ينتظر ان تكون مباراة القادسية والاتفاق يوم غد والتي ستجمعهما ضمن مباريات الجولة ال13 من دوري (زين) السعودي للمحترفين بمثابة اختبار حقيقي ل (دربي) المنطقة الشرقية، إن من الناحية الفنية أو الجماهيرية، فمواجهات الفريقين والتي تعتبر قمة الكرة في الساحل الشرقي ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن مصداق مصطلح (الدربي)، إذ بدت اسماً على غير مسمى، فلا مستويات فنية راقية، ولا حضور جماهيريا مقنعا، الأمر الذي خيب آمال المتابعين له عموماً، وأنصار الناديين خصوصاً. وفي ظل وجود ثلاثة (دربيات) ناجحة في دوري (زين) بكل المقاييس، وهي (دربي العاصمة) بين الهلال والنصر، و(دربي جدة) بين الاتحاد والأهلي، و(دربي بريدة) بين الرائد والتعاون فقد أصبح (دربي الشرقية) في موقف لا يحسد عليه، خصوصاً مع تميز (دربي بريدة) الذي أضاف بعداً مهماً لدوري الأضواء، لاسيما من الناحية الجماهيرية، وحيث إن ل (الدربيات) مواصفات خاصة جداً تكاد تفتقدها مواجهات الاتفاق والقادسية، فإن مواجهة الغد تحديداً ستضع الفريقين على المحك، فإما أن يثبتا بأنهما الضلع الرابع في مربع (الدربيات) بدوري المحترفين السعودي، وإلا فمن الواجب على أنصار الناديين الاعتراف بأنهما خارج معادلة (الدربيات). والقول بأن مواجهات الاتفاق والقادسية تفتقد لمواصفات (الدربي) الحقيقة لا يجافي الحقيقة؛ خصوصاً وأن لا ملامح تذكر لهذا التوصيف في مثل تلك المواجهات، فالإعلام لا يعطي اهتماماً حقيقيا لها، والجماهير لا تبدي أي حماس تجاهها، ومما يزيد الطين بلة غياب المستوى الفني عنها، ولعل ما يزيد من ضعف هذا (الدربي) غياب الشخصيات ذات الكاريزما الإعلامية على الأقل التي يمكن أن ترفع من سقف الاهتمام به من خلال تصريحاتها الإعلامية التي من شأنها ان تسخن الأجواء قبل ساعة الصفر، كما يحدث في (الدربيات) الأخرى، ولذلك فإن مواجهة الغد ستكون المحك الأخير للفريقين لإثبات وجود فعلي ل(دربي الشرقية)، او لتقديم شهادة موثقة على أن الأمر لا يعدو مجرد (كلام جرايد)!.