نفى عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، رئيس بعثة الحج الصينية مصطفى يانغ تشي بوه وجود تأثير لمنظمة القاعدة أو المنظمات الأخرى التي تمارس الإرهاب باسم الإسلام بين المسلمين الصينيين. وقال ل"الرياض" إن المسلمين الصينيين ضد الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها ولا يؤيدون هذا النوع من الأعمال لأنهم يدركون جيدا أن الإسلام دين السلام والمحبة وليس دين الإرهاب. وأضاف أن المشكلة التي يواجهها مسلمو الصين تتمثل في منظمة تركستان الشرقية حيث تتسبب هذه المنظمة بالكثير من المشكلات للحكومة والمجتمع الصيني، بسبب أعمالها الإرهابية التي تعود إلى أسباب سياسية وليست دينية لرغبتها في الانفصال عن الصين رغم ارتباطها التاريخي بها منذ القدم، والمسلمون الصينيون يؤيدون موقف الحكومة من هذه المنظمة لأنها تسيء للإسلام والمسلمين في الصين. وأكد مصطفى أن الحكومة الصينية وأدت بعض الحملات الإعلامية الداخلية التي حاولت الإساءة للإسلام والمسلمين بعد أحداث 11سبتمبر وصادرت بعض المطبوعات، كما أنها رفضت الحملات الغربية التي حاولت المساس بالإسلام، بعد التقارير التي رفعتها الجمعية الإسلامية الصينية ضد تلك الحملات، حيث تجاوبت الحكومة بشكل كبير معنا حفاظا على حقوق المسلمين الذين يعتبرون من الأقليات الدينية، واستمرار تعايش المجتمع الصيني مع بعضه بمختلف أديانه وفئاته. وأشار مصطفى إلى أن المسلمين الصينيين حظوا باهتمام كبير من الحكومة بعد أحداث 11لأنها تعرف جيدا أن ذلك العمل الإجرامي لا يمثل الإسلام والمسلمين، كما أن الجمعية الإسلامية الصينية انطلقت بعد تلك الأحداث في تنظيم حوارات وندوات ولقاءات عديدة للتعريف بحقيقة الإسلام في المجتمع الصيني الذي يدعو إلى السلام والتسامح. ونوه مصطفى بالاستقبال الكبير الذي حظي به الحجاج الصينيون لدى وصولهم المملكة، مشيدا بالخطط التي يشهدها موسم الحج في كل عام من خلال التنظيم الجيد الذي يتطور سنة بعد أخرى للقضاء على السلبيات والمشكلات وتيسير أمور الحجاج. وأكد مصطفى أن المسلمين الصينيين يحظون باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ زيارته الأخيرة للصين حيث حرص على لقاء ممثلي المسلمين الصينيين والحديث معهم، والتبرع السخي بقيمة 5ملايين دولار لإقامة مركز ثقافي إسلامي يجري العمل على إنشائه حاليا. ووصف مصطفى الأوضاع الاقتصادية للمسلمين الصينيين بالجيدة، خاصة أن الحزب الشيوعي الصيني عقد قبل عدة أشهر اجتماعا بهدف تطوير الأرياف والقرى الصينية وتضييق الفارق الكبير في التنمية بين المدن والأرياف، وهذا سيساعد كثيرا على تحسين أوضاع المسلمين، حيث يتواجدون بكثرة في هذه الأرياف ويمارس 65% منهم مهنة الزراعة، حيث رأت الحكومة أن مناطق المسلمين لم تحظ سابقا بالتطوير والتنمية لذلك قررت التوجه إليها في خططها المستقبلية. واعتبر مصطفى أن أهم أهداف الجمعية الإسلامية الصينية مستقبلا استمرار الحوار والنقاش بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الصيني لتعريفهم بمبدأ التعايش والاندماج مع الغير الذي يدعو إليه الإسلام. من جهته نفى نائب مدير إدارة شئون الإسلام في الحكومة الصينية يوسف ماجد منع الحكومة الصينية المسلمين من أداء مناسك العمرة مؤكدا أنها تؤمن بحرية الأديان وحرية ممارستها، غير أن التكاليف الكبيرة للحج أو العمرة تجعل المسلمين الصينيين يفكرون في أداء مناسك الحج والعمرة في رحلة واحدة، كما أنهم ينظرون إلى الحج كفريضة أما العمرة فهي سنة لذلك يفضلون أداء الفريضة على حساب السنة. وأشار يوسف إلى أن الحكومة تدعم المسلمين الصينيين وتساعدهم على أداء الحج من خلال التنسيق مع الجمعية الإسلامية الصينية من خلال منحها الغطاء الشرعي والقانوني للعمل على مساعدة المسلمين لأداء الحج. وأكد أن الحكومة تعتبر الحج تظاهرة كبيرة، لذلك تقدر مصلحة الأديان في الحكومة الحج وتقوم بالإشراف على تنظيم الحملات حتى توفر للحجاج كافة التسهيلات الممكنة. يذكر أن عدد المسلمين في الصين يبلغ 22مليون نسمة، ويقدر عدد الذين يعتنقون الإسلام في الصين بأكثر من 1000رجل وامرأة سنويا، ويوجد نحو 35ألف مسجد حيث تساهم الحكومة في صيانة وترميم البعض منها. وكانت أول بعثة حج صينية قدمت للمملكة عام 1986وبلغ عدد أفرادها 40فردا في حين بلغ عدد الحملة الحالية 12ألف حاج وحاجة يمثل النساء 45% والرجال 55% وتساهم الجمعية الإسلامية الصينية بنحو 10% من تكاليف الحج للأفراد التي تقدر بنحو 4آلاف دولار، في حين تتكفل الحكومة الصينية بميزانية البعثة الرسمية ومصروفاتها كاملة.