منذ سنوات طويلة لم نر مثل هذا التكاتف بين الأندية السعودية فلم يسبق أن رأينا إدارات وجماهير الأندية في مكان تتسابق للوقوف مع ممثلي الوطن وهما يخوضان مهمة خارجية مصيرية بهذا الكم وبتلك الطريقة ولعل مباراة الأربعاء التي واجه فيها الهلال ضيفة الغرافة القطري في ذهاب الدور ربع النهائي أقرب شاهد على ذلك لكون أحداثها جرت داخل المملكة العربية السعودية وتحديداً في الرياض على عكس مباراة الشباب وتشونبوك الكوري التي استضافها الأخير في معقل بكوريا الجنوبية. فمن يتابع الأخبار ويقرأ تصريحات مسؤولي الأندية منذ شهر تقريباً ومن شاهد كثافة جماهير الأندية الداعمة لممثل الوطن وجد ما يثلج صدره من تقارب ووئام وإحساس بالمسؤولية والوطنية ورفض للتعصب المقيت بجميع أشكاله. نسوق ما سبق للتأكيد على أن علو الإحساس بالمسؤولية وتقديم مصلحة الوطن هما ما يميزان المشجع وقبل ذلك المسؤول السعودي وأن القاعدة هي ما رأيناه بأعيننا يوم لقاء الهلال بالغرافة بينما يعد العكس شذوذاً لا يظهر إلا ممن أعماهم التعصب ولم تساعدهم عقلياتهم المتواضعة على إدراك الموقف وتأثيره على المجتمع ككل فيما بعد. ولعل ما بدر من بعض المحسوبين على بعض الأندية السعودية وهم قليلون ممن طاروا كالخفافيش في الظلام لينثروا تعصبهم البغيض في منتديات نادي الغرافة القطري الاليكترونية ويسيئوا لسمعة فرقهم الكبيرة وقبل ذلك لسمعة الكرة السعودية بطريقة مقيتة فعلاوة على إعلانهم الصريح لتأييدهم المطلق لنادي الغرافة القطري الشقيق المنافس لممثل الوطن نادي الهلال راحوا يحشدون المشجعين ويرسمون الطريقة المثلى للتأثير على الهلال ولم يكتفوا بذلك بل قدموا شرحاً مفصلاً عن نقاط القوة والضعف لدى ممثل الوطن في تصرف أقرب ما يكون للعته والجنون. ولعل ما يخفف من وطأة مثل تلك التصرفات أنها صدرت من ثلة نجزم أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمثلون أبداً الأندية التي ينتمون اليها والتي عرفت بحرصها على منجزات الوطن بدليل أن مثل تلك التصرفات لاقت من يوقفها عند حدها عندما أطلت برأسها في منتديات أنديتهم الرسمية.