بلغ معدل التضخم الشهر الماضي وفقا للبيانات الرسمية (6.1%) وهو أعلى مستوى له منذ ثلاثين عاماً، ومع ذلك ومن خلال جولتنا في عدد من المحلات التجارية للوقوف على حجم الإقبال على الشراء في ظل ارتفاع الاسعار والتضخم، لاحظنا إقبالاً كبيراً على الشراء، وقد تحدثنا مع بعض المستهلكين الذين حملوا وزارة التجارة وحماية المستهلك مسؤولية ما يجري في الأسواق المحلية، وطالبوها بالقيام بدورها للحد من جنون الأسعار، وحماية حقوق المواطن،وقد احتلت الأجبان والزيوت والألبان مع أنواع الأرز المرتبة الأولى في السلع الأكثر مبيعاً، حيث تراوحت نسبة ارتفاع مبيعاتها ما بين (40 %) إلى (100%). الجولة كانت في محل تجاري لبيع المواد الغذائية بالجملة، حيث حَمَل «بدر العنزي» تاجر لبيع المواد الغذائية بالجملة الشركات الغذائية مسؤولية ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى بعض التجار، مما اضطرهم إلى مجاراتهم، فمن غير المقبول أن يبيعوا بسعر الشراء. ويشاركنا «نايف الشلوى» صاحب محل مواد غذائية قائلاً: إن حركة الشراء مزدهرة على الرغم من الغلاء، وأذكر موقف لأحد المواطنين عندما اشترى عدداً من أنواع الأغذية الرمضانية بسعر أربعة آلاف ريال، ولكنه دفع لنا ثلاثة آلاف ريال، وطلب مني إنزال بعضها لأنه لا يملك ثمنها، ولكني رفضت وسامحته في الباقي، لأن أبناءه كانوا معه ومن الصعب إن يشاهدوا والدهم وهو عاجز عن توفير ما يحتاجونه. ويقول «سالم المرزوق» مستهلك : إن الوضع مزرٍ ويحتاج إلى قرار صارم، لأن هناك أسر فقيرة لا يمكنها الشراء في ظل هذا الارتفاع بسبب وضعهم الاقتصادي المتدني، وحقيقة لم أستطع تغطية تكاليف المواد الغذائية إلا بعد إن استدنت من أحد أقاربي مبلغ ثلاثة آلاف فراتبي لا يتعدى الأربعة آلاف ريال. ويؤكد المتسوق «عيد الحربي» أن هناك مأكولات ارتبطت بالمائدة الرمضانية كالشوربة والمكرونة و»الشعيرية» و»السمبوسة» وغيرها، وقد تمكنت من توفيرها من شهر رجب بنصف السعر، لأنني كنت أتوقع الارتفاع قبل رمضان. ويتحدث «مقعد العتيبي» موظف حكومي قائلاً : يبلغ دخلي الشهري ألفين ريال، وبالتالي من المستحيل شراء جميع المواد الغذائية، ولكن بفضل الله ثم الأقارب وبعض الأصدقاء أصبح منزلي مليئاً بأنواع المأكولات، مضيفاً أرجو أن يكون هناك حل لتصبح الأسعار في متناول الكُل.