«العميد».. ثقافة حمل الألقاب..وأولويات يشهد بها التاريخ

إدارة «طبيب القلوب» استخدمت مشرطها «الذهبي» فكان انتاجها بطولة لا تنسى

توقع البعض انهيار الفريق بعد خسارته للبطولة الآسيوية، وراهنوا على عدم قدرته على المنافسة على البطولات.. في الحقيقة هم تمنوا ان لا يحقق الفريق اي بطولة..فهم يريدون ان يثبتوا ان الاتحاد "عميد الاندية السعودية" ترتبط قصة نجاحه برجل واحد وبرحيل هذا الرجل لن تكتمل فصول هذه القصة.
هؤلاء لم يحملوا يوما هم الكيان ..وعلاقتهم به ارتبطت بفترة زمنية انتهت بتغير الشخص القابع على كرسي الرئاسة، هؤلاء تعلقوا بالاتحاد من خلال شخص لما أفل بريقه..اعتقدوا ان هذا النادي العريق لن يصمد، وكيف له ذلك وصانع أمجاده الوحيد في نظرهم قد رحل.
ملحق خاص بمناسبة فوز الاتحاد بكأس الابطال
إعداد: القسم الرياضي
إشراف : عايض الحربي
هؤلاء شنوا حملة شعواء على الرئيس الجديد وحاولوا بشتى الطرق إجباره على تقديم استقالته متذرعين بتراجع نتائج الفريق وخسارته البطولة تلو الأخرى، الا ان الرئيس المتعلم وذا الخلق الرفيع لم يلق بالاً لمحاولتهم وأصر على الاستمرار حتى نهاية الموسم وكله ثقة بان الفريق لن يخرج من هذا الموسم خالي الوفاض.
الرئيس الطبيب كان يعي تماما ان فريقه مريض بداء عضال يسمى "المتربصين"، ولانه طبيب كان يعلم ان علاج هذا المرض لابد ان يستغرق بعض الوقت وان الشفاء التام منه يتطلب "ترياقا" يقضي على السموم التي انتشرت في جسد الفريق..ورويدا رويدا بدأت نتائج العلاج في الظهور بتغييرات فنية وإدارية أعادت للفريق هيبته وعززت من لحمته.. علاج المرزوقي حقق نجاحا مذهلا وكانت نسبة الشفاء 100 بالمائة، فحقق الفريق أغلى الألقاب والذي كان عصيا عليه في مناسبتين متتاليتين.
الاتحاد او عميد الاندية السعودية تأريخ لا يمكن بأي حال من الأحوال تجير نجاحاته لرئيس معين او لاعب معين او مدرب معين..انه قصة نجاح نسجت خيوطها بأيد مخلصة حملت هم الكيان وتوارثت جيلا بعد جيل همة إبقائه في القمة.
صورة تذكارية للابطال مع كأس البطولة
يظل الاتحاد رقما فارقا في الكرة السعودية، وإن غاب ردحا من الزمن عن المشهد الختامي لبطولاتها فهو من فئة الكبار، وهؤلاء وإن غابوا فهم في استراحة يلتقطون فيها أنفاسهم ويعيدون حساباتهم ثم ما يلبثوا ان يعودوا لكتابة فصل جديد من قصة مجد لا تنتهي.
هذا الموسم مر الاتحاد بحالة انعدام وزن سببها الرئيس خسارة الفريق لقب كأس الاندية الآسيوية بشكل مفاجئ ما انعكس سلبا على أداء الفريق خلال الموسم فابتعد عن المنافسة في الدوري وخرج مبكرا من مسابقة كأس ولي العهد واصبحت مشاكل الفريق والانتقادات الموجهة لادارته مادة دسمة لوسائل الاعلام..وتوقع البعض ان الفريق سيغط في سبات عميق لمواسم عدة، ولكن ولانه كبير سرعان ما استعاد الاتحاديون عافيتهم بوصفة المرزوقي الناجعة التي أعادت لم شمل الفريق وأعادت الثبات لاركانه المتهاوية وجاءت النتيجة كما يشتهي كل من راهن على قدرة الفريق على استعادة ثوب البطل فحقق الفريق لقبا هو الأغلى محا به كل اخفاقاته في هذا الموسم.
يحسب للاتحاديين تجاوزهم السريع للمشاكل الكثيرة التي واجهتهم هذا الموسم والتي لو مرت على فريق اخر لربما ابتعد لفترة طويلة عن المنافسة..الاتحاد وفق برئيس مخلص لم يبحث عن الاضواء وكرس كل جهده لخدمة فريقه وإعادة المياة لمجاريها بين العميد وبعض الاندية التي توترت علاقته به في فترة سابقة..ولاشك ان وجود قائد بحجم النجم الكبير محمد نور ساهم بشكل كبير في اعادة الروح للاعبين وتجاوزت الخلافات كافة وإعادة الوهج الفني المعروف عن "العميد"
هنئيا للاتحاد الذي استحق وبكل جدارة ان يتوج باللقب الأغلى ويتشرف باستلام الكأس الأهم من القائد الوالد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.