بنوك المال وبنوك الدم

الإعلام يلعب دوراً مهماً في الإقبال أو العزوف عن أي سلوك إنساني ... فلو تحدثنا عن التبرع بالدم لوجدنا أن الصورة الذهنية لعملية التبرع بالدم على انها انجاز خارق وتضحية انسانية لا مثيل لها، في حين أن الموضوع خلاف ذلك تعالوا نناقش بهدوء .
إن المستفيد الأول من عملية التبرع بالدم هو المتبرع نفسه، لن نتحدث عن أن كل متبرع يخضع لفحص طبي للجسم وفائدة الفحص المخبري لدمك وبالتالي اعتبار العملية هي شهادة صحية على خلو جسمك من الأمراض، بل ما أفادت به دراسة حديثة بأن التبرع بالدم يعد عملا صحيا للمتبرع حيث يقلل من خطورة الإصابة بالأزمات القلبية، وقال المسؤول بهيئات التبرع بالدم التابعة للصليب الأحمر الألماني فريدريش أرنست دوبه: «التبرع بالدم يحفز إنتاج خلايا دم جذعية جديدة ويحسِّن نظام الدورة الدموية بأكمله»، وبينت أيضاً دراسة فنلندية أن التبرع بالدم بانتظام يقلل مخاطر الإصابة بأزمات قلبية بين الرجال بسبب التخلص من الكوليسترول كما يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في انتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين الى أعضاء الجسم الرئيسية .
بمعنى لو أن وسائل الاعلام قالت ان عدم التبرع بالدم يعرضك لخطر النوبات القلبية والجلطات الدماغية وامراض اخرى خطيرة لوجدت الشعوب العربية تقف على أبواب بنوك الدم كما تقف على أبواب بنوك المال التي ترفع الضغط وتسبب الجلطات غريب أمر الانسان.
* التثقيف الصحي