عندما يدخل الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز مجلس الوزراء- لأول مرة - بعد تعيينه وزير دولة بالمجلس ورئيساً للحرس الوطني.. فإنه يدشن بذلك مرحلة جديدة من مراحل التطور والتنظيم المطلوبة من الجيل الجديد الذي تكلفه القيادة بمهام وطنية أساسية لصناعة المستقبل الأفضل لهذا الوطن بإذن الله تعالى. ولا شك ان هذا التوجه يكشف عن بعد نظر الملك وعن تصميمه على تحديث وتطوير مؤسسة الحكم كجزء من عملية الإصلاح الشامل الذي يعمل على تحقيقه على جميع الأصعدة وصولاً إلى الأهداف العليا التي آلى على نفسه - يحفظه الله - أن يوصل البلد إليها إن على المستوى الاقتصادي والتنموي الشامل.. وإن على المستوى التعليمي والتربوي.. وإن على المستوى الصحي والثقافي والعسكري والاجتماعي على حد سواء. والأمير الوزير الشاب متعب بن عبدالله.. ليس غريباً لا على مؤسسة الحكم بشكل عام ولا على مستوى مؤسسة الحرس الوطني.. ولا على المستوى الثقافي الذي تجسد من خلال وقوفه وراء مهرجان الجنادرية الذي اكتسب - الآن - هوية عالمية يُعقد بها. ولذلك فإن مؤسسة الحرس - كما هو متوقع - ستنطلق بقوة لاسيما بعد أن أصبحت مؤسسة مستقلة داخل منظومة المؤسسة العسكرية الكبرى التي يتولى قيادتها (الملك) ويرعاها برصيده الهائل من الخبرة.. ومن الدعم المفتوح.. ومن الإيمان بأهمية المؤسسة العسكرية بكل أفرعها وقطاعاتها في تأمين سلامة البلد وحمايته0. ولأن الملك - يرعاه الله - يريد لمؤسسة الحرس الوطني أن تنطلق بسواعد شابة يأتي الأمير متعب في طليعتها بعد أن تعهده بالاهتمام والرعاية والتأهيل والتدريب حتى تخرج من كلية سانت هيرست البريطانية ودخل مؤسسة الحرس الوطني، وتدرج في رحابها خطوة خطوة حتى بلغ هذه الدرجة من النضج.. ومن القدرة على تحمل المسؤولية.. بعد أن تخرج من مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز. لأن الملك يريد لمؤسسة الحرس أن تكون قمة في الإعداد وفي الجاهزية وفي الاضطلاع بالمهام الكبرى المنوطة بها فقد جاء بمتعب.. وحمله هذه الأمانة العظيمة بالكامل ووضعه اليوم أمام مسؤولية تاريخية، هو إن شاء الله تعالى أهل لها.. وقادر عليها. وما يهمني الآن هو أن هذا التدشين لمرحلة شبابية جديدة سيكون امتحاناً حقيقياً لجيل كامل يمثله هذا الأمير المتوثب.. والرزين.. والواثق.. والمؤمن بالله سبحانه وتعالى (أولاً) والمخلص لقيادته ووطنه بعد ذلك، والحريص على أن يؤكد أن شباب هذا الوطن مؤهلون وقادرون على كسب «الرهان».. والتصدي للمسؤولية بكل قوة.. والاستفادة من الرصيد الهائل الذي تركه لهم رجال سبقوه في مواقع المسؤولية الوطنية، فكانوا رموزاً وطنية عظيمة لا يسعى التاريخ إلاّ ان يسجل أسماءهم في صفحاته المضيئة بكل اعتزاز.. والحرس الوطني في مقدمة المؤسسات التي ساهم في تطويرها الامتداد على مدى سنوات طويلة.. وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز ومعالي الشيخ عبدالعزيز التويجري يرحمه الله.. وعشرات القادة والمبدعين الذين تعلموا في مدرسة الملك.. حتى وصلت هذه المؤسسة إلى ما هي عليه الآن. وكما قلت في البداية.. فإننا نقف على اعتاب مرحلة جديدة واعدة إن شاء الله تعالى بكل ما يحمل الخير لهذا البلد وأهله.. وبالتالي فإن التهنئة للأمير متعب بن عبدالله هي - في الحقيقة - تهنئة للجيل كله وعليه بأن يستعد لحمل الأمانة والتأكيد على أنه في مستوى ثقة الملك الذي أراد لمؤسسة الحكم أن تكون سباقة لسن هذا المنهج حتى يصبح ديدن كل مؤسسة حكومية أو أهلية في وطن ليس أمامه خيار للتقدم وتحقيق المزيد من الاستقرار.. سوى بالعمل والعمل والعمل المدعوم بالولاء الصادق.. وبالحب العميق لهذا الوطن وقيادة هذا الوطن.. ومستقبل هذا الوطن. وكما نجح الأمير متعب في مراحل عمله وحياته السابقة فإن نجاحه كوزير يقود مؤسسة عسكرية ضخمة بعقلية رجل الدولة (المدني) وصاحب الخبرة العسكرية (المكتنزة) الضخمة لن يكون مفاجأة لأحد.. لأن لديه وأمامه وبين يديه كل فرص النجاح المؤزر إن شاء الله.. أعانه الله ووفقه وسدد خطاه. ❊ ضمير مستتر: العظماء من القادة هم الذين تخلف مدارسهم أجيالاً جديرة بالثقة لإنجاز المهام الوطنية الكبرى.