دعا الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان المستشار الاجتماعي إلى التوسع في إيجاد حضانات للأطفال مأمونة اجتماعياً، بالإضافة إلى إنشاء مراكز اجتماعية في الأحياء،وتفعيل العمل الخليجي المشترك للتخفيف من حدة العمالة غير العربية لتجاوز المشكلات الاجتماعية الناشئة عن التوسع العمراني. وذكر ل"الرياض" أن تخطيط المدن في عالمنا العربي الإسلامي انطلق من منظور المدن الصناعية في العالم الغربي،وان مانراه في المدن مشهد مؤلم فنرى المدن مكتظة والشوارع مزدحمة والعمران رحلا ينتقل من حي إلى آخر، وينتج عن ذلك إهدار للموارد والجهد واستنزاف للخدمات وتمدد للشبكات والطرق. وارجع سبب ذلك التوسع العمراني إلى ان تخطيط المدن في الغرب نشأ في المدن الصناعية بعد الثورة الصناعية وكانت أداة للحد من الآثار السيئة للصناعة على مدنهم ومجتمعاتهم، ووضعوا لها مناهج لتحقيق الغرض، وبين ان بعض مخططي المدن العربية والإسلامية طبقوا نفس أسس التخطيط على مدننا قبل وجود الصناعات،فأصبحت أخلاق سكان هذه المدن صناعية أو مصطنعة، فلا الجار له علم بجاره،ولا توجد علاقة حميمية بين الأطفال في الحي الواحد،وسببه هو سوء التخطيط من قبل بعض المختصين في تخطيط المدن ولجوئهم إلى استنساخ نماذج جاهزة نجحت في بيئة، وليس بالضروري ان تنجح في بيئة اخرى. وأضاف"السدحان" بأنه من الصعب عزل اثر التخطيط العمراني للحي عن طبيعة النشاط البشري لسكانه،فطبيعة التواصل بين سكان الحي يبنى على طريقة تصميمها،ويتحكم شكل هذا التخطيط على درجة التواصل بينهم. كما ان النسيج العمراني للمجتمع يشكل انعكاساً طبيعياً لرقي ذلك المجتمع وأخلاقياته، ولو حدثت فجوة بينه وبين النفس البشرية لعاشت في بيئة غير سليمة ولأصابها الاكتئاب والخمول. واهتم "السدحان" بالآثار الاجتماعية للتوسع العمراني التي برزت في المجتمع الخليجي وذكر بان البعض منه يمثل مشكلة حقيقية للمدينة الخليجية،منها اختلال التركيبة الاجتماعية للسكان فهو لا يقتصر على المدينة فحسب بل يمتد إلى البوادي والأرياف المحيطة بالمدينة كزيادة الذكور في المدن وقلتهم في الريف، والعكس بالنسبة للنساء لان الهجرة غالبا ماتكون من قبل الذكور، وذلك لطبيعة المجتمع الخليجي لايمكن سفر المرأة واستقرارها بدون محرم شرعي بخلاف الرجل يكون أكثر حرية في التنقل وغالبا تكون أعمارهم بين 15 وال35 إما للدراسة أو العمل، كذلك تحول في شكل الاسرة من ممتدة إلى نووية أي ان الأسر الممتدة هي سكن الابن بعد زواجه مع ابيه وبقيه إخوته الذكور، اما النووية فهي استقلال الأبناء مع زوجاتهم في مساكن بعيدة عن والديهم فالأسر السعودية تعرضت إلى هجرة من الريف إلى المدن وانقسمت وأصبحت اكثر من أسرة نووية، بالإضافة إلى ضعف العلاقات البينية بين أفراد الأسرة والمجتمع نتيجة لتباعد أطراف المدينة وكثافة سكانها وانشغالاته بمجتمعات المدينة، كذلك العزلة الاجتماعية لأفراد الاسرة، ايضاً زيادة في نسب الطلاق في المجتمع فذكرت الإحصائيات ان نسبة الطلاق في المناطق الحضرية أكثر منها في الأرياف والبوادي وذلك لزيادة ضغوط الحياة داخل المدينة وعيش الأسر الخليجية في شكل الأسرة النووية المنفردة عن أسرتها الكبيرة، علاوة على ذلك تنامي ظاهرة الخدم والمربيات في المنازل تؤدي إلى تعلم الطفل اللغة الهجينة في بعض الدول جراء مكوثه مع المربية فترة طويلة،فمكوث الطفل مع الخادمة يؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة لدى الأطفال كإعاقة نموهم الذاتي، وميلهم للانعزال ونشأتهم الاتكالية وعدم تقديرهم للمسؤولية وذلك لتلبية احتياجاتهم من قبل الخادمة.