شقراء قاعدة إقليم الوشم وقلبه النابض، كانت لها مكانة تجارية كبرى في بداية القرن الماضي، حيث أخذت سمعة ذائعة الصيت سواء داخل المملكة أو خارجها، وكان لها شهرة تجارية عظيمة مع الهند وسوريا والعراق من خلال تجارها الذين جابوا مختلف الأقطار في سبيل التجارة، وليس بأدل من ذلك أن من أبناء شقراء عبدالرحمن ابن منيع، التاجر المعروف في الهند، والذي قال عنه معالي الشيخ د.محمد بن سعد الشويعر في كتابه "شقراء مدينة وتاريخ": اخبرني معالي المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع بأنه رأى في العاصمة الهندية بومبي شارعاً لازال يحمل اسم منيع ستريت(mene street)، والذي بدأ تجارته بتجميع الخيول وتجارتها في شقراء، ومن ثم نقلها لتباع في أسواق الهند. وكان في شقراء ثلاثة أسواق: 1- سوق المجباب: وهو سوق صغير به عدد من المحلات(دكاكين) يقع وسط البلدة القديمة، وخصص لبيع الخضار والتمور والمصنوعات اليدوية والمشغولات الأخرى، والعطارة وغيرها من مستلزمات الغذاء والدواء، وكان النساء أكثر مرتادي هذا السوق، لسهولة وصولهن إليه ولخصوصيته، وقد قال الشيخ محمد البواردي عن هذا السوق : إنما المجباب كالهند لنا..كلما رمنا به شيئا حصل تجد الرمان والقثاء به ..مع بيض ودجاج وبصل 2- سوق القطعة: وهو سوق مخصص لبيع اللحوم، وبه عدد من المحلات للجزارين، وفي هذا السوق يباع الجلد والصوف والوبر وغيرها من المنتجات الحيوانية. 3- السوق الرئيسي: أو ماكان يسمى بسوق المجلس، أو السوق الكبير، وبه أكثر من ثمانين محلا، يعمل فيه صغار التجار والسماسرة وبائعو التجزئة، أما كبار التجار والموردون والمصدرون والمتعاملون مع الهند والخليج والعراق والشام ومكه، فهؤلاء يشرفون على بضائعهم وشرائها وبيعها في بيوتهم ومجالسهم الخاصة، ومع ازدحام السوق بالباعة والحاجة للزيادة، بنيت محلات إضافية زادت على المائة محل، حيث اخذ السوق شهرة واسعة وازدحم بالباعة والدلالين، وهو ما دعا إلى بناء سوق آخر. 4- سوق حليوة: وهو سوق مجاور لبستان اسمه حلوة، ولعل تسمية هذا المكان قد أخذ مصغرا مما يجاوره، وقد بني عام 1350ه تقريبا، وهو سوق كبير وواسع زادت محلاته على المائة محل، تنوعت فيه التجارة الداخلية والخارجية، بل إن الدولة العثمانية كانت تشتري خيولها أو جمالها منه، وهذا مما يدلل على مكانة شقراء التجارية التي كانت تتمتع به في الجزيرة عامة. باب الثقاب الغربي المؤدي إلى المدينة واجهة سوق حليوة الشمالية