هذه الأيام هي أيام الإنتاج الدرامي واخباره استعدداً للعرض في موسم الإنتاج السنوي الوحيد (شهر رمضان المبارك) ولهذا نقرأ في كل يوم خبرا عن عمل من الأعمال ومن هم نجومه وماذا أنجز وما هي الصعوبات التى تواجهه؟ وما أن ينشر الخبر حتى تنهال أحكام القراء من خلال تعليقاتهم التي تنشر عبر النسخة الإلكترونية للصحيفة وتتنوع الأحكام وفق درجة إعجاب القراء بالأسماء المشاركة فمنهم من يعلق "مسلسل فاشل - اغسل يدك" والبعض الآخر يقول "مسلسل رائع - أكيد ناجح".. ولكن الملاحظ أن نسبة من يحكمون بالفشل تفوق بشكل كبير من يتوقعون النجاح. ويبقى لنا الاستغراب من إصدار الأحكام المسبقة على النجاح والفشل لمجرد نشر خبر عن المسلسل الذي لم يعرض بعد. في الحقيقة من الخطأ أن يتم الحكم على أي عمل قبل مشاهدته ولهذا أعتقد أن الحكم على الأعمال من مجرد الأخبار فيه الكثير من الإحباط للمشاركين في هذه الأعمال - هذا إذا كانوا يتابعون التعليقات -. مع ذلك تبقى لتعليقات القراء أهمية كبرى لأنها بمثابة رصد استبياني لتوقعاتهم ولكن أن تتحول التوقعات إلى أحكام مسبقة فذلك أمر آخر. تعليقات القراء هي ترمومتر المسؤول والكاتب والمخرج والمنتج والممثل وعندما أتاحت الصحف للقراء التعليق على ما ينشر عبر نسخها الإلكترونية وبدرجة كبيرة من الحرية (الرياض تحظى بالسبق في هذا) أصبحنا نتعرف على آراء الناس فيما ينشر وفيما يكتب وأصبحنا نعرف حجم متابعتهم واهتماماتهم وأصبحت الجريدة ترصد الأكثر مشاهدة والأكثر تعليقاً لتتعرف على ما يهم القراء في المقام الأول، وأصبح الكاتب يجد التقييم على ما يكتب على مدار 24 ساعة من نشر مقاله فيعرف إن كان قد وفق أو أخفق فيما كتب عبر قياس نسبة المؤيدين والمعارضين ولهذا إن عدنا إلى تعليقات القراء على الأعمال التى تنتج ولم تعرض نجد أن الأحكام مستعجلة وعلى أصحابها التريث حتى المشاهدة. ولكن لو اخذنا هذه التعليقات من وجهة الحكم على ما عرض في السابق سنجد أن الغالبية لا تثق في إنتاجنا المحلي وتعتقد أنه لم يحقق طموحاتها وهذا أمر يستحق الاهتمام به والاستفادة منه. نتمنى أن نرى لإنتاجنا المحلي حضوراً مميزاً هذا العام ونتمنى أن تتجاوز مسلسلاتنا الكثير من السلبيات التي قدمت في العام الماضي وما سبقه فإن حدث هذا فهي ولا شك تهتم بالمشاهدين وآرائهم وإن استمرت على حالها فهذا يعنى أنها لا تسمع إلا صوت نفسها. من فرسان الرهان في هذا العام؟. الحكم بعد المشاهدة..