"ساهر" ليس شاعراً وليس برنامجاً فنياً كما أنه ليس مجلة شعرية كما يوحي لنا من الوهلة الأولى؛ بل هو نظام حماية وطني للمواطنين والمقيمين أولاً من أنفسهم وثانياً من بعضهم البعض .. أو كما عرّفه اللواء سليمان العجلان بأنه "نظام الضبط الإلكتروني وإدارة الحركة المرورية بشكل آلي. لن أكيل المديح لأننا لم نبتكر جديداً! .. ولن أثني على الجهود لأننا في (الأيام الأولى) للتطبيق العملي .. ولكنني سأشد على يد كل مروري وكل متعاون في تطبيق النظام واستمراريته. هناك ثلاث إشكاليات كبيرة .. أولها المصداقية وثانيها الثقة وآخرها الاستمرارية وليعذرني المروريون فتجارب الماضي مؤلمة و (حبالها قصيرة) ونتائجها محبطة. وليعذرني المروريون فمصداقيتهم على المحك ونحن لا نستطيع أن نقاطعهم ما دام للأمل بريق وليعذرني المروريون فثقتنا بهم اهتزت وتهتز بسببهم لأنهم ببساطة تركونا بلا نظام الى أن أصبحنا في (غابة). وليعذرني المروريون فنحن نشك باستمراريتهم فما زلنا نتذكر أحلام عبدالجليل السيف وحماس أسعد الفريح وغيرهم .. ستنهال عليكم الانتقادات بسبب إصابتكم جيوبنا .. ستوصمون باللا وطنية .. سترشقون بالربوية وغيرها .. وبما أن بعضهم أشار إلى (سهم المرور) كناية عن جمعكم لإيرادات ضخمة .. فإنني هنا لن أسترسل في ما ذكره الذاكرون لكني سأنحى منحى آخر ولكن على طريقة أصحاب الأعمال والاقتصاديين. وقبل أن أمرحل التطور المروري ل (ساهر) على الطريقة الاقتصادية سأحاول أن أعقد اتفاقاً وهمياً مع (المروريين) .. نحن لا يهمنا نزولكم إلى الميدان ولا يعنينا تغير عرباتكم أو (يونيفورماتكم) ولا تكلفة حملتكم ولا أسعار كمراتكم .. كل هذا لا يعنينا .. وبما أننا اتفقنا أن نساير الاقتصاديين وأصحاب النظريات الإدارية فسنتفق أن تكون (الإدارة بالأهداف) هي الفيصل والحكم بيننا ببساطة بدأ تطبيق نظام (ساهر) يوم الاثنين الموافق الخامس من جمادى الأولى 1431ه الموافق التاسع عشر من إبريل 2010 م وبما أننا في الشهر الأول فدعونا نبدأ مرحلة الشفافية والإحصائيات اعتباراً من الشهر القادم (جمادى الآخرة). انشروا إحصائية بعدد وفيات حوادث المرور لشهر جمادى الآخرة 1431ه وقارنوها بإحصاءات الشهر نفسه من العام الماضي 1430ه والشهر الماضي انشروا احصائية بعدد مصابي حوادث المرور لشهر جمادى الآخرة 1431 ه وقارنوها بإحصاءات الشهر نفسه من العام الماضي 1430 ه والشهر الماضي انشروا احصائية بتكلفة حوادث المرور لشهر جمادى الآخرة 1431 ه وقارنوها باحصاءات الشهر نفسه من العام الماضي 1430 ه والشهر الماضي كرروا هذا العمل البسيط شكلاً، الكبير مضموناً بشكل شهري استمروا .. استمروا .. استمروا إذا نجحتم فسنقدركم ونقيمكم على طريقة رجال الأعمال فبداية نحن نراكم مؤسسة فردية إذا تحسنت إحصاءات الشهر الأول إيجابياً .. فسنعيد تقييمكم وتصبحون شركة تضامنية في أعيننا إذا تحسنت إحصاءات الشهر الثاني إيجابياً .. فسنعيد تقييمكم وتصبحون شركة ذات مسؤولية محدودة إذا تحسنت إحصاءات الشهر الثالث إيجابياً .. فسنعيد تقييمكم وتصبحون شركة مساهمة مقفلة إذا تحسنت إحصاءات الشهر الرابع إيجابياً .. فسنعيد تقييمكم وتصبحون شركة مساهمة عامة (تستاهلون) وسنطرح أسهمكم للاكتتاب العام (بعد موافقة هيئة السوق المالية) وسيكون سعر سهمكم الجديد 10 ريالات إضافة إلى علاوة إصدار مجزية جداً إذا تحسنت إحصاءات الشهر الخامس إيجابيا .. فسنعيد تقييمكم وتصبحون مؤهلين للاقتراض وسنرفع تصنيفكم الائتماني وستتهافت عليكم البنوك المحلية والإقليمية تقرباً وتزلفاً إذا تحسنت إحصاءات الشهر السادس إيجابيا .. فسنعيد تقييمكم وتصبحون مؤهلين تصنيفياً وسيكون بإمكانكم إصدار صكوك !! ستكونون قطاعاً ثريا وستزداد أرصدتكم ورؤوس أموالكم حباً واحتراماً ونجاحاً ولأنني عربي .. ولأن تاريخنا العربي مرتبط بالأفراد .. فنحن نخوض المعارك تحت لواء فرد ونسترجع حقوقنا بأسماء أفراد وننتصر بأسماء فردية ونفشل بأسماء فردية! ولأني عربي .. ولأن المرور قطاع عربي .. ولأن اللواء سليمان العجلان عربي فإنني أعدك إذا نجحت بمشيئة الله أن نغير مسمى نظام المرور الجديد من "ساهر" إلى "ابن عجلان" وهنا لا أبالغ .. فسيذكرك التاريخ وتذكرك الأجيال لأنك ستكون من حقن دماء أكبر معركة مدنية في التاريخ المعاصر.. دمتم بأمان