نظرا لحاجة بعض المنتجات الغذائية إلى نوع من الدهن الصلب الذي يحافظ على شكل وقوام المنتج، فالزيوت السائلة أقل ثباتاً ويخشى من سيولتها وانفصالها عن المنتج في درجات حرارة الغرفة العادية أثناء التخزين، أما الدهن الحيواني فلا يصلح للقلي، كما أنه قد يعطي نكهة غير مناسبة للمنتج، وعلى ذلك تم التوصل إلى طريقة هدرجة الزيوت النباتية (السمن النباتي) وقد استخدمت الشركات المنتجة ادعاءات بأنها صحية. إلا أن الدراسات الحديثة ذكرت أن الدهون المهدرجة مضرة بالقلب والشرايين وترفع نسبة الكلسترول، كما ترفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي، ووجد باحثون من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في جامعة جنوب باريس أن النساء اللواتي لديهن أعلى مستويات من الدهون المهدرجة في الدم تتضاعف مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي مقارنة بمن لديهن مستويات أقل، ودرس فريق البحث حالة نساء شاركن في تجربة ضخمة على السرطان في أوروبا من 25 ألف امرأة متطوعة، كما درس الفريق حالة 363 امرأة شخصت إصابتهن بسرطان الثدي، وأظهرت النتائج أنه كلما ارتفعت مستويات الأحماض الدهنية المهدرجة زادت احتمالات الإصابة. وأوصى الباحثون في دراستهم المنشورة في الدورية الأميركية لعلم الأوبئة بالحد من استهلاك الأطعمة التي استخدم فيها الدهون الصناعية المهدرجة. وقد حظرت نيويورك وكاليفورنيا الدهون المهدرجة في المطاعم، وتدرس هذا الأمر كندا وبريطانيا بينما تخلى عدد كبير من شركات الأغذية عنها كمكون غذائي.
