} تسببت قرارات وزارة الزراعة المفاجئة بمنع دخول شحنات أغنام من القرن الأفريقي التي اصبحت تشكل خطراً على الثروة الحيوانية بسبب اصابتها بأمراض محجرية في خسارة مستثمرين سعوديين أكثر من 300 مليون ريال. وأبدى مستثمرون اعتراضهم للإجراءات التي قامت بها الوزارة بحجة أن الحمى القلاعية من الأمراض المصنفة ضمن الدرجة الأولى، وهو ما دفع الوزارة إلى وضع أجهزة حديثة تكشف هذا المرض، بعدما رصدت ظهور علامات المرض الأولية على الماشية في البواخر قبل الفحص الأولي، وإيقافها لهذه الشحنات كإجراء احترازي وعودتها إلى مصدرها. وفي الوقت الذي أعلن فيه مستثمرون خسائرهم الكبيرة نتيجة ماوصفوه بالإجراءات المفاجئة، أكد محمد باحكيم المدير التنفيذي لشركة الفاصل للملاحة بجدة وجود أكثر من 60 رحلة محملة بشحنات الأغنام ستحط رحالها خلال الشهر الحالي بميناء جدة محملة ب 500 ألف رأس من الأغنام قادمة من السودان والصومال وجيبوتي وغالبيتها من أنواع البربري والماعز والتيوس الصومالية وهو ما سيسهم في إيجاد توازن في السوق المحلي ويعوض نقص المعروض نتيجة منع العديد من الشحنات وعدم دخولها للمملكة خلال الفترة الماضية, مضيفاً أن السوق لا يحتمل أي ارتفاعات قادمة نتيجة ارتفاع تكاليف الأعلاف والشعير على التجار والمستوردين مما يضطرهم لبيعها فور وصولها إلى المملكة. وقال باحكيم: إن طلبات الشحن البحري انخفضت بشكل كبير للأغنام الاسترالية نتيجة ارتفاع الدولار الاسترالي مما جعل الكثير من التجار يحجمون عن الاستيراد حتى أصبح ميناء جدة حاليا لا يستقبل سوى شحنة واحدة من الأغنام الاسترالية كل شهرين فقط . وأشار إلى أن هناك اهتماماً ملحوظاً من قبل المستثمرين السعوديين حاليا لاستيراد الأبقار من أمريكا الجنوبية والأرجنتين والبرازيل نتيجة الحظر على الأبقار الافريقية. من جهته أكد المستثمر في تجارة الأغنام تركي القرشي أن عدم وجود لجان لفحص المواشي تابعة لوزارة الزراعة في القرن الأفريقي تسبب في عدم دخول أعداد كبيرة من الأبقار إلى المملكة نتيجة الاشتباه في اصابتها بمرض الحمى القلاعية مما تسبب في عدم دخول كميات كبيرة من الشحنات للمملكة وتجاوزت خسائر المستوردين السعوديين أكثر من 300 مليون ريال . وطالب القرشي وزارة الزراعة بإيفاد لجان طبية تفحص الماشية في بلدان القرن الإفريقي أسوة بما تعمله العديد من الدول مثل مصر والاردن ولبنان للتقليل من خسائر التجار بدلا من الوضع الحالي حيث يشتري التجار الماشية والابقار ثم يشحنونها إلى ميناء جدة الذي يمنع دخولها بسبب الاشتباه بها اثر قيام وزارة الزراعة بتحليل الأجسام المناعية للحمى القلاعية . وأبدى القرشي استغرابه من وجود شحنات كثيرة منعت من الدخول عبر ميناء جدة لتعود إلى جيبوتي ثم يعاد إرسالها إلى المملكة من جديد عبر سلطنة عمان في دلالة على عدم دقة إجراءات دخول الشحنات, اضافة إلى دخول الكثير من الأبقار إلى المملكة عبر تهريبها من اليمن. وأضاف أن جميع المستثمرين يقفون ويساندون توجهات وزارة الزراعة بعدم دخول الأغنام أو الأبقار المصابة إلا أن عدم إيفاد الزراعة لأطباء لدول القرن الأفريقي قد يضاعف الخسائر على المستثمرين السعوديين وخروج بعضهم من السوق.