مُفارقة لفتت نظر قرّاء هذه الجريدة ليوم الجمعة الماضي . ففي الصفحة 8 جاء عنوان بحرف مطبعي كبير( بنط عريض ) يقول : خلال الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسيّة . وأدرج الخبر تفاصيل عن موضوع الصحة النفسية في بلادنا . وفى الصفحة 9 ( المقابلة تماما ) جاء موضوع وصور ملونة عن حريق مستشفى الصحة النفسية في بريدة ووفاة عدد من الأشخاص منهم نزلاء وممرضين . صفحة 8 مفرحة لمشاركة بلادنا في اليوم العالمي . و خبر صفحة 9 حزين وكئيب . والخبران خليط من " المضحك المبكي " . آتى إلى عنوان فرعى يقول : القسم المنكوب خال من وسائل الإطفاء . وباب الطوارئ مُغلق . وكاميرات المراقبة معطلة منذ ستة أشهر ( إحصاء دقيق لمدة العطل ..!! ) . ولا أرى نفسي بحل في تقصّي جوانب الموضوع وأبعاده مادام في أيد مختصة ، لكنني ربما وجدتُ لنفسي العذر في القول إذا كنا لم نعتن بإصلاح آلات لمدة ستة أشهر ( قصدي الكاميرات ) فما هو – إذاً – مقياس العناية ببشر .. ! . نُزلاء .. مرضى وممرضين؟ نتحدّث في أقوالنا وتصريحاتنا عن مفردة " استراتيجية " . نقول عنها الكثير في المصاريف والمنشآت المالية ولم تأت في أذهاننا " استراتيجيات الطوارئ والمخارج ، وعند من مفاتيح الأبواب ، التي ربما كانت عاملا مساعدا في المأساة . خصوصا وأن المبنى أو المنشأة ذات تحرّز. وأخيرا جاء في الخبر أن المقر كان واحدا من الأبنية المستأجرة ، ولا أدرى مدى ملاءمته لمنشأة إنسانية كهذه تتحكم فيها ظروف غير عادية واستثنائية تتطلب استعدادات جديّة ليست كبقية المنشآت الحكومية . وتتطلب مهنية من نوع خاص تعرف معنى التركيز على المستجدات والمفاجآت. الذي أُلاحظ أن رعاية بنايات الإيواء – مستشفى صحة نفسية أو غيره - تعتمد على الحظ والصّدف ، أكثر منها على استراتجيات الإخلاء والطوارئ . وكل حادثة من هذا النوع تمرّ علينا كوطن ومواطنين نقول : لعلّ ما حصل أمر مفيد . لكن يبدو جليّا أننا " ننظر في النجوم " وننتظر .