برغم ما قيل وسيقال عن المنتخب الوطني وحضوره غير المقنع في السنوات الأخيرة وتحديداً في تصفيات الأولية المؤهلة لمونديال البرازيل.. إلا أنني مازلت مقتنعا بأن العلة ليست في المدربين وطرائقهم وتشكيلاتهم واختياراتهم.. وإنما (مشكلتنا) تكمن في السنوات الأخيرة في اللاعب وفكره خاصة بعد ما (تعمقنا) في الاحتراف وربط الاستمرارية والعطاء بمقابل مادي كل حسب (سعره) بمعنى أن هذا الفكر عطل مسيرة الكرة السعودية لكونه لم يطبق كما هو الحال في أوروبا مثلا وإنما أصبح لدينا منظومة احترافية هشة جدا تدار بعقلية (هاوية) حتى افتقد اللاعب هويته وأصبح من الصعب استمراريته سنوات طويلة ومعدل النجومية لا يتجاوز العامين أو الثلاثة وبعدها يدخل في دوامة ابحث عن ما هو المطلوب منه مقابل ما يتقاضاه وسط ضغوط جماهيرية وإعلامية وضغوط إدارية مستمرة.. وهذا جزء من تشخيص الحال (حالياً). وعلى مستوى المنتخب لا يمكن أن نستعيد روح لاعبي (84 - 88 - 94) لان الوضع اختلف للأسباب التي ذكرتها سابقا.. وفي الفترة الأخيرة زاد العبء على اللاعب السعودي بشكل مضاعف لدرجة أن الجهاز الفني (العالمي) أجل كثيرا من الأفكار التي كان يعتقد أنه سينفذها لتحقيق إنجاز يسجل له على مستوى المنتخبات ولكنه (صدم) بواقع غريب أكد له تحديدا أن عطاء اللاعب في ناديه أفضل، وحتى في تدريب (المنتخب) تجده يعطي وبصورة مثالية ولكن في اللقاء الرسمي يقع تحت ضغط الجماهير والإعلام حتى تجده يعطي بنسبة قليلة من الإمكانات التي لديه.. ** إذا.. وحتى نتجاوز تلك المرحلة ونستعيد هيبة الكرة السعودية فلابد من علاج سلبيات تطبيق الاحتراف وتثقيف اللاعب في مراحله الأولوية الاحترافية ووضع استراتيجية ذات شقين الأول: في كيفية تجاوز عقبة استراليا عن طريق الإعداد الجماعي للمنتخب، واقصد أن يشارك الكل في استعادة ثقة اللاعب السعودي بنفسه وإزالة الضغوط عنه بالترشيد في الحديث عن موقعة استراليا وتصويرها بأنها عقبة صعبة وخطيرة.. والتركيز في مجموعة متناسقة يختارها المدرب بحيث تكون مناسبة لتنفيذ طريقته بعيدا عن الأسماء ويكون التركيز في اللاعبين الطموحين والجادين في عطائهم وبمزاج مستقر وعدم الحرص على طول مرحلة الإعداد حتى لا ندخلهم في دوامة التفكير لموقعة استراليا وأسبوع كاف جدا لمجموعة اجزم بأن إعدادها النفسي وإزالة الضغوط عنها بمعسكر خارجي.. أما المرحلة الثانية من الإستراتيجيه فتلك تحتاج إلى إعادة ترتيب الأوراق وخلق جيل جديد يعي الاحتراف بكل تفاصيله.. وللأندية دور رئيسي في ذلك والمتابعة المباشرة من إدارة المنتخبات. فكم من موهبة سنخسرها إذا لم نضعها تحت المجهر ونوفر لها العناية الكافية والمتابعة والتثقيف المطلوب سيما ان لدينا مجموعة كبيرة من الشباب تتمنى ان لا يكون مصيرهم مصير معظم نجوم الجيل الحالي! ** إشارة في لبنان والأردن والعراق لا يوجد دوري قوي ولا أكاديميات ولا احتراف الا ان لاعبيهم يدركون حجم المسئولية بدعم جماعي ممن حواليهم.. وعندما يحضر المنتخب الكل يشجع ولا ينتظر السقوط لأسباب واعتبارات خاصة..! الكلام الأخير: إذا أحسنت القول فأحسن الفعل!