جربت إيران أسلوبا جديدا في التعاطي مع الوضع السوري الحالي.. بهدف إحكام السيطرة على هذا الوضع لصالح النظام.. وإن أدى ذلك إلى مقتل الشعب السوري وتصفيته عن بكرة أبيه.. فقد سربت السفارة الإيرانية في دمشق أخبارا يوم أمس الأول عن خطف «48» إيرانيا في العاصمة دمشق.. بهدف إعطاء الانطباع بأن الجيش السوري الحر يقوم بأعمال إرهابية.. ويستولي على مقاليد الأمور.. ويتعدى ليس فقط على جيش النظام وإنما على زوار سوريا والوافدين إليها.. والسؤال الذي فات الإيرانيين أنه قد يخطر على بال أي من المراقبين من المتابعين للتطورات على الأراضي السورية هو: من يكون هؤلاء الإيرانيون الموجودون في سوريا في هذا الوقت بالذات.. وفي ظل ظروف الحرب الحالية بين الشعب والسلطة؟. والجواب المباشر على هذا السؤال هو.. إن هؤلاء الإيرانيين هم عينة من عشرات الآلاف من الحرس الثوري ومقاتلي حزب الله اللبناني.. ورجال الاستخبارات الإيرانية والخبراء المتخصصين الذين يدعمون نظام بشار الأسد.. ويعملون على تجنب سقوطه حتى لا تسقط مخططات وأجندات وبرامج إيران في المنطقة العربية وفي سوريا تحديدا..؟! ذلك جانب.. أما الجانب الآخر.. فإن تعمد السفارة الإيرانية في سوريا الإعلان عن هؤلاء الأسرى الإيرانيين.. ربما يهدف إلى تبرير تدخل إيراني علني.. ومباشر.. للقضاء على مقاومة الشعب السوري لنظامه الظالم.. وأعوانه الشرسين.. ولا تستبعدوا وقوع ذلك في أي وقت.. وبالذات إذا شعر النظام وأعوانه أن انتصار الثوار بات قريبا.. تلك هي إيران.. وذلك هو سبب وجودها في سوريا بهذه الكثافة.. وتلك هي نواياهم التي لايخجلون وهم يعبرون عنها في الأممالمتحدة.. وعبر قنواتهم الفضائية العربية المأجورة.. ومن خلال الجماعات المحسوبة عليهم.. والمدسوسة على أمتنا العربية والإسلامية.. والمنفذة لمخططات إيران .. وآيدلوجيتها.. وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تتوقع منهم المزيد.. وعليهم أن يقفوا بمواجهة كل ذلك إن أرادوا البقاء.. والمحافظة على عقائدهم نظيفة.. ومجتمعاتهم نقية من أخطر طابور خامس في التاريخ.