الشعور بالكرامة جزء هام في اقتصاديات الرفاه، فلا يتصور أن يعيش المجتمع في رفاهية دون أن يشعر المواطن بالعزة والكرامة والكبرياء والقوة خصوصاً تجاه العالم الخارجي. وهذه أهم مزايا القيادة السياسية القوية في أي مجتمع. وكل المجتمعات تدرك أثر قوة القيادة السياسية على الأمن القومي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. لقد استطاعت حكومة المملكة العربية السعودية التأكيد على ريادتها وقوة مواقفها الحازمة تجاه أهم القضايا التي تمر بها دول المنطقة. وبالرغم من الاضطرابات التي تمر بها معظم البلاد العربية، إلا أن مشاعر السعوديين في هذه الأيام تجاه القيادة السياسية تشابه مشاعر أهالي مدينة الرياض في عام 1319ه عندما دخلها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –. لقد استطاع الملك عبدالعزيز – رحمه الله – توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية "لا إله إلا الله ... محمد رسول الله" بنيّة صادقة وبعزم الرجال. وبنفس النيّة الصادقة وبنفس العزم تسير البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله –. والنظام السياسي للمملكة يستمد قوته من قوة الجبهة الداخلية وتماسكها والتفافها حول قيادتها، وهذه أهم مقومات الاستقرار ومصدر قوة السياسة الخارجية للمملكة التي مكنتها من تحقيق مراتب متقدمة بين دول العالم. فالمملكة هي الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين (G20) التي تضم أكبر 20 اقتصادا في العالم، وفي مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وفي مجلس الاستقرار المالي الذي حل محل منتدى الاستقرار المالي، وفي لجنة بازل المصرفية. وقد تجاوزت المملكة مسألة تطبيق المعايير الدولية التي تضعها المنظمات العالمية إلى المشاركة في إعداد وصياغة هذه المعايير. * مستشار اقتصادي