يعيش المخرج عامر الحمود هذه الأيام حالةً من الحراك الفني حيث يستعد لإعادة إطلاق قناته الفضائية SCC من استوديوهات الرياض كما يدخل في مرحلة التحضيرات النهائية لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «ليلى» لصالح قناة أبوظبي. عن هذا النشاط وموضوعات أخرى كان لنا هذا الحوار مع المخرج عامر الحمود: * قررت نقل مقر القناة إلى الرياض.. حدثنا عن أسباب هذا النقل وما هو المردود المتوقع له. - هذه هي المرة الأولى التي أعلن فيها أن القناة انتقلت إلى الرياض، بعد تغيير اسمها إلى قناة المبدعين السعوديين، بدلاً من قناة الكوميديا السعودية، محافظين بذلك على شعار SCC الذي ينطبق على الاسمين. هذا التغيير يُمثّل بالنسبة لنا بداية لتوجه جديد سنتناول فيه المملكة بمبدعيها وقضاياها بشكل يتجاوز الحيّز الذي كان يسمح به المسمى السابق للقناة، لذلك قررنا الانتقال رغبة في تحقيق هذا الهدف، والانتقال لن يكون بالكامل حيث ستبقى استوديوهاتنا في الأردن ومن خلالها سيتم الربط بين القناة في الرياض والقمر الصناعي عبر مدينة الإنتاج في عمان، وقد قمنا مؤخرا بتجهيز مكتب للقناة في الرياض وما شجعنا على هذا هو حصولنا على رخصة بث من المملكة من قبل وزارة الثقافة والإعلام التي أوجدت نظاماً جيداً للبث من السعودية يشترط على كل من يمتلك جهاز البث للقنوات الفضائية أن يكون حاصلاً على رخصة بث وأن يزود الوزارة بقائمة البرامج التي سيبثها وأن تحتفظ قناته لمدة 90 يوماً بالمواد التي تقوم بتسجيلها وعرضها، وأعتقد أن هذا التنظيم الجيد سيساهم في عودة الكثير من القنوات المهاجرة، أما عن بقاء أستوديو الأردن فهو للربط والبث لأن هذه العملية تحتاج إلى مدينة إعلامية. ناصر القصبي * تقول أن القناة في مرحلتها القادمة ستهتم بالمبدعين السعوديين بشكل أكبر.. هل هذا يعني أن مشاركة الشباب السعودي في القناة ستزداد. - بكل تأكيد على مستوى التنفيذ للقناة ومستوى الضيوف وستكون هناك دورات تدريب لكل المبدعين والموهوبين الراغبين بالمشاركة في القناة وعبر صحيفة (الرياض) أوجه دعوة لكل شاب مبدع أن يساهم معنا، وقد قرأت قبل أيام في صحيفة (الرياض) عن شاب أنشأ قناة له على اليوتيوب وهو عبدالرحمن العمار وشاهدت قناته ووجدته مبدعاً حقيقياً ويقدم مقاطع جيدة على مستوى الجرافكس والموسيقى التصويرية وكل الجوانب، مثل هولاء هم من نسعى لإيجاد قناة تظهر مواهبهم وإبداعاتهم، وأنا فعلاً أستفيد من الصحف في الوصول إلى الموهوبين والمبدعين وتعتبر صحيفة الرياض من أهم الصحف بالنسبة لي وأتابعها بشكل يومي. * ماذا عن العرض الذي قدم لك لإخراج مسلسل «بيني وبينك».. هل وصلت إلى قرار واضح بهذا الخصوص؟ - حتى الآن لم يتخذ قرار في هذا الموضوع منذ نزول الخبر في صحيفة (الرياض) والمشكلة أن تصوير مسلسل «ليلى» الجزء الثاني سيبدأ تصويره في 15 يناير الحالي في مملكة البحرين ومن المتوقع أن يأخذ مجهوداً كبيراً جداً ووقتاً طويلاً، ومن الناحية المبدأ أنا أميل كثيراً لإخراج مسلسل «بيني وبينك» ويكفي أنه يعرض على قناة بحجم MBC والتواجد من خلال مثل هذه القناة هو إنجاز كبير ومن خلال عمل له صدى جماهيري وترصد له ميزانية ضخمة. لكن تبقى مشكلتي هي في ضيق الوقت. فايز المالكي * سبق لك وعملت مع حياة الفهد في عمل من تأليف فجر السعيد وهو «جرح الزمن» وكان مسلسلاً مميزاً جعل البعض يقول أن عامر يصبح أفضل في أعمال من تأليف كتاب آخرين غير د. ليلى الهلالي؟. - لماذا؟. دعنا نستعرض الأعمال التي قدمتها من كتابة ليلى الهلالي؛ فقد قدمت معها «أبو رويشد»، «العولمة» وأعمال أخرى كثيرة حققت حضوراً قوياً، وعلى فكرة ليلى الهلالي تكتب لي وهي مجبرة أحياناً، خاصة وأنها تولت مؤخراً منصباً قيادياً في أحد الدوائر الحكومية وهي مشغولة وأنا لا أقدم سوى عمل واحد في السنة، ونصوص ليلي لم أجد فيها عيوب أو مآخذ، فهي كاتبة محترفة وقدرتها على تلمس القضايا وطرحها جميلة جداً ولم أجد حتى الآن من يقدم لي نصاً متكاملاً، بل إن هناك من يحظر لي ست صفحات ويقول هذا المسلسل..! * لم يكن مخططاً لمسلسل «ليلى» أن يكون بجزأين.. وها أنت تكرر الآن ما قمت به سابقاً مع «طاش» حين أخرجت أول جزأين منه؟. - صحيح مسلسل «ليلى» لم يكن مخططاً له أن يكون من جزأين ولكن نجاح المسلسل على قناة أبوظبي هو ما دفع القناة لطلب جزء ثانٍ خصوصاً أن نهاية المسلسل كانت مفتوحة ولم نعرف ماذا سيحلّ بليلى وهل ستفارق الحياة أو ستستمر، وقد كتب الجزء الثاني بعد عرض الجزء الأول.. عبدالله السدحان في "طاش" * كيف ستضمن استمرار الشخصيات التي شاركت في الجزء الأول فاعتذار أحد الشخصيات الرئيسية قد يسبب مشكلة للعمل؟ - الحمد الله.. جميع العناصر الأساسية قررت أن تشارك معنا وهم موجودون ولديهم الرغبة بأن يكون هناك جزء ثانٍ حيث قال الفنان إبراهيم الزدجالي أنه عندما كان يسافر لعدة دول عربية كان يجد صدى كبيراً للمسلسل وهو ممن تمنوا أن يكون هناك جزء ثانٍ له. لذا بالنسبة لأبطال العمل لم تواجهنا أي مشكلة.. لكن هناك مشكلة تواجهنا في هذا الجزء وهي أن موقع التصوير الرئيسي «منزل ليلى» رفض أصحابه في الأردن أن يوفروه لنا مرة أخرى لتصوير الجزء الثاني إلا أننا تجاوزنا هذه المشكلة وقررنا أن يكون التصوير في البحرين خصوصاً أن الشخصية الرئيسية غنية ومسألة تغييرها لمنزلها تعتبر منطقية خاصة إذا كان المنزل الجديد أكثر جمالاً وأناقة. * ردة فعل فايز المالكي على احتمال قيامك بإخراج «بيني وبينك» كانت جميلة وقد نشرناها في وقتها عبر صحيفة الرياض.. وهذا رغم الخلافات السابقة التي كانت بينكم؟ - أولاً من المستحيل أن يكون بيني وبين فايز المالكي مشكلة أو خلاف لأن فايز ما عنده مشكلة في أي شيء، فقط مشكلته أنه يحب الإعلام والصحافة وأحياناً يقول كلاماً غير مدروس، وقبل ذلك الخلاف بليلة واحدة كان عندي وكنا نتحدث ونضحك في المكتب، وفي اليوم التالي ظهر في الصحافة وقال ما قال واتصل بي وقال ها وش رأيك يا أبو فيصل نحرك الساحة، فهو هكذا منذ أن عرفته فليس لديه توجه للعداء تجاه أحد. * ماذا حصل على مشروع «نجوم طاش الأصلي» وهل انتهى حلمك؟ - الكثير من الشباب انسحب وجاء وطلب إنهاء عقود الاحتكار لأنهم يرغبون في المشاركة في أعمال أخرى وهذا حقهم، ولكن هناك ألف وخمسمائة مازالوا على قائمة الانتظار، وفي كل عمل نستعين بمن دخل مشروع طاش الأصلي والحلم لا يضيع والدليل أن هناك بعض المواهب أصبحوا الآن نجوماً في أعمال عرضت ومنهم نايف فايز وبدر اللحيد من خلال مسلسل 37 درجة. * لم تتعاون مع عبدالله السدحان وناصر القصبي منذ العام 1995.. بصراحة هل اشتقت لهما؟ - نعم.. كثيراً.. وآخر مكالمة ولقاء كان بيننا قبل ثلاث سنوات، لكني أتابعهم من خلال الصحافة واللقاءات التلفزيونية ولكن من ناحية التعاون الفني بالعكس أنا أتوقع أن ناصر وعبدالله بإمكاناتهما وقدراتهما مازال لديهما ما هو أكبر من «طاش» الذي سجنهما في إطار ثابت.. عامر الحمود مع الزميل مشعل العنزي * كيف ترى ظهور عدد من المخرجين السعوديين خلال الفترة الماضية مثل سمير عارف وثامر الصيخان؟. - ظهورهم يعتبر حالة صحية ومطلوبة، وأعتقد أن هناك الكثير من الشباب الموهوبين الذين يحتاجون للفرصة وتجربة الصيخان وسمير عارف العام الماضي كانت جيدة وتعتبر مثالاً ممتازاً, وحالياً يوجد العديد من المواهب على اليوتيوب وأنا أتساءل أين هم ولماذا لا يظهرون حيث تجد مواهب على جميع المستويات من مخرجين وممثلين ولهم مقاطع رائعة على اليوتيوب، وهي تجارب فردية ويحتاجون دعماً كبيراً، وأنا أتمنى منهم بأن لا يسمحوا لليأس أن يدخل في نفوسهم. * ألا يأتي هذا في سياق التوجه الجديد لقناتك SCC؟ - نعم سأقدم لهم كل الإمكانات وسأحضر لهم جميع المعدات التي يحتاجونها في عملهم وسأقوم بتدريبهم وسأوفر لهم الاستوديوهات التي يحققون من خلالها إنجازات، والمهم أن يحققوا طموحاتهم لأن المحصلة في النهاية أن عامر الحمود سيستفيد أيضا من خلال الشاشة التي يقدمها من خلال القناة التي لها توجه سعودي، ونطمح أن يكون كادر القناة بالكامل من الشباب السعودي وهذا هو هدف القناة والأبواب مفتوحة لمن يريد أن يكون مقدما في القناة أو مخرجاً أو مصوراً. * كونك أمين عام جمعية المنتجين السعوديين كيف ترى واقع الجمعية وما هي طموحاتكم للفترة المقبلة؟ - الجمعية هي حلم لكل المنتجين السعوديين ولا تزال في بدايتها وحتى الآن لم تصل رسالتها بشكل جيد فأصبحت مسألة الخلافات الشخصية هي سبب اتخاذ القرار حول الانضمام أو عدم الانضمام للجمعية، ومن المفترض أن الخلافات مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية لا يكون سبباً لهذه القطيعة بين المنتجين والجمعية بل من المفترض أن ينظر المنتجون إلى ما تقدمه الجمعية لهم من خدمات ودعم ومساندة بغض النظر عن الجوانب الشخصية. الجمعية بحاجة إلى أن تعمل ملتقيات تنشر من خلالها أهداف وأفكار الجمعية لكي يتضح دورها وأهميتها للمنتجين، ونطمح أن يكون تسجيل العقود مع الممثلين والفنيين من خلال الجمعية لكي يحفظ الفنان والمنتج حقهما.. * هل تعتقد أن الجمعية تجد الدعم الفعلي من قبل وزارة الثقافة والإعلام وهل هي قادرة على إيجاد القوة للجمعية في حال تم دعم أفكار الجمعية في مسألة حفظ الحقوق؟ - أعتقد ذلك خصوصاً مع وجود معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة وهذا ما لمسناه من سرعة الرد بالموافقة على مقابلته لنا لنتباحث في موضوع الجمعية والآن الدور على الجمعية لتوضح دورها والخدمات التي تقدمها لتستقطب شركات الإنتاج وحالياً نحن ندرس موضوع التأمين الصحي لأعضاء الجمعية المنتسبين لأن المفترض من الجمعية أن تكون بيتاً لكل الفنانين وحصرها على المنتجين أعتقد أنه من الأخطاء السابقة، والمفترض أن تكون الجمعية مع الأضعف وليس الأقوى والمنتجين هم الأقوى في الغالب. الكثير من الخدمات لم تكن متوفرة في الجمعية ومنها تصاريح التصوير وحفظ الحقوق وتوثيق العقود وسنعمل على توفيرها لتعزز من حالة النشاط التي تعيشها الدراما المحلية. * ما هي طموحات عامر الحمود في العام الجديد 2010؟ - طموحاتي كبيرة وكثيرة منها أن تحافظ الدراما السعودية على حضورها القوي في المحطات الخليجية وأن يحرص المنتجون على الجودة فيما يقدمون لكي لا تنتكس الدراما السعودية وتعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى، خصوصاً في مع وجود الأزمة المالية العالمية..