الحب كان في قديم العهد نسج من الهوى الموثوق تجسده الحركات والإيماءات وتجمله كلمات الشعر التي يطلقها الشعراء الذين عرفوا بأنهم أهل للحب والهوى. العصر الجاهلي كان مسرحاً واسعاً لكثير من الإرهاصات التي شهدت عبرات الحب ونظراته. مقالي البسيط لا يتسع لذكر تلك الأشعار والمطالع التي تعارفنا عليها في قديم وحديث. ولكن المحك في ذلك هو النتاج الذي أظهره العصر الجاهلي من جنون ومحامد وغرائب. ولعل عنزة من أبرز الشعراء الجاهليين الذين رسموا الحب كما وكيفياً حيث كانت كلماته الرنانة وفروسيته الشامخة والمزيج الجيد الذي خرج منهما وثاق جميل لتعريف أصالة الحب في ذلك الزمن. ويدور الحب في أفلاكه وتأتي بعد ذلك العصور الأدبية الطوال المتلاحقة.. من صدر الإسلام والأموي والعباسي وغيرها من العصور التي بزغت بها شمس الحب. تعد الحقب في تلك العصور أرضاً خصبة لفعالية الحب وأنموذجاً صالحاً لخلق الحب وبطريقة صالحة. ومن تلك الفترة ازداد الحب شيوعاً في كاف الأنحاء وأضحي الملاذ الذي لا يضام. - جدة