ما سلكت الطريق الواصل بين جدةومكةالمكرمة ذهاباً وإياباً إلا تذكرتُ مطار مكة الذي كاد أن يصبح حقيقة ماثلة، ثم تحوّل حُلُماً وأمنية تراود عاطفة كل مسلم وقادم إلى المشاعر المقدسة. لقد غمرت مشاعر الفرحة قلب كل من ينوي زيارة مكة حاجاً أو معتمراً من المسلمين المنتشرين في نواحي المعمورة، وذلك حينما حملت الأنباء منذ سنوات أن هناك دراسة جادة لإنشاء مطار ضخم قريب من مكة في مساحة واسعة مستوية خالية من الجبال تسمى بالساحل، يكون بوابة لدخول الحجاج والمعتمرين والزائرين القادمين جوا،. إن تيسير أمور الحجاج والمعتمرين وشؤونهم مطلب ديني وإنساني، ولن يتحقق ذلك كله إلا بإنشاء مطار خاص لمكةالمكرمة، تحول إليه جميع رحلات المسافرين إلى البلد المقدس من حجاج ومعتمرين وزائرين، ويستخدمه سكان مكة وما يحيط بها من قرى وضواح، وهي كثيرة، ومن أهم ما يدعو إلى إنشائه: تخفيف الزحام على طريق جدة - مكة في موسم الحج ومواسم العمرة، والاقتصاد في استخدامه على من يقدمون إلى الحج والعمرة بحراً. تخصيص مطار للمسلمين يسهل إجراءات القدوم والمغادرة، ولاسيما في موسم الحج. القادمون إلى الحج والعمرة في ازدياد مستمر كل عام، ويترتب على هذه الزيادة المطردة تضاعف مشكلات السفر من جدة إلى مكة. المطار المنتضر سيشهد حركة واسعة من المسافرين منذ افتتاحه، تزداد عاماً بعد عام. مطار مكة لا يعد منافساً لمطار الملك عبدالعزيز في جدة، بل يعد شقيقاً ورداء له، يخفف من وطأة الزحام عليه في المواسم، ثم إنهما في بلد واحد. عند تشغيل المطار ستحل مشكلة ماثلة يعانيها القادمون جواً إلى الأراضي المقدسة، وفي غياب الحل (المطار) تتفاقم المشكلة، وتعمق والتخطيط والتجهيز للمستقبل في جميع شؤون الحياة ضرورياً لتلافي ما يأتي بعد ذلك من عوائق وعقبات يصعب حلها، أو تكون كلفتها عالية. عند افتتاح مشروع كبير، أو معلم حضاري كالمطار تتاح الفرصة لتوظيف طائفة من الشباب السعودي الذين هم في حاجة ماسة إلى العمل المناسب، وإيجاد مجالات عمل لكثير من المواطنين في النقل والترحيل. تقارب المطارات ظاهرة عالمية نجدها في كثير من بلدان العالم المتقدمة ذات النشاط التجاري والسياحي، وتستقبل المملكة كل عام من الحجاج والمعتمرين أكثر مما تستقبل أي دولة في العالم من السياح.