قال برنار سكوارتشيني المشرف على جهاز مكافحة التجسس في فرنسا إن بلاده لم تكن معرضة للخطر الإرهابي مثلما هي عليه اليوم منذ سنة 1995. وكانت فرنسا في تلك السنة مسرحا لسلسلة من الاعتداءات الإرهابية التي أدت إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة ما يزيد على مئتين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة . وكانت لهذه الاعتداءات علاقة بالعلاقات الفرنسية الجزائرية على خلفية تصاعد العنف المنسوب إلى الحركات المتطرفة في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. واعتبر رئيس جهاز مكافحة التجسس في فرنسا في حديث نشرته أمس السبت صحيفة " لوجورنال دي ديمانش" الأسبوعية الفرنسية أن هناك اليوم أطرافا كثيرة بإمكانها القيام بأعمال إرهابية في فرنسا من أساسات ثلاثة هي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبعض الفرنسيين الذين اعتنقوا الديانة الإسلامية والذين يبلغون حالات من التشدد تجعلهم راغبين في اللجوء إلى العنف وكذلك " الجهاديون" الذين يقيمون في فرنسا والذين تلقوا تدريبات عسكرية في أفغانستان أو اليمن. وأكد برنار سكوارتشيني أن الأجهزة الأمنية الفرنسية تحبط كل عام على الأقل مشروعين من مشاريع العمليات الإرهابية التي يخطط لها لتنفيذها في فرنسا. واستدل على ذلك بمثال شاب بلجيكي تونسي كان قد أوقف من قبل السلطات المصرية في أحد الأنفاق الرابطة بين مصر وقطاع غزة. وقد رحل إلى بلجيكا واستجوبته أجهزة الأمن الفرنسية . ومن التهم الموجهة له أنه كان يخطط لارتكاب عملية إرهابية في باريس بمناسبة تجمع سنوي تقيمه منظمات متعاطفة مع إسرائيل لجمع تبرعات تقدم للجيش الإسرائيلي. وسعى رئيس جهاز مكافحة التجسس في فرنسا في حديثه إلى الصحيفة الفرنسية إلى التأكيد على أن عددا من وصفهم ب" المتشددين " في البلاد من بين المسلمين لا يتجاوز ثلاث مئة شخص من بين ستة ملايين مسلم.