فاصلة : (مكان لكل شيء وكل شيء في مكانه) - حكمة عالمية - كلما رأيت طابوراً تذكرت الفراعنة الذين طبقوا الطوابير في حياتهم اليومية وبالطبع فانا أراه كثيرا هنا في كل مكان.. في المحال التجارية.. وفي انتظار الباص ..وفي انتظار اي شيء تريد انجازه ، ولا بد ان يسألك شخص قادم هل انت في الطابور او لا حتى يأخذ مكانا له ، واخر لو فكرتَ ان تتجاوز الطابور فانه يذكّرك بالتزام الوقوف حسب الترتيب . لا يشابه البريطانيون احداً من اوروبا في التزامهم بالطابور حتى اننا ذات مرة في المعهد رن جرس الانذار فخرج الطلاب على مهلهم في طابور فضحكت المعلمة البريطانية قائلة "حتى في الموت يصطف البريطانيون في طابور " فكرة الطابور تعني الالتزام واحترام الآخر في مضمونها ،ولذلك لا يمكن لشخص غير ملتزم ان يحترم الطابور الا اذا عاش في بريطانيا وصار الطابور جزءاً من عاداته اليومية. هناك دراسة قرأتها منذ فترة قصيرة تشير الى أن البريطانيين ، يعتريهم الغضب أكثر من باقي الأوروبيين بمن فيهم الفرنسيون، في حين تبين أن الاسكندنافيين هم الأكثر هدوءا. وفي دراسة اخرى أجرتها قناة " G O L D" البريطانية الخاصة، وشملت ستة آلاف شخص،جاء الدنماركيون الذين قالوا إنهم يغضبون مرة كل عشرة أيام في أعلى قائمة الهدوء أمام النرويجيين والسويديين والنمساويين ، وتختلف أسباب الغضب من بلد إلى آخر، ففي بريطانيا أكثر ما يثير الغضب هو عدم احترام الطابور (48%) ثم الازدحام المروري، والمغازلات الفاشلة، والجيران غير المؤدبين، ومراكز الاتصالات الهاتفية إلى الخارج ، حسب الدراسة. وبما أنني حتى الآن في مانشستر لاكثر من عام فاستطيع القول إن اسباب غضب البريطانيين متعددة لكن من اهمها اختراق الطابور!