واللبتة والأفغنة والشرقنة والغربنة قلت للسائل لا. لكني تذكرت لعبة على نفس الوزن في الديرة. «قولوا لذي من شان ذي ترفع بذي وتحط ذي. ومع أنه لم يفهم، إلا أنه ضحك. وقال كأن الأشياء مرتبة منذ زمن بعيد. قلت له اسمع: هذه أجمل وقد تفهمها. وإلا ترجمتها لك إلى الفصحى أو الفرنسية. يا ويلكم مقبلات أيام: عسرة وفيها حموضية هذي السنة نبكي زمان العام: والدايرة نبكي على ذيه قال: أهكذا تتكلمون في الجزيرة العربية؟. ونعرف أكثر. قلت له. كان السائل قد طلب مني مرة توقيعاً على بيان من أجل مناصرة دارفور. ولا أذكر إن كنت وقعت أم أن مناصرة الغرب ورائحة الثروات التي تختزنها دارفور قد منعتني من التوقيع. قال: والآن بعد السودنة هل ستوقع؟ قلت: لا بعدها ولا قبلها. قال هل من الممكن أن تعيد علي قراءة تلك الحموضية؟ أعدت قراءتها. كان يسجل صوتي. أسمعني ذلك النشيد. قلت له يا أخي «فك فينا» كم توقيعاً قتل صاحبه. قال: ألا توقع بعد أن قتلوا ثلاث مئة ألف إنسان. قلت: أهل السودنة لا يعترفون إلا بعشرة آلاف. والفرق كبير كما ترى. أقسم لي بأن القتلى يفوقون ثلاث مئة ألف. كدت أقسم له أن القتلى بالملايين في السودان وغيرها. لكني خشيت أن يقول: وقع مادمت تعرف وتعترف. ساد صمت بيننا بعد أن دخل طرف ثالث على الخط. ونسيت السودنة، في انتظار مجازر جديدة. ولن أوقع.