بثت قناة CNN الأمريكية في نشرة أخبارها الأسبوع الماضي تقريراً حول صعوبة ممارسة الرياضة للفتيات السعوديات بشكل علني وأن المجتمع لا يزال يرفض فكرة ممارسة المرأة للرياضة في الأماكن العامة أو بالمدارس والجامعات، حيث قام المراسل بإجراء تقرير ميداني في محافظة جدة، التقى فيه بعدد من الفتيات السعوديات المنتميات لفريق (جده يونايتد) وهن يمارسن رياضة كرة السلة في أحد ضواحي المدينة مرتديات اللباس الرياضي وبعضهن وضعن على رؤوسهن الحجاب في صورة تجسد أن الحجاب ليس عقبة أو حاجزاً لممارسة المرأة حريتها في حياتها العامة. اللافت أن الفتيات السعوديات اللاتي ظهرن في التقرير كن واثقات في الحديث مع المراسل وظهرن بأسمائهن الصريحة لم يخشين من الظهور أمام الكاميرا والإعلان عن ممارستهن للرياضة. هذا التقرير ليس الأول ولن يكون الأخير الذي تسعى من خلاله وسائل الإعلام العالمية والعربية أيضاً (صحافة وتلفزيون ووكالات أنباء) إلى تسليط الضوء على المجتمع السعودي حيث سبقها العديد من المواضيع كقيادة المرأة للسيارات وفضائح البلوتوث وطرق مغازلة الفتيات في الأسواق وغيرها من المواضيع الاجتماعية البحتة والتي يعتقد بعض السعوديين أنها مواضيع تافهة ولا تستحق الطرح الإعلامي. أما هذه الأيام فلا تزال وسائل الإعلام تطرح تساؤلاً في عدم مشاركة النساء السعوديات في الألعاب الأولمبية، ومن أبرزها تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لقناة NBC الأمريكية والتي عبرت عن رغبتها في رؤية المرأة السعودية تشارك في دورة الألعاب الأولمبية مستقبلاً، معربة عن تطلعها لهذا اليوم بفارغ الصبر، ومتمنية أن ترى فيه رياضية سعودية ضمن الوفد المشارك في حفل افتتاح الأولمبياد. يبدو أن وزيرة الخارجية لا تعلم أن السعوديات لا يمارسن الرياضة في المدارس والجامعات حتى الآن والرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تمنح تصريح إنشاء ناد رياضي (نسائي)، فلا توجد مراكز رياضية خاصة رسمية لممارسة الرياضة وتخفيف الوزن و- إن وجدت - فإنها تكون تحت ستار مركز طبي أو فندق، وإحدى الجامعات الحكومية ألغت ماراثون لطالباتها داخل السور الجامعي للبنات قبل إقامته بساعات بسيطة، فكيف تتمنى أن تشارك في الأولمبياد على هذا الواقع. كنت أتمنى أن يعرض هذا التقرير أو الموضوع على أحدى شاشات قنواتنا التليفزيونية المحلية ولا أن يتم مناقشته عبر وسائل إعلام عالمية ويتم تضخيمه على أنها (مشكلة كبيرة) تعاني منها المرأة السعودية وتصبح موضع سخرية أو تهكم المجتمع العالمي وتعكس صورة غير واقعية عن المرأة السعودية والنجاحات التي حققتها علمياً وعملياً على المستوى المحلي والعالمي أمثال الدكتورة حياة سندي الباحثة في مجال التقنية الحيوية والتي دعتها وكالة ناسا الأمريكية للفضاء للعمل فيها والدكتورة ثريا عبيد المدير التنفيذي لأنشطة الأممالمتحدة السكانية ووكيل أمين عام الأممالمتحدة وغيرهن الكثيرات من المبدعات عالمياً، وفي الوقت نفسه لن نستطيع أن نمنع الإعلام الدولي من مناقشة قضايانا وتسليطه الضوء على قشور مواضيع تهدف للإثارة، ولكن في المقابل نلوم إعلامنا المرئي الذي يغط في نوم عميق ويتجاهل مناقشة قضايا مجتمعنا داخلياً حتى وإن كانت بسيطة قبل طرحها عالمياً وعربياً.