ما يؤسف له في حال أندية دوري (زين) للمحترفين أن ثلثي الأندية الممثلة لهذا الدوري تقريبا لا تملك عقود رعاية، وهو أمر يوجد حالة من التباين الكبير في القدرات المالية، ما يعني ارتداده على كافة الجوانب داخل تلك الاندية، وأولها الجانب الفني الذي لا يمكن ان ينتعش في ظل ما تعيشه تلك الأندية من حالة عوز وفاقة، حيث كانت ولا تزال تعتمد على الهبات التي يقدمها إما رؤساء النادي أو شرفييه، أو ما يصلها من إيرادات الاحتراف والنقل التلفزيوني وكلها مبالغ لم تعد تفي بمتطلبات صناعة فريق محترف. المؤلم في الأمر أننا إذا ما استثنينا أندية الهلال والنصر والاتحاد والشباب والأهلي فإن بقية الأندية التسعة الأخرى يراد منها أن تشارك في عملية الارتقاء بالكرة السعودية في وقت لا تملك فيه عقود رعاية أسوة بتلك الأندية الخمسة، إن بسبب نأي كثير من الشركات عن الدخول في عملية الاستثمار الرياضي لأسباب مختلفة، أو بسبب عدم قدرة مسيري تلك الأندية أصلا على التسويق لأنديتهم، أو لمغالتهم في الأرقام التي يضعونها؛ لكن أيا يكن السبب فإن هيئة دوري المحترفين لا تعفى من المسؤولية وهي التي وعدت بإيجاد عقود رعاية للأندية التي لا تملك عقودا، وليس مبررا لها ما تقوم به اليوم برمي المسؤولية على عاتق رؤساء الأندية من جهة رفضهم للعقود التي جلبتها، خصوصا وأن الأخبار تشير إلى أن تلك العقود لا يتجاوز أفضلها مليوني ريال، وهو مبلغ لا يتناسب لا مع قيمة الدوري السعودي، ولا حتى مع قيمة الأندية، على الأقل تلك التي تملك شعبية معروفة وتاريخا حافلا، كالاتفاق والوحدة والقادسية وكذلك الرائد والتعاون سواء على مستوى المملكة عموما او حتى على مستوى المناطق التي تتواجد فيها تلك الأندية، خصوصا وأن ثمة رؤساء من بين تلك الأندية قد كشفوا بأنهم يملكون عروضا تفوق العروض التي قدمتها الهيئة. إن بقاء غالبية أندية الدوري بلا عقود رعاية ليس فيه ضرر على تلك الأندية وحسب بل الضرر على الكرة السعودية بشكل عام، بل في تشويه لجمالية الدوري، وهو ما اظهرته عملية النقل التلفزيوني سواء في الموسم الماضي أو الموسم الحال، فليس من الجمالية ولا الاحترافية أن تخلو الاستادات الرياضية وقمصان الأندية من الإعلانات التجارية، عدا عن الحالة السيئة التي وصل لها الوضع حيث ظل رؤساء تلك الأندية يشكون لطوب الأرض من سوء أوضاعهم المالية، وكأن لسان حالهم يقول: راعٍ يا محسنين!