مرة أخرى.. يدفع النظام الإيراني الوضع في المنطقة إلى حافة الهاوية.. فما يقوم به هذا النظام من أدوار في تأجيج الوضع في سوريا.. والعمل ضد إرادة الشعب السوري .. ومساندة النظام للحفاظ على مصالحه .. وأجنداته الإقليمية .. وما كان قد قام به في البحرين .. وواجهته حكومتها بقوة وبمساندة إخوانها وأشقائها في دول مجلس التعاون .. وما يحدث في لبنان أو اليمن أو العراق وغيرها من المناطق التي يجد له مكاناً فيها .. وما كشف عنه التنظيم البحريني الجديد الذي ألقي القبض عليه في قطر وأعلن عنه في البحرين مؤخراً وكان يستهدف منشآت حيوية وشخصيات كبيرة في المملكة والبحرين .. بعد مروره بسوريا ووصوله إلى طهران لتلقي الخطط والتعليمات الأخيرة حول تنفيذ هذه الجريمة الشنعاء الجديدة .. ثم ما حدث لسفارة المملكة في دمشق يوم أول أمس السبت.. بفعل العناصر المأجورة والموتورة التي تحركها إيران على الأراضي السورية أيضاً.. كل هذه الأعمال العدائية التي قامت وتقوم بها إيران علاوة على تورطها في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن كلها تطالبنا باتخاذ وقفة حازمة وحاسمة معها .. لقد كنت وباستمرار أطالب بأن نتلمس كافة الطرق المؤدية إلى ردم الفجوة بيننا وبينها.. ليس من ضعف .. وليس عن خوف منها.. وإنما رغبة في تجنب التصعيد الذي لا يخدم بلدينا وشعبينا.. ولا يخدم المنطقة .. ولا يوفر الحد المطلوب من الاستقرار فيها أو في العالم. لكن تمادي النظام الإيراني وإصراره على الاستمرار في تنفيذ أجنداته الخاصة في المنطقة .. يؤكد أن إيران مصممة على تركيع دول المنطقة وشعوبها وفرض أجندتها وأيدلوجيتها على مختلف أرجاء المنطقة وذلك شيء خطير لا يمكن الاستهانة به أو مهادنته أو الوقوف أمامه دون حساب.. ودون عقاب أيضاً.. فما حدث ويحدث.. يشير إلى أن إيران تدفع الأمور إلى الهاوية.. وتفرض على المجتمع الدولي أن يوقف تجاوزاتها وعبثها بمقدرات دول وشعوب المنطقة وتهديد الاستقرار في العالم. ولست أدري ما هي مصلحة إيران في أن تؤلب عليها كل دول العالم وشعوبه.. وأن تستفزهم وتدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة تجاهها .. إيقافاً لممارساتها الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.. وأنا وإن كنت لست مع توجيه ضربة "قاصمة" ضد النظام الإيراني المتشبع بفكرة الهيمنة على المنطقة .. إلا أنني أعتقد أن إيران نفسها تستعجل هذه الضربة وتريدها.. لأن فشلها المتواصل في تنفيذ أجندتها وخططها وبرامجها وتدخلاتها في شؤون المنطقة وإقلاق العالم.. هو نتيجة حتمية لاستنزاف قدراتها الاقتصادية كثيراً.. وتعريضها لاهتزازات داخلية شديدة لا مخرج لها منها إلا بتعاطف الشعب مع النظام المعزول وطنياً.. والمكروه عربياً.. والمذموم دولياً.. وليس مستبعداً أن يكون النشاط الإيراني العدواني الملحوظ على كل الساحات مقصوداً.. لدفع دول العالم إلى توجيه ضربة لإيران .. تضمن معه التفاف الشعب حول نظامه المنهار.. ويجد معه النظام مبرراً كافياً لحالة الانهيار التي يعيشها في الداخل وهي حالة متفاقمة وصعبة .. نتيجة سياسات النظام العدائية مع الكل .. لكن النظام الإيراني يخطئ إذا هو اعتقد أن أي ضربة قد تلحق به ستكون محدودة.. وتأديبية فقط .. لأن دول العالم تدرك تماماً أنها لا يجب أن تساعد النظام على الحياة بديلاً عن السقوط.. بحيث يجمع حوله تعاطف شعب ضاق به كثيراً.. وبالتالي فإن على هذا النظام المتداعي أن يفكر بعمق في هذا المصير المؤلم الذي يقود إليه شعبه وبلاده .. وإن كنت أتمنى أن يحسم عقلاء إيران وشعب إيران هذا الوضع تجنباً لأي مكروه قد يتسبب فيه النظام الحالي لهم ولبلادهم .. وهو ما لا نتمناه ولا نشجع أحداً عليه. *** ضمير مستتر [ بعض الأنظمة تقود بلدانها إلى السلامة والاستقرار .. وبعضها تقود شعوبها إلى الهلاك بقوة ]