من رب الأسرة أو الناس لا يطبقون ما يفتي به العلماء، فالتقصير راجع للناس لا لعدم الدليل فها هي اللحية محلوقة والإسبال والربا وغيرها من المنكرات موجودة ويرتكبها كثير من الناس مع أن فتوى التحريم فيها ظاهرة واضحة ولا تخفي على مثلك.
الوقفة السادسة عند قوله:
ثالثاً: جماعة الرفض
لابد من تحييد آراء جماعة الرفض في مثل هذه المسائل.. هذه الجماعة التي تشدنا إلى الوراء دائماً وتريد من المجتمع أن يتوقف عند قناعاتها.
وماذا بعد..؟!
هل يعقل بعد كل هذا الخراب الذي جره علينا الفكر المتطرف وأصحابه أن نترك لهم المجال للمزيد من التفكير والتنظير والتكفير؟! إلخ ما قال.
وأقول وبالله التوفيق: أما التسمية بجماعة الرفض أو غيرها فلا تغير من الحقائق شيئاً وأما تحييد الآراء فلا يكون لمن هم يسعون إلى الدفاع عن المرأة وحقوقها وحمايتها وصيانة عرضها من الطامعين وهم علماء هذه الأمة الذي يشدوننا مع ولاة أمورنا إلى الأمام دائماً وأبداً وبهذا الشد تميزت المرأة في هذه البلاد عن سائر بلاد العالمين بصون الأعراض والنجاة من مهاوي الرذيلة. وقولك إنها تريد من المجتمع أن يتوقف عند قناعاتها فالمسألة ليست مسألة قناعات وإنما هي إتباع شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهم لا يأتون بقناعات من أنفسهم وإنما هي قناعات مبنية على قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم. وأصحاب الفكر المتطرف الذين ذكرتهم ليسوا معنيين بهذا أصلاً والدولة وفقها الله لا تصدر عنهم، وإنما ولي الأمر حفظة الله يعين علماء موثوقين ومقبولين في دينهم وعلمهم ينظرون في مثل هذه القضايا فيصدر الرأي وينفذ الأمر ويتعاون ولاة الأمر والعلماء والناس على قبول الأمر وتنفيذه والرضا به وبهذا سارت وتسير سفينة النجاة لهذه الدولة منذ زمن ليس بالقريب ولله الحمد والمنة.
ولكن هذه الدولة محسودة نسأل الله أن يرد كيد أعدائها في نحورهم.
الوقفة السابعة عند قوله:
رابعاً وأخيراً كما أسلفت لا أحد ينكر أن قيادة المرأة للسيارة تجربة مطروحة وممارسة في كل دول العالم الإسلامي وإن المرأة المسلمة في كل الدول الإسلامية تتولي قيادة السيارة بنفسها، وإن الفتوى التي صدرت بتحريم قيادة المرأة المسلمة للسيارة كانت اجتهاداً وإنها عبارة عن ردة فعل للمظاهرة النسائية التي حدثت في الرياض قبل عدة سنوات من قبل نساء سعوديات قمن بقيادة سياراتهن في شوارع العاصمة وأن تلك الفتوى لم تكن مبنية على نص شرعي، ولم تصدر عن هيئة كبار العلماء...؟!
هذه حقائق لا يستطيع أن ينكرها أحد.. ومع الأسف الشديد أن تلك الفتوى طبقت على المرأة السعودية فقط.. بدليل أن المرأة المسلمة في أنحاء الكرة الأرضية لم تلتفت إليها ولم تلتزم بها، فهي إذن فتوى بتحريم قيادة المرأة السعودية فقط للسيارة؟!.. الخ ما قال.
وأقول وبالله التوفيق: كون المرأة في بعض الدول الإسلامية تقوم بقيادة السيارة وأنها تجربة مطروجة فهذا لا يعني نجاحها كما أن عند هذه الدول الإسلامية تجارب سيئة لا تخفي على الكاتب وغيره من فتح دور البغاء ومحلات الخمور وغيرها نطبق أيضاً مثل هذه التجارب!!. وأما الفتوى إذا صدرت في قضية خاصة فلا يعني عدم تعميمها والعلماء يقولون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذه قاعدة شرعية معروفة بنيت على أدلة شرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما تطبيق هذه الفتوى وغيرها على المرأة السعودية فقط لأن هذا هو المستطاع أما تطبيقها على المرأة المسلمة في أنحاء الكرة الأرضية فإن لكل دولة حكامها وولاة أمورها، كما لايخفى، وعدم التفات المرأة المسلمة في هذه البلاد أو غيرها من البلدان لتلك الفتوى أو غيرها لا يعني عدم صحة الفتوي.
ثم ذكر الكاتب في نهاية مقاله بعض الحلول التي يراها قائلاً:
ويمكن حال المسألة الشائكة بالتدرج عن طريق:
1- إعادة النظر في فتوى التحريم.
2- جلب سائقات أجنبيات بدلاً من السائقين الأجانب. وإذا كان هنالك من يتصور أن السائق الأجنبي (الرجل) يمثل طوق حماية للمرأة وللعائلة أكثر من السابقة (المرأة) فإنه واهم.. إذ من المشاهد والملاحظ أن السائق الأجنبي يتخلي عن هذه المسؤولية عندما تتعرض العائلة للمعاكسات.
3- افتتاح مدارس لتعليم المرأة أصول القيادة تحت إشراف نساء أجنبيات تمنح الدارسات حق الحصول على رخصة قيادة.
ولا تخولهن الحق في ممارستها إلا في حالات معينة مثل أن تكون المرأة أرملة أو مطلقة أو متزوجة ولكن زوجها كفيف أو مريض أو عاجز أو أن تكون الزوجة موظفة وتحتاج إلى السيارة للذهاب إلى مقر عملها والعودة منه أو أن تكون هي وزوجها في طريق طويل وتريد أن تتناوب معه على القيادة.. إلى غير ذلك من المبررات المشروعة.
وأقول وبالله التوفيق:
أما المسألة فليست بشائكة ولله الحمد فقد أفتى بها العلماء حفظ الله الأحياء منهم ورحم الميتين وقام عليها ولاة الأمر حفظهم الله ورضيها المسلمون ولله الحمد والمنة.
وأما الأمر الأول الذي ذكرت فماذا تريد بإعادة النظر في فتوى التحريم هل تريد تحليلها؟ وأما الأمر الثاني وهو جلب سائقات أجنبيات فإذا كنت تقول أن السائق الأجنبي يتخلي عن المسؤولية عندما تتعرض العائلة للمعاكسات فهل تتوقع من السائقة الأجنبية القيام بذلك! وأما الأمر الثالث فهو أمرعجيب حيث إنني لا أدري من استثنيت من النساء لعدم قيادة السيارة! كما أن استثناءك لتلك النسوة يدل على أنك تؤمن بوجود مفاسد خطيرة لإباحة مثل هذا الأمر. وأخيراً أسأل الله تعالى أن يوفقني وكاتب هذه المقالة إلى الهدى والصواب وأن يجعلنا من دعاة الخير وأن يقينا شر الفتن وأهلها يحفظ لهذه الأمة دينها وأن يوفق كتاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة وأن يحفظ لنا ولاة أمورنا وعلماءنا الذين بهم تحفظ الأمة وتقمع الضلالة والبدعة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.