إن مناسبة اليوم الوطني لبلادنا مهمة للتذكير بالانجاز العظيم الذي حققه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- منذ أن بدأ رحمه الله عام 1319 ه بتوحيد الدولة واستكمال تكوينها السياسي مع شروق شمس الاول من برج الميزان عام 1351ه محافظاً على تمسكها بقيمها الإسلامية وتقاليدها العربية الاصيلة، معتمداً على خالقه - عز وجل- ولعل في مقولته المشهورة (لست ممن يتكئون على سواعد الغير في النهوض والقيام، وإنما اتكالي على الله ثم على سواعدنا يتكىء الآخرون ويستندون - إن شاء الله) خير دليل على جهاده لبناء دولة متماسكة وقوية. وفي ظل توحيد البلاد تحقق لأهلها ما تحقق من أمن وطمأنينة، كما تحققت - بفضل الله - بدايات نهضة إصلاحية في مختلف المجالات؛ حتى أصبحت تلك البدايات هي القواعد الثابتة للنهضة الحضارية ثم أخذ أبناؤه من بعده ملوك هذه البلاد على مواصلة المسيرة بكل قوة وعزيمة واستطاعوا بناء الدولة العصرية القوية واستطاعوا أن يجعلوا لهذه البلاد مكانه في العالم. إنّ ما تحقق في المملكة من نهضة بقيادة ملوك هذه البلاد يرجع إلى الرسالة التي حملها الملك عبد العزيز رحمه الله على عاتقه وسلّمها لأبنائه قادة هذه البلاد، أدى إلى إرساء الحكم على قواعد ثابتة وسليمة أكسبت الناس جميعاً حب قيادتهم وبناء هذه الدولة على أسس قوية. ولعل هذا اليوم يذكِّرنا دائماً بأهمية الحفاظ على مكتسبات الوطن وأن تتكاتف الجهود خلف القيادة، فالوطن هو الحب وهو العطاء وهو التضحية وهو الإحساس بالمسؤولية واحترام حقوق التربة التي نبتنا فيها وعشنا عليها. *عميد كلية العلوم والآداب بشقراء- المشرف على كلية العلوم الصحية للبنات