ملحوظة نستهل بها ، ونستفتح من خلالها موضوعنا ، والمقال . نسجل الملحوظة للذين شككوا ، وكذبوا ، وأطلقوا صفات التجني على ماكتبته يوم الخميس الماضي عن فتوى الشيخ ( ؟ ) البراك، فقد كانت بعض الردود والتعليقات والمداخلات تنفي أن يكون رجل الدين عبدالرحمن البراك ، قد أطلق هذه الفتوى ، وهنا أرغب في إحالة الجميع إلى موقع الشيخ البراك الإلكتروني ليجدوا الفتوى منشورة بتاريخ 8/ 3/ 1431ه . كما أن مواقع كثيرة نشرتها بكامل نصها، ومنها صحيفة " الوئام " الإلكترونية . وأخذتها الزميلة جريدة " الوطن " ونشرتها عنوانا رئيسيا لها في عدد يوم الاربعاء الماضي 10/ 3 /1431ه . هذا من ناحية التوثيق للنشر ، أما من ناحية التوثيق لنص الفتوى فقد جاء فيها " ... الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم حرام ، ومن استحل هذا الاختلاط فهو كافر ، ومعنى ذلك أن يصيرمرتدا ، فيعرّف وتقام الحجة عليه فإن رجع والا وجب قتله". ويسترسل البراك فيقول : " ومما يحسن التنبيه عليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه، وهذا نوع من " الدياثة ". انتهى التوثيق ، وخلصنا الى الاقتباس ، عل من يريد الوصول الى الحقيقة يجد طريقها ، أما من في نفسه هوى فإننا لسنا دعاة خصومات ومناكفات ، وليس في وارد أذهاننا التجني ، أو تقويل الآخرين مالم يقولوه ، أو يتفوهوا به ، غير أننا نؤكد بأننا لن نسمح باستغلال تهذيبنا وهو تربية وسلوك ووعي داخل نسغنا لنكون مكسر عصا ، ونقطة على السطر . وملحوظة أخرى . نحن مجتمع مسلم ، وعنده ثوابت ، وقناعات ، وفهم ، وتأصيل في القيم والاخلاقيات والسلوكيات ، بمعنى أن قيم الدين ، وفروسية الصحراء علمتنا الخبيث من الطيب ، والحلال من الحرام ، وأن بيئات الاختلاط المتواجدة هي محدودة في أماكن معروفة ، ولايمكن أن تمارس طبيبة مثلا عملها في منزلها ، إذ لابد لها أن تتفاعل مع المحيط والبيئة الطبية في المستشفى ، وعلى هذا نأخذ القياسات، غير أن من يصف والدها ، أو زوجها ، أو شقيقها ب " الديوث " عليه أن يحاكم شرعا، وأن لا أحد لديه قدسية ، أو حصانة عند القضاء. وملحوظة ثالثة ، وأخيرة . لقد ولد الأرهاب ، وتنامى الإرهابيون من خلال فتاوى التكفير ، واستباحة دماء الآخرين . ولنا في عبدالله عزام أسوأ مثل ، وغيره في فضائنا الديني عدد معروف كان نتاجهم هذه الثقافة التدميرية للوطن والانسان والنظام . فيكفينا فتاوى تكفير وإهدار دماء ، لنحافظ على أمننا ، واستقرارنا ، ونصنع مستقبلاتنا ، ونستشرف مكاننا في القمة ، وأماكن الوعي والتنوير . "ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ". "ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولاتحملنا مالا طاقة لنا به ، واعف عنا ، واغفر لنا ، وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " .