«أمانة المدينة» تعلن عن توفر عدد من الوظائف‬ للرجال والنساء    نائب وزير الخارجية ونظيره الكولومبي يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    أسرتا باهبري وباحمدين تتلقيان التعازي في فقيدتهما    رئيس "الغذاء والدواء" يلتقي شركات الأغذية السنغافورية    الوحدة يحسم لقب الدوري السعودي للدرجة الأولى للناشئين    «حرس الحدود» ينقذ مواطنًا خليجيًا فُقد في صحراء الربع الخالي    الرياض: الجهات الأمنية تباشر واقعة اعتداء شخصين على آخر داخل مركبته    اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب    أرمينيا تتنازل عن أراضٍ حدودية في صفقة كبيرة مع أذربيجان    سلام أحادي    تجمع مكة المكرمة الصحي يحقق انجاز سعودي عالمي في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2024    حائل.. المنطقة السعودية الأولى في تطعيمات الإنفلونزا الموسمية    المرور بالشمالية يضبط قائد مركبة ظهر في محتوى مرئي يرتكب مخالفة التفحيط    نوادر الطيور    التعريف بإكسبو الرياض ومنصات التعليم الإلكتروني السعودية في معرض تونس للكتاب    وفاة الممثل المصري صلاح السعدني    وزير المالية يعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن النتائج الرئيسية لاجتماعات اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية    موعد مباراة السعودية والعراق في كأس آسيا تحت 23 عامًا    «القوى السعودية» تحصد تسع ميداليات في رابع أيام الخليجية    استبعاد الحمدان إشاعة.. ونيفيز يعد بالتأهل    النصر يفقد لويس كاسترو في 4 مباريات    أمير عسير يتفقد مراكز وقرى شمال أبها ويلتقي بأهالي قرية آل الشاعر ببلحمّر    مدرب الفيحاء: ساديو ماني سر فوز النصر    المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي وفقًا لمؤشر ستانفورد الدولي 2024    ضيوف الرحمن يخدمهم كل الوطن    الرمز اللغوي في رواية أنثى العنكبوت    بطاقة معايدة أدبية    وزارة الخارجية تعرب عن أسف المملكة لفشل مجلس الأمن الدولي    اكتشاف خندق وسور بجدة يعود تاريخهما إلى القرن 12 و13 الهجري    السديري يفتتح الجناح السعودي المشارك في معرض جنيف الدولي للاختراعات 49    إخلاص العبادة لله تشرح الصدور    أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله    "الرياض الخضراء" يصل إلى عرقة    كلوب: ليفربول يحتاج لإظهار أنه يريد الفوز أكثر من فولهام    ضبط مقيم بنجلاديشي في حائل لترويجه (الشبو)    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة    مساعد وزير الدفاع يزور باكستان ويلتقي عددًا من المسؤولين    متحدث الأرصاد: رصد بعض الحالات الخاصة في الربيع مثل تساقط البرد بكميات كبيرة.    "أبل" تسحب واتساب وثريدز من الصين    بينالي البندقية يعزز التبادل الثقافي بين المملكة وإيطاليا    الزبادي ينظم ضغط الدم ويحمي من السكري    السينما في السعودية.. الإيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال.. وبيع 61 مليون تذكرة    التلفزيون الإيراني: منشآت أصفهان «آمنة تماماً».. والمنشآت النووية لم تتضرر    الشاب محمد حرب يرزق بمولوده الأول    مسح أثري شامل ل"محمية المؤسس"    النفط يقفز 3%    "الجدعان": النفط والغاز أساس الطاقة العالمية    فوائد بذور البطيخ الصحية    السودان.. وخيار الشجعان    «سلمان للإغاثة»: اتفاقية لدعم برنامج علاج سوء التغذية في اليمن    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوسعة جائزة ومجزية شرعاً والمشروع خدمة كبرى للإسلام والمسلمين
علماء الأمة في مداخلات عن توسعة المسعى:
نشر في الرياض يوم 24 - 06 - 2011

كثيرة هي الأعمال الجليلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين، لكن رعاية وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والعمار والزوار وتأمين سلامتهم وراحتهم تبقى الأولوية التي لا تسبقها أولوية في اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ وذلك امتداداً لاهتمام والده الملك عبدالعزيز وإخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعاً- ووفاء بالأمانة المقدسة وشرف التكليف.
ومثلما تصدى خادم الحرمين الشريفين لهموم الأمة الإسلامية وقضاياه الكبيرة، فقد انشغل - أيده الله - بالصعوبات التي أصبح يواجهها ضيوف الرحمن في مناطق أداء المناسك في مواسم الذروة؛ وذلك بسبب الزيادة الهائلة في أعداد الحجاج والعمار والزوار والتي تجاوزت سقف المليوني حاج في المواسم الأخيرة، وقد تسبب هذا الازدحام في حوادث وكوارث، وعانى ضيوف الرحمن من كبار السن والعجزة والمرضى الكثير، فكان من الضروري لولي الأمر البحث عن حلول تيسر على المسلمين أداء مناسكهم وتحفظ أرواحهم، فجاءت سلسلة مشروعات التوسعة والتطوير في منطقة المشاعر في "منى" ثم توسعة المسعى.
وهذا المشروع الأخير تطلب بحثاً فقهياً موسعاً من العلماء وطلبة العلم أكد جواز التوسعة، وكشف الكثير من المعلومات التي غابت عن بعض من خاضوا في هذا الشأن، عن جغرافية منطقة الصفا والمروة وتاريخها، غير أن ذلك النقاش أفاد كثيراً في تبيان أهمية هذا المشروع ومشروعيته بالأدلة القطعية وجواز السعي في المسار الجديد للمسعى، كما أوضح ذلك عدد كبير من العلماء والمؤرخين من داخل وخارج المملكة؛ والذين نورد في الصفحات التالية بعضاً من مداخلات خاصة لمجلة "اليمامة" حول هذا الموضوع المهم الذي يهم كل المسلمين.
خطوة مباركة
في البداية تحدث الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء في السعودية فثمن هنا الجهد العظيم الذي بذله ويبذله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة بيوت الله عموماً وخدمة الحرمين الشريفين خاصة وكذلك المشاعر المقدسة.
وأثنى فضيلته على فكرة إقامة المسعى الجديد لداعي الحاجة إلى ذلك، بل الحاجة ملحة نظراً لكثرة تزايد أعداد المسلمين.
وعما يثار حول شرعية المسعى الجديد أكد الشيخ ابن جبرين بقوله: لقد حججت قبل ستين سنة والمسعى أكبر بكثير مما هو موجود الآن وجبل الصفا وجبل المروة ممتدان شرقاً لكني لا أعرف قدر هذا الامتداد ولا إشكال عندي في السعي فيه.
وختم حديثه بقوله: أسأل الله لخادم الحرمين الشريفين التوفيق والعون، وأن يجزل له الأجر نظير ما يبذله لهذه الأماكن المقدسة.
كما تحدث لليمامة فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء موضحاً أن توسعة المسعى وفق ما هو داخل في محيط ما بين الصفا والمروة خطوة مباركة تقتضيها الحال والضرورة وتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين، حيث إن هذه الزيادة لا تخرج عن أن تكون بين الصفا والمروة، حيث ثبت ثبوتاً شرعياً بشهادة أكثر من عشرين شاهداً كلهم يشهدون بامتداد جبلي الصفا والمروة نحو الشرق بما هو أكثر من الزيادة التي عزم عليها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وبناء على هذا فإن السعي في هذه الزيادة سعي صحيح؛ لأنه سعي بين الصفا والمروة، والله سبحانه وتعالى قال: {فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يتطوف بهما} أي بين الصفا والمروة وقد انتهى والحمد لله الإشكال الذي كان لدى بعض إخواننا طلبة العلم، حيث ثبت ثبوتاً شرعياً أن هذه الزيادة زيادة الملك عبدالله - حفظه الله - لا تخرج أن تكون بين الصفا والمروة والحمد لله على توفيقه.
إن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو نتيجة شعوره بضرورة أن يكون خادماً للحرمين الشريفين؛ ولهذا نرى جهوده وجهود حكومته الموفقة في سبيل خدمة حجاج وعمار بيت الله الحرام والسهر على راحتهم خدمة نرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلها في موازين حسناته وأن يوفق المسؤولين في حكومتنا الجليلة إلى ما فيه أسباب أن يدافع الله عن هذه البلاد وأهلها تحقيقاً لقوله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}.
استيفاء الأدلة الشرعية
وامتدح معالي الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء مشروع توسعة مشعر المسعى العملاق مبيناً استيفاء المسؤولين عنه الأدلة الشرعية، والعلمية والتطبيقية، والخبرات المحلية، وتوثيقها توثيقاً شرعياً.
وأوضح أبو سليمان أن شعيرة السعي متعلقة بجبلي الصفا والمروة كما في الآية الكريمة {إن الصفا والمروة من شعائر الله} "البقرة:158" فكل ما يصدق عليه أنه جزء من جبل الصفا، وجبل المروة فهومناط الحكم الشرعي المخصوص بالسعي.
مبيناً في هذا السياق أنه لا معنى لالتزام الحدود الضيقة الموجودة حالياً في البناء القديم ومطابقته له في التوسعة الحديثة، في حين أن الحقيقة الشرعية تتسع لأكثر من الموجود اتساعاً دون مساس بالشعيرة، وفي هذا تيسير للأمة على أداء هذه الشعيرة، وهو الهدف المنشود من هذه المشاريع الضخمة.
الضرورة تقتضي التوسعة
ويرى فضيلة الشيخ الدكتور صالح السدلان أن القضية سببها أن بعض المشايخ ربطوا المسعى بامتداد جبل المروة يميناً وشمالاً وجبل الصفا، وهذا الارتباط ما ينبغي أن يكون، بل ينبغي أن يكون المبدأ أولاً التيسير، وثانياً: مبدأ التوسعة، فهل نقول بأن التوسعة للحرمين هذه توسعة باطلة وأن ما حدث من التوسعة لا يكون ضمن الحرم؟! من المعروف عن أهل العلم في طبقات الأرض أن الجبال غائرة في الأرض جداً ولها قاعدة عريضة كبيرة ونحن إذا أقبلنا على المروة وإذا نحن في صعود من قبل 20متراً وإذا أقبلنا على الصفا كذلك أليس هذا هو الوادي ومكان السعي لم يتغير أصله، وأن أصله باق، فلماذا نصد عن هذه القضية ونرتبط بشيء نحتاج فيه إلى شهادة وإلى أمور أخرى كثيرة.
وأضاف الشيخ السدلان قائلاً: أنا أقول لا يكون المناط طول المروة وعرضها وغير ذلك لأنه ليس لدينا نص وإنما الذي لدينا هو الحاجة، بل الضرورة القصوى في وجوب توسعة المسعى وإن كان هناك البعض يقول يحل ذلك بالأدوار لكن حلها بالأدوار وبالتوسعة التي حصلت هذا هو الذي يتفق مع قواعد الشريعة من ناحية، ويتفق مع التيسير على الناس، ويتفق أيضاً مع زيادة الحجيج في مستقبل الأيام. ومن ثم أقول بأنه ينبغي أن يكون للناس كلام يتفق مع الحاجة، بل مع الضرورة، بل مع الشريعة وسماحتها والله أعلم.
التوسعة شرعية
ويقول د. سعود الفنيسان في مداخلة لليمامة: إن عرض المسعى فيه اختلاف كبير. فقد ورد قديماً عن الإمام مجاهد بن جبر رضي الله عنه عن تميم بن عباس أنه قال إن هذا "المثيل" (أي بطن الوادي) كان منخفضاً محل المثلين وأن المسعى كان أضيق مما كان في عهد النبي أي بعد 100سنة أصبح أضيق مما كان عليه في عهد النبي ثم ذكر بعض المؤرخين بعد 600سنة تقريباً في عهد الإمام ابن كثير وقال بعض العلماء إن بطن المثيل (الوادي) محل الرمل أنه أوسع أو توسع فيه الناس أكثر مما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذان النصان يدلان على أنه لا حد لعرضه، مرة في الزمان يضيق ومرة في الزمان يتسع ثم لم ينص أحد من أهل العلم قديماً أو حديثاً إطلاقاً ولا في أي مذهب من المذاهب على تحديد عرض المسعى، كل ما يقولونه لا بد من الطواف في (مسامته الجبلين) أي مقابلة الجبلين لا يخرج عن محاذاة الجبلين في سعيه جبل الصفا وجبل المروة وهذا هو عين الحق وهذا هو نص الآية.
ورد عن بعض العلماء كالإمام الشافعي المتوفى سنة 1010أو 1008ه عندما سُئل عن عرض المسعى فأجاب لم أجد له عند أصحابنا أي الشافعية ذكراً، ولعله لم يذكروه "أي لم يحددوا عرضه"، لعدم الحاجة إليه، ثم كان المسعى إلى وقت قريب قبل التوسعة السعودية وقبل البناء السعودي كان هناك بيوت وأسواق ومنازل، وكان فيه بيع وشراء والناس يتخللون في سعيهم بين هذه الأزقة وبين الأسواق والمنازل المبنية على جانبي المسعى وفي وسطه أحياناً، فمثلاً دار آل شيبي سدنة الكعبة ودار الأغوات هذه كانت جزءاً منها كبير في وسط المسعى، فلما أمر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بإدخال التوسعة في المسعى ذهبوا إلى المحكمة لتعويضهم عن ذلك سألوهم في المحكمة ما الدليل على ذلك، فحددوا دورهم كذا، وسألوا الأغوات قالوا ليس عندنا صكوك وإنما هذه دور آبائنا منذ 800، ومعلوم أنه في عهد المهدي العباسي في سنة 164ه وفي سنة 148وسع المسعى والمسجد مرتي، ووسع في عهد كثير من الخلفاء، ثم إلى العهد السعودي وكان آخرها التوسعة التي هي الآن على عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- وسوف يكون المسعى من أربعة أدوار وهذا شيء جيد توسعة على المسلمين، وفي الوقت ذاته لم يخرج عن الدلالة الشرعية بحال من الأحوال هذا أمر.
الأمر الآخر ينبغي للناس أن ينتبهوا له أن الجبلين ممتدان بشهادة الشهود وبالمعرفة الجغرافية لدى أهل الخبرة والمعرفة الجيولوجية فيما يتعلق بالجبال، فمعلوم في الجيولوجيا على وجه الخصوص أن أي جبل ظاهر على سطح الأرض فإن عرضه وارتفاعه ثلثاه في داخل الأرض وثلثه هو البارز، وشهادة الشهود دونت في المحكمة على أن بيوتهم كانت على الصفا وأنها كانت على المروة وهي ممتدة خاصة في المروة إلى 25متراً باتجاه الشرق يعني إلى محاذاة أو جزء من محل الضيافة الملكية الآن تقريباً، ثم يهمنا الآن أمر آخر كان هذا واقع المسلمين من القرون الأولى والثاني والثالث والرابع إلى يومنا هذا والبيوت موجودة والبناء موجود في داخل المسعى والناس يتخللون يميناً ويساراً لم يفت أحد من العلماء لا مالك ولا الشافعي ولا ابن حنبل ولا أبو حنيفة، ولا تلاميذهم في هذا ولا من جاء بعدهم ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب يبطلون سعي من سعى بينهما، ولم يلزموه بفدية ولم يحكموا على أنه محصر، فأنا أستغرب كل الاستغراب من بعض طلاب العلم الذين أفتوا مثل هذه الفتوى والحقيقة ليس لهم دليل فيما أعلم.
وأرجو ممن عنده دليل أن يظهر دليله في هذا، ولا دليل شرعي فيما أعلم يحدد عرض المسعى بحال من الأحوال، ولهذا فإن التوسعة توسعة شرعية وبناؤه على أدوار وطوابق فجزى الله خادم الحرمين وجزى الله المسلمين عموماً والساعين له.
التوسعة حماية للأنفس
وأكد الدكتور محمد بن يحيى النجيمي رئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية والخبير بمجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة أن توسعة المسعى ضرورة نظراً للحاجة الماسة لها بسبب زيادة عدد الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام، وهذه التوسعة حماية للأنفس، وضمان لراحة الناس لأداء العبادات والمناسك بيسر وسهولة.
وقال الدكتور محمد بن يحيى النجيمي: إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جاء بناء على حاجة ماسة ودراسات جغرافية وجيولوجية وتاريخية، حول التوسعة وكلها انصبت على أهمية التوسعة وأنه ليس بها شيء.
الاعتبار السعي بين الجبلين
ويرى الشيخ د.صالح بن مقبل العصيمي عضو الجمعية الفقهية السعودية أنه لا حرج في السعي بالمسعى الجديد؛ وذلك لأن المسعى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان أوسع من هذا بكثير؛ لأن المعتبر هو السعي بين الجبلين ومن نظر إلى القاعدة التي عليها جبل الصفا يجزم بأن الجبل أوسع من هذا وأكبر ولكن احتاجوا في الزمن السابق إدخال المسعى في حدود المسجد من أجل أن يكون سورهما واحداً وهذا لا يلغي أن ما خلف السور هو جزء من المسعى ولكن التنظيم البنياني لم يجعل هناك حاجة له، وعندما تمت الحاجة له أعيد إلى وضعه الطبيعي، بل أظن أنه أوسع من ذلك بكثير؛ لأن أحجام الجبال من خلال طولها وعرضها أكثر من عشرات الأمتار وإلا لما سميت جبالاً. وعلى من يرفض السعي في المسعى الجديد أن يمنع الرمي في مرمى الجمرات الجديد لأنه وسّع لأن الأحواض تنظيمية لا حدود شرعية لأن المعتبر الجهة. كما أنني أعجب ممن تجرؤوا على الله ورسوله ويمنع الناس من السعي وأمروهم بعدم إتمام العمرة والله يقول {وأتموا الحج والعمرة لله} (البقرة:196) وأماكن العبادات الشرعية إذا احتاج الناس إلى توسعتها فلا مانع من ذلك شرعاً. فرأينا التيسير من أهداف الشريعة.
التيسير من أهداف الشريعة
ومن ناحية أخرى يقول د. أنس سعيد مسفر أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى: لا شك أن التيسير على الأمة من أهداف الشريعة الإسلامية، ومن القواعد الفقهية أنه كلما ضاق الأمر اتسع، والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة تشهد هذه الأيام وفي السنوات القادمة - إن شاء الله - ازدحاماً شديداً من المسلمين نظراً للأمن الموجود في المملكة العربية السعودية والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ولتيسير المواصلات والتنقل بين البلاد الإسلامية ولنمو التدين والرجوع إلى الإسلام في أواسط وعامة المسلمين مما يدعو العلماء والفقهاء إلى دراسة الأحكام الشرعية مما يحقق المقاصد المعتبرة شرعاً؛ ومنها التيسير على الأمة، وما توسعة الحرمين والخيام المستحدثة في منى وتوسعة المسعى إلا جهود مباركة ومشكورة لها أكبر الأثر في رفع الحرج عن الحجاج والمعتمرين؛ وهذا لا يعني التساهل في المشاعر والأماكن التي حددها الشرع الحنيف وتعارف عليها المسلمون، ولكن يكون هذا باجتهاد أهل العلم المعتبرين، وقد تعودنا في المملكة أن ولاة الأمر - حفظهم الله - لا يقدمون على أي عمل له علاقة بالمشاعر والحرمين الشريفين إلا بعد استشارة أهل العلم وأخذ الفتيا الموافقة للشرع، وللعلم أن ما فعله ولاة الأمر إنما هو لمصلحة المسلمين والتيسير على حجاج بيت الله الحرام.
توسعة المسعى أرحم بالمسلمين وأنفع
ومن جانبه يقول د. أحمد البناني أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين في الاستطلاع عن توسعة خادم الحرمين الشريفين: إن من نعم الله على دولتنا الرشيدة أن جعلها تعتني بالحرمين الشريفين غاية الاعتناء، وأن تبحث دائماً عما يريح ضيوف الرحمن والمصلين والمعتمرين والزائرين لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بشتى أنواع الخدمات التي تبذل من أجلها ملايين الريالات، بل المليارات وتجلى هذا في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي كان جلّ همه تأمين الحجاج على أرواحهم وأموالهم وتأمين الماء لهم في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم بدأت في مشروعات التوسعة فكان أول مشروع في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - ثم توالت التوسعات في عهد الملك فيصل والملك خالد والملك فهد - رحمهم الله جميعاً - ويتوج هذا العمل الطيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المشاريع العظيمة التي من أظهرها وأنفعها توسعة المسعى لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، وكلنا كنا نشاهد المعاناة التي يعانيها الحجاج والمعتمرون في المسعى رغم توسعته القديمة، والآن بعد هذه التوسعة الجديدة لا شك أنه سيكون أوسع للمسلمين وأرحم بهم وأنفع لهم وأبعد عن التزاحم والتدافع لكي يؤدوا فرائضهم التي كتبها الله عليهم بيسر وسهولة في جو مكيف بارد وفي طمأنينة وراحة، أما الذين يشوشون على المسلمين في قضية التوسعة ويثيرون التساؤل هل هي مشروعة دينياً، أقول لهم إن خادم الحرمين الشريفين لم يُقدِم على هذه الخطوة إلا بعد أن استفتى فيها علماء معتبرين، وقد أفتوه بذلك ولا شك أن المصلحة الراجحة مقدمة على المضرة السابقة التي كان يشاهدها كل مسلم ويعانيها كل حاج ومعتمر، نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان خادم الحرمين الشريفين وأن يؤيده بنصره وتوفيقه وأن يوفقه دائماً لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.
مشروعات خادم الحرمين الشريفين مفخرة من مفاخر هذه البلاد
ويقول د. سعود بن عبدالعزيز العريفي أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى: إن توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسعى تعد من المهام العظيمة التي يراها من حقوق المشاعر المقدسة - حفظه الله - وحقوق المسلمين عليه فأداؤه لهذه الحقوق ينبغي أن يشكر عليه من جميع المسلمين وهي إشارة واضحة منه -حفظه الله- وشعور عميق بمعاناة إخوانه المسلمين فيما يتعلق بأدائه للمشاعر، ومعلوم أن الحجاج والمعتمرين يعانون معاناة شديدة من الازدهام الشديد فتجاهل مثل هذه المعاناة لمجرد وجهات نظر خلافية فقهية فيه تشديد على المسلمين وهو يخالف مقاصد الشريعة التي جاءت لحفظ أرواح المسلمين والتيسير عليهم ورفع الحرج عنهم؛ وهذه قضايا أساسية في الشريعة لا يمكن تجاهلها، ولا شك أن ما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرمين الشريفين يعد مفخرة عظيمة من مفاخر هذه البلاد يستحق عليها الشكر من إخوانه المسلمين والدعاء، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومعروف للجميع أن المشاريع المتعلقة بالشعائر الإسلامية يتبع في تنفيذها آليات دقيقة جداً تراعي الجانب الشرعي والفقهي في القضية وهو منهج سارت عليه قيادة هذه البلاد في جميع أمورها فما بالك بالمسعى والحرمين الشريفين.
ثم تحدث الشيخ د.صالح بن إبراهيم الدسيماني مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بنجران فقال: المتأمل للحج والمتابع له يجد أن عدد الحجاج في تزايد مستمر حتى وصل عددهم في العام الماضي ما يزيد على مليوني حاج حتى ضاق بهم الحرم والمشاعر؛ لدرجة أن بعض الحجاج قد يموت من الزحام حتى أفتى العلماء بأن من لم يجد مكاناً في مشعر منى فإنه يسقط عنه المبيت فيها، وبقيت مشكلة الطواف والسعي والزحام الشديد والمشقة والحرج الذي يقع على الحجاج وخاصة كبار السن ومن التيسير في الحج ما وفق الله له حكومتنا الكريمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبعد الاستشارة وسؤال أهل العلم لتوسعة المسعى حتى يستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج، وقد أفتى جماعة من علماء هذه البلاد المباركة وغيرهم من علماء المسلمين بجواز السعي في التوسعة الجديدة وأنها داخلة في حدود الصفا والمروة وفي ذلك توسعة على الحجاج والمعتمرين وتسهيلاً عليهم في أداء مناسكهم ودرءاً لتدافعهم؛ وليتحقق بذلك مقصود الشرع من جلب المصالح ودرء المفاسد؛ ولتكون هذه التوسعة من الأعمال الخيرة التي تحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -وفقه الله- ومن المعلوم أن ولي الأمر إذا رأى رأياً في المسائل الخلافية فإن رأيه يقطع الخلاف والاجتهاد، نسأل الله أن يلهم الجميع الرشد والصواب في الأقوال والأعمال ويوفق ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه وينصر بهم الإسلام وينصرهم بالإسلام والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
رفع الحرج والمشقة
ومن جانبه، طالب الدكتور محمود محمد عمارة-الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الأزهرية- بضرورة العمل إلى ما فيه مصلحة المسلمين، ورفع المشقة والكلفة عنهم، وأشار إلى أن الذين عايشوا منطقة المسعى قبل عقود، كانوا يعرفون بكل وضوح عرض المسعى ووضع جبلي الصفا والمروة، وكيف أنهما ممتدان عرضاً، كما أن الفقهاء أبانوا أن المطلوب هو التأكد من السعي من الصفا إلى المروة وضبط الطول والتأكد منه. أما العرض فيجب أن يكون بين الجبلين وهما ممتدان لما هو أشمل وأكبر من الموجود حالياً. أما خبراء الجيولوجيا والمهندسون والباحثون والمؤرخون وخبراء الجغرافيا فقد أثبتوا بالدليل القاطع على أن جبلي الصفا والمروة ممتدان شرقاً كما هو أشمل من الموجود حالياً. وهناك من الدراسات التي أثبتت بموجب القرائن والشهود والبراهين القاطعة أن جبلي الصفا والمروة ممتدان عرضاً لما هو أشمل من الموجود حالياً. إذن، فما المانع من توسعة المسعى وإدخال هذه المساحة في التوسعة تيسيراً على المسلمين، ورفع الحرج والمشقة عنهم، ومنع التزاحم والتدافع الذي قد ينجم عنه وفيات وإصابات خطيرة، وهناك المسنون والمرضى، وهناك ضعفاء الأجساد، وغيرهم.
فقه الواقع
ويرى الدكتور محمد داود - الأستاذ بجامعة الأزهر- أن لولي أمر المسلمين صاحب الولاية الشرعية على البقاع المقدسة والحرمين الشريفين.. بموجب ولايته الشرعية أن يوسع المسعى تخفيفاً على المسلمين ورفعاً للحرج والمشقة، واستناداً إلى هذه الأدلة والقرائن الواضحة وضوح الشمس، وأؤكد أننا لا بد أن نأخذ بفقه الواقع، ومراعاة المصلحة العامة، وفهم كنه التشريع الإسلامي وغاياته ومراميه.
التوسعة مطلب شرعي
كما أشار فضيلة الشيخ جمال قطب - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف- إلى أن أعداد الحجاج في تزايد، وهذه الزيادة سواء في الحج أو في العمرة، وحتى على مدار العام، تتطلب المزيد من المشروعات والتوسعات، وهو ما تقوم به قيادة المملكة خير قيام. وزيادة الأعداد التي تتوافد إلى الحج مظهر من مظاهر الصحوة الإسلامية، وعودة صادقة للمسلمين إلى دينهم وإلى ربهم، وأداء الفرائض والعبادات، ونرى الآن الشباب هم أكثر الشرائح في الحج، كما نرى كبار السن والضعفاء والمرضى والنساء، وهذه الزيادة في الأعداد تتطلب زيادة في الخدمات والمرافق، وتتطلب لمسة حانية من قيادة المملكة، وهو ما يقومون بفعله ولا يمكن لأحد أن يقف ضد هذه التوسعة ومنها توسعة المسعى لأنه يقف ضد الدليل الشرعي الواضح كما يقف أيضا ضد مصلحة المسلمين. مشيراً إلى أن ما فعله خادم الحرمين الشريفين من توسعة المسعى هو المطلوب والمتعين شرعاً، وهو الذي يتحتم فعله لأن المسعى ضاق بالمسلمين ولحق الضرر ببعض الحجاج وبالتالي لا بد من استكمال إدخال بعض الأجزاء المتبقية منه عرضاً في المسعى من خلال التوسعة.
فيها خير عظيم
وأكد العالم المغربي الدكتور محمد الروكي، أحد العلماء المشرفين على تحرير "موسوعة القواعد الفقهية" التي يشرف عليها مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في حديث لمجلة اليمامة أن توسعة المسعى التي قررها خادم الحرمين الشريفين تعتبر خطوة مهمة في صالح الحجاج والعمار، تخفف عنهم الازدحام الكبير الذي يشهده المكان كل عام، مما تحدث معه عواقب ونتائج غير محمودة، وبالتالي فإن التوسعة فيها خير عظيم للمسلمين، ما دام أن ازدياد عدد الحجاج والعمار يجب أن يقابله توسعة في المسعى من أجل التيسير على الناس، وهذا هو غاية مشروع التوسعة الراهن؛ أي تقديم منافع الراحة والاطمئنان للبعض لمساعدتهم على الخشوع أكثر في مناسكهم خلال السعي بين الصفا والمروة، وأيضاً رفع الضرر عن البعض الآخر من مسنين ومرضى وغيرهم ممن يتضررون كثيراً من الازدحام الهائل الذي يشهده المسعى كل عام.
ويضيف العالم المغربي أن الأمر الأساسي في هذه العملية يكمن في كيفية الحفاظ على حدود المسعى سيما من جهة الطول، حتى لا تخرج التوسعة عن حدود الصفا والمروة، فأما من جهة العرض فليس هناك أي مشكل مطروح، "مبرزاً أن المشرفين على مشروع التوسعة وأيضاً القيادة السعودية لا شك أنهم يعتنون بهذا الجانب وعلى دراية به، ذلك أن المشروع يتضمن وجهين اثنين: وجه تقني وآخر شرعي، فالسعي ينبغي أن يكون من الصفا إلى المروة وليس من دون الصفا إلى دون المروة".
وأكد الدكتور محمد الروكي أيضاً أنه لا شك من أن المعنيين بالأمر في المملكة العربية السعودية يراعون هذه الشروط والحيثيات ويعلمون أن التوسعة تتم على أن السعي يظل بين الصفا والمروة في المشروع الجديد للتوسعة.
المشقة تجلب التيسير:
واعتبر الشيخ ابن سالم باهشام، عضو رابطة علماء المغرب، بداية في حديثه أن الحج إحياءً للأسرة التي تعتبر الخلية الرئيسة في المجتمع، فالذبح والسعي ومقام النبي إبراهيم والحجر الذي كان يقف عليه عندما ارتفع بناء الكعبة، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يرفع الحجارة على الكعبة.. كلها معالم وشعائر تتمحور حول الأسرة، وبالتالي أي مشروع يستهدف التوسعة على المسلمين في عبادة الحج هو توسعة على الأسرة المسلمة أيضاً.
واستشهد العالم المغربي في حديثه وترحيبه بمشروع التوسعة بالحديث الذي جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى ثم قعد للناس، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني حلقت قبل أن أنحر. قال: "لا حرج". ثم جاءه آخر فقال يا رسول الله إني حلقت قبل أن أرمي. قال: "لا حرج". قال: فما سئل عن شيء إلا قال: "لا حرج". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عرفة موقف، وكل مزدلفة موقف، ومنى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر".
وأبرز عضو رابطة علماء المغرب أن في هذا الحديث بيان جلي لوجوب التيسير عن الناس، واعتبار مصلحتهم، حيث إن المصلحة مصدر حيوي من مصادر التشريع الإسلامي، وأيضاً اتباع القاعدة الفقهية المعروفة: "المشقة تجلب التيسير"، و"إذا ضاق الأمر اتسع"، وهي قواعد فقهية مهمة تؤطر البادرة التي قررتها بلاد السعودية من أجل توسعة المسعى.
واستطرد الداعية المغربي يبين لليمامة أهمية التوسعة كونها تدخل في إطار الحفاظ على حرمة المؤمنين بالاستدلال على الحديث الذي جاء فيه أن الرسول الكريم كان يطوف بالكعبة ويقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً"، كما أن ابن عمر رضي الله عنه نظر يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". فلاشك إذن أن التوسعة عمل طيب في صالح المؤمنين يصون حرماتهم ويحفظ حياتهم من الضرر بسبب ما يحدث نتيجة الازدحام والاختناق والمشقة في السعي.
ويعبر الشيخ منصور أحمد عن الترحيب بتوسعة المسعى قائلاً: بالتأكيد للتوسعة أهمية كبيرة بالنسبة للمعتمرين والحجاج؛ لأنها تسهِّل عليهم أداء فريضة الحج أو مناسك العمرة، والسعودية قدمت وما زالت تقدم خدماتها في هذا الإطار، ومنها التوسعة الضرورية الحديثة للمسعى والمملكة تقوم بدراسة ميدانية مستفيضة لأي توسعة وخطة عمل منظمة لتحقيق أفضل النتائج من دون المساس بالمقدسات والبيت الحرام واليوم نجد كل الدعم على قرار التوسعة الذي يخدم أولاً وأخيراً ضيوف الرحمن، كما أن التوسعات التي تقوم بها على مدار السنوات الماضية حافظت على البنى التحتية للمدينتين المقدستين مكة والمدينة المنورة كما أصبح المكان يؤم أعداداً كبيرة من الزوار. أعتقد أن موضوع التوسعة يكلف مبالغ كبيرة وجهداً كبيراً وبالتالي فإن خطوة المملكة مدروسة من أجل قيامها بهذه التوسعات التي يحتاجها الزوار مع زيادة أعدادهم في كل عام.
إحاطة وعناية
ومن تونس عبّر سماحة الشيخ كمال الدين جعيّط مفتي الجمهورية التونسية عن سعادته للجهود الخيّرة التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الحجاج والعمار وتوفير ظروف الراحة لهم في تأدية مناسكهم، وأشاد بمشروع جسر الجمرات العملاق ومشروع توسعة المسعى، وقال في تصريح ل "اليمامة": "إن مما يبتهج له قلب كل مسلم ومسلمة في كل بقاع الدنيا، ما يحيط به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود البقاع المقدسة من فائق الرعاية وعظيم العناية، وإنها لمن أعظم الصدقات الجارية، لأن بها حفظ معالم الدين وإعلاء لشعائر الدين الإسلامي وصيانة لمقدسات المسلمين.
وقد سعدت أيما سعادة، لما أذن به خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من إنجاز توسعات جديدة وكبيرة بالمسعى وبمنى (حيث رمي الجمرات)، من أجل استيعاب الأعداد الضخمة للحجاج والمعتمرين التي تفد على أرض المملكة على مدى أشهر العام، ومن أجل تطوير المرافق الموجودة بهما وتيسير ظروف أداء الشعائر التعبدية من صلاة وطواف وسعي ورمي الجمرات، بما يؤمن أرواح وأبدان الحجاج والمعتمرين من كل المخاطر والحوادث التي كانت تنتج في السابق عن شدة الزحام.
جزاه الله عنا الجزاء الأكمل والأوفى، وأعانه على ما تولاه، ووفقه إلى ما يرعاه، وحفظه تعالى بحفظه الدائم الباقي، وأجرى على يديه مزيداً من الخير والتقدم والرفاه لشعب المملكة الشقيق، وأعز الله به الإسلام والمسلمين.
عمل رائع
ونوّه الشيخ عبدالسلام بن سوف بمشروع توسعة المسعى التي ستعين ضيوف الرحمن كثيراً وتجنبهم أتعاب الازدحام، وقال: "إن هذه التوسعة توفيق من الله عز وجل، وهو عمل رائع وإنجاز كبير يحسبان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تدخل في أعماله العظيمة لفائدة الإسلام والمسلمين التي يستحق أن نصفه على ذلك بالملك المؤمن والصالح..
أشكر خادم الحرمين الشريفين على جهوده الموفقة هذه وأعانه الله في أداء عمله التاريخي من أجل تقدم المملكة ورعاية الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
حلم تحقق
واعتبر الشيخ حسين المزوغي أن "مشروع توسعة الصفا والمروة حلم حققه خادم الحرمين الشريفين سيذكره له التاريخ تضاف إلى الإنجازات الكبرى التي قامت بها القيادة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود" وقال ل "اليمامة": "شكراً للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عنايتهما المتواصلة والدائمة بخدمة الإسلام والمسلمين، وهذا يأتي من حرص المملكة على تكريس مبدأ التيسير والتخفيف على الحجاج والمعتمرين في القيام بعبادتهم في أحسن وأطيب الظروف".
استجابة لضرورة
أما الباحث الإسلامي الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي فيعتبر أن "في توسعة مساري السعي بين الصفا والمروة استجابة لضرورة حقيقية وتجسيم لمصلحة شرعية، ويقول: تناقلت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في الأسابيع الماضية ما دار من إبداء لوجهات النظر من طرف أهل الذكر من العلماء والفقهاء حول ما تم إنجازه في الآونة الأخيرة من توسعة لمساري المسعى بين الصفا والمروة وذلك في إطار خطة التطوير الجارية في الحرمين الشريفين سواء كان ذلك في مكة المكرمة حيث الكعبة المشرفة التي يعد الطواف بها مثل السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج والعمرة أو كان ذلك في المشاعر المقدسة في عرفات حيث الوقوف يوم التاسع من ذي الحجة إذ (الحج عرفة) أو في مزدلفة حيث النزول ليلة العيد لأداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير والتقاط حَصَات رمي الجمرات في منى صبيحة يوم العيد واليومين المواليين.
كل هذه الأماكن يجتمع فيها الحجيج كل عام عند أداء مناسك الحج، وهم اليوم بالملايين وليسوا بالآلاف كما كانوا يوم فرض الحج، فالحاجة ماسة والضرورة واضحة الجلاء في وجوب اتخاذ ما ينبغي اتخاذه من التوسعات والإجراءات التي من شأنها أن تحفظ الأنفس البشرية من أن تزهق من جراء الزحمة الرهيبة.
وتفاعلاً مع هذا الواقع المعيش والمتكرر كل عام، بل وفي كل موسم على الأقل بالنسبة للطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة جاءت التوسعات المتوالية للحرم التي جعلته يستوعب تلك الأعداد التي هي في ازدياد كل عام بحكم النمو الديموغرافي وبحكم ازدياد الوعي الديني وبحكم تطور وتقدم وسائل النقل التي جعلت من العالم قرية يسهل بين أرجائها التنقل والرحيل.
والمحل الذي تمارس فيه هذه الشعائر من طواف وسعي وغيرهما مهما اتسع فإنه محدود الأرجاء، ثم إن هذه المناسك لا يمكن القيام بها إلا في حدود المطاف والمسعى فالحرج قائم وواقع والمشقة واضحة والازدحام شديد وهو ازدحام تضيع في خضمه الكثير من الآداب التي تجب مراعاتها خاصة في الحرم وأثناء أداء هذه المناسك (لا رفث ولا فسوف ولا جدال في الحج) ومع ذلك فإن المحظور كثيراً ما يقع بين الحجيج وقد يتجاوز في بعض الأحيان حدود القول إلى الفعل الذي تذهب ضحيته أرواح بشرية حدث ذلك وتكرر في السنوات الماضية في منى وغيرها.
مراعاة لهذا الوضع الذي يزداد تعقيداً عاماً بعد عام جاء القرار من قبل القيادة السعودية بالقيام بأشغال لتوسعة المسعى بين الصفا والمروة بعد النظر المعمق وبعد أخذ رأي أهل الذكر ومع الحرص على الحفاظ على نفس المسار والمسافة المقطوعة بين المرتفعين "الصفا والمروة" بحيث يقع التوسع على مستوى العرض لتتضاعف مساحة كل مسلك في كل من الذهاب والإياب بين الصفا والمروة.
وكان المستنيرون من العلماء في نظرتهم المقاصدية المحافظة على المرامي والغايات وغير الخارجة عن المسارات المكانية الظرفية، كان هؤلاء العلماء مع القيام بهذه التوسعة التي تجاوزت الحاجة إلى الضرورة والضرورة تبيح حتى المحظور، وإن كانت التوسعة التي أدخلت على مساري الصفا والمروة بعيدة كل البعد عن المحظور والممنوع إذ لا يزال الساعي بين الصفا والمروة يسعى بينهما ولم يخرج به بالتوسعة الجديدة منهما، كل ما في الأمر أن الساعي من مجال أرحب على مستوى العرض يسعى في راحة من باله في غير زحام وارتطام وضيق أنفاس!! وكل ذلك كان واقعاً قبل التوسعة. لقد بارك هذه التوسعة الجديدة لمساري السعي بين الصفا والمروة كل عالم مستنير بعيد النظر وثمّنها واعتبرها داخلة في إطار التيسير الذي بني عليه كل دين الإسلام التي تصرح آياته بقوله جل من قائل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وتيسير أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبيه وكل المسلمين من بعدهما (يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا) وهو تجسمٌ التزم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شأن من شؤونه، حيث تقول كتب السيرة إنه عليه الصلاة والسلام ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما صلى الله عليك يا رسول الله ما أرفقك بأمتك وما أرحمك بها ليت أمتك تترسم خطاك وتتبع هديك الذي هو رحمة كله ويسر كله ومصلحة كله.
وقال محمد محمود ولد الناتي (أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة نواكشوط) إن "لقب خادم الحرمين الشريفين ينطبق بحق على ملوك آل سعود لأنهم برهنوا على أن تأمين وإعمار الحرمين وإكرام ضيوفهما أولوية مهمة بالنسبة إليهم، وهذا يبرهن على بعد نظرهم في سبيل إعلاء الإسلام وتسيير أمور الدولة؛ لأن إعمار الأماكن المقدسة لا تنحصر أهميته في خدمة ضيوف الرحمن وتسيير أفواج الحجيج، بل إن تأثيره على مكانة الدين الإسلامي ونظرة الآخرين إليه ومساعدة المسلمين على التشبث بدينهم، يكتسي أهمية كبيرة، وجزاؤه عند الله عظيم".
وأكد أن جزاء إعمار الكعبة المشرفة والمسجد النبوي هو نيل رضوان الله سبحانه وتعالى، اعتباراً لما لهذه الأماكن من أهمية لدى المسلمين، مشيداً بالتنافس المتوالي والكبير في إعمار الحرمين والمشاعر المقدسة بين ملوك السعودية.
واعتبر أن مشروعات التوسعة التي شهدتها ساحات وأروقة الحرمين الشريفين خلال الفترة الأخيرة تؤكد على استمرار المملكة العربية السعودية التي أخذت على عاتقها رعاية الحرمين الشريفين منذ عهد الملك المؤسس، في تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها لهذه المهمة النبيلة، وأضاف "في كل زيارة نقوم بها للمشاعر المقدسة نلاحظ اختلافاً وتغييراً وتطوراً عما كان عليه الحال في آخر زيارة، سواء من ناحية بنية بعض الأماكن أو من ناحية الخدمة والتسيير والتنظيم، ولا يقتصر الأمر على الحرمين الشريفين بل يشمل عرفات ومنى ومزدلفة وتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة بما يحقق رعاية شاملة لحجاج بيت الله الحرام".
وسام عز وشرف
وأشاد عبد الله ولد الداه (عالم دين) بالجهد الكبير الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تطوير منطقة الحرمين منذ تولي مهام الحكم في البلاد، وقال: "إن جميع مشاريع توسعة منطقة المشاعر ورغم أهميتها لم تنه مشكل ازدحام الحجاج بفعل الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن والتي تتزايد سنة بعد أخرى، إلى أن جاء مشروع جسر الجمرات حيث لم تسجل حوادث جراء الازدحام وسوء التسيير".
ووصف هذا الإنجاز بأنه وسام عز وشرف يزين صدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حيث سيسطر له التاريخ على صفحاته بسطور من ذهب هذا السبق وسيحفظ له هذا الفضل، الذي سيمكن ملايين الحجاج والزوار من زيارة المشاعر والقيام بركن من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة، واعتبر أن جسر الجمرات وتوسعة المسعى ما هو إلا النواة الأولى لمشروع عظيم وشامل ستقوم به القيادة السعودية لتطبيق وتكريس مبدأ خدمة الحجاج وراحة الزوار والمعتمرين والمصلين على أرض الواقع.
وقال إن الجميع رأى ووقف على ثمار جهود إعادة بناء طوابق جسر الجمرات وما حققه هذا المشروع من إنسيابية في حركة الوفود وسهولة في الوصول إلى الجمرات، والقضاء على كافة أشكال مضايقة الحجاج، منتقداً موقف بعض العلماء من توسعة المسعى.
وقال إن جميع علماء وفقهاء الأمة الإسلامية الذين يدركون مصلحة الأمة وما تتطلبه الحاجة والضرورة والعصر سيباركون خطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المتعلقة بتوسعة المسعى، مبدياً تأييده الكامل للمشروع وداعياً بالتوفيق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
تيسير ورحمة
بدوره أيد العالم الموريتاني محمد ولد حرمة الله قرار توسعة المسعى معتبراً إياه أهم قرارات التوسعة وأجلّها، وقال: "إن الضرورة الشرعية استدعت القيام بتوسعة المسعى تجنباً لازدحام المسلمين وتيسيراً لهم في القيام بواجبات دينهم، فالحاجة الملحة كانت سبباً في هذا القرار الذي جاء بعد دراسة فقهية عميقة وجهود كبيرة للتوفيق بين الضرورات الشرعية وحاجة الناس".
وأكد أن الأسانيد والأدلة الشرعية لا تمنع توسعة المسعى، بل تفرض على الفقهاء والمشرعين والحكام البحث والاجتهاد وتطبيق كل ما يمكن أن يخدم المسلمين ويساعدهم على أداء واجباتهم الدينية بيسر وسهولة دون تعريض حياتهم للخطر.
وأكد أن كبار الفقهاء والمراجع الشرعية في العالم الذين يؤمنون بالفقه القائم على التيسير والرحمة، تؤيد جواز توسعة المسعى، داعياً إلى مساندة قرار وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم.
مشروعات عملاقة
وبارك الشيخ علي مشاعل من دولة الإمارات العربية المتحدة التوسعات التي تشهدها المزدلفة ومنطقة مني وما تشهده من توسعات في الحرم الشريف لتجنب الزحام الشديد في الطواف والسعي، وقال إن هذه المشروعات تحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
جهد موفق وملموس
أما الشيخ قطب عبد الحميد شيخ من دائرة الشئون الإسلامية بدبي فرحب بتوسعة المسعى التي نفذت استجابة للقول الكريم (وأذّن في الناس بالحج ...) واستجابة لقول النبي: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة"، والحقيقة أننا بدأنا نلمس في الأعوام الأخيرة وخاصة في موسم الحج مقدار الجهد والتوسعات والتطوير في منطقة المشاعر أهمها مشروع جسر الجمرات العملاق، وسهولة رمي الجمرات عن ذي قبل ومشروع توسعة المسعى الذي لم يعد يستوعب الأعداد المهولة من ضيوف الرحمن في مواسم الذروة؛ وخاصة أيام السابع والثامن والعاشر والثاني عشر من ذي الحجة ونرجو أن يكلل جهود خادم الحرمين الشريفين بالتوفيق.
هدف المملكة راحة ضيوف الرحمن:
وباهتمام كبير تابع القائمون على شئون المسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة ما يجرى من توسيعات في الحرم المكي، معتبرين أن عملية التوسيع من أهم الخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية تجاه الحرم الشريف وتؤكد على العمل الجاد من أجل التيسير على المسلمين في أداء مناسك الحج .
مدير أوقاف القدس عزام الخطيب يؤكد أن ما يراه من تجديد في زيارته إلى مكة والمدينة فيما يتعلق بأعمال التوسعة للحرمين الشريفين ينم عن وعي وعمل جاد من قبل المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين، الهدف دائماً منه التسهيل على المعتمرين والحجاج الذين تزداد أعدادهم في كل عام لأداء فريضة الحج والعمرة، وقال الخطيب: "إن الضغط الكبير في موسم الحج على المسعى يحتم العمل الذي تؤيده الشريعة ويستحسنه كبار العلماء في المملكة وخارجها"، وأضاف: "ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين هو لصالح المسلمين ولصالح الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية وأيضاً لراحة الحجاج وأدائهم لمناسكهم بيسر وسهولة، نحن نؤيد ونبارك هذه الخطوات ونأمل من الله العزيز الحكيم أن يكون دائماً في ميزان حسناتهم".
حلقة جديدة في سلسلة التطوير
ويؤكد رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب أن توسيع المسعى جاء كحلقة جديدة في سلسلة التوسعات القائمة في الحرمين الشريفين منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وهذا يأتي بهدف لا يشكك فيه أحد وهو حاجة المسلمين أولاً إلى توسعة الحرمين ثم مرده إلى العزيمة والنية الصادقة لخدمة الحرمين من قبل المملكة العربية السعودية، الخطيب يثمّن هذه الخطوة ويقول إن موسم الحج موسم تطيب له نفس كل مسلم أولاً لأنه يؤدي فريضة وثانياً لأن ظروف الحج باتت تختلف عما كانت عليه في السنوات الماضية، وبالتالي التوسعات سواء كانت في المسعى أم في أماكن الطواف أم تنقلات الحجيج هدفها القدرة على استيعاب أكبر عدد من الحجاج في الحرم؛ وهذا يشكل منحى إيجابياً ومنعطفاً قياساً بما كانت عليه ظروف الحجيج في الماضي.
ويشدد الخطيب على أن الكل يعمل لتشهد السنوات القادمة المزيد من الخدمات للحجيج ومزيداً من تهيئة الظروف الأنسب ليؤدي الحجيج مناسكهم بسهولة ويسر.
تذليل أصعب الخطوات
ويقول وكيل وزارة الأوقاف في حكومة غزة المحاصرة د. صالح الرقب أن من أصعب خطوات الحج هو السعي بين الصفا والمروة بسبب تدافع الحجاج تأدية لهذا المنسك المهم، ومن هنا جاءت الحاجة الماسة لتوسيع المسعى من قبل المملكة العربية السعودية، يقول الرقب: "السعودية لا تبخل أبداً في تقديم كل شيء من أجل خدمة الحجاج وهي تسخر الإمكانات المادية ضخمة لتحقيق هذا الهدف وما نلمسه في الحج يدلل على ذلك باستمرار"، ويشير الرقب إلى أن الخدمات والتوسيعات في الحرم المكي رائعة ومميزة لا تخالف الشريعة الإسلامية.
لو بقيت المشاعر على حالها لتعذر الحج
الشيخ أحمد الكبيسي قال عن توسعة المسعى: "لو أن الحج وأماكن العبادة بقيت على حالها... لما استطاع المسلمون أن يحجوا أبداً، نحن نعلم كم كان حجم المسعى والمرمى مما لا يمكن أن تطبق فيه المناسك، فالقضية تأخذ من هذا الأساس، إذ تغيرت الكعبة حجماً وارتفاعاً وانخفاضاً، وتغير المسعى والقضية اعتيادية، لأن المسعى الحالي ليس الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فأين السوق الذي كان يدخل للمسعى من خلاله، وما المانع أن يتوسع المسعى فيما بين الصفا والمروة عرضاً كما وسعوا المرمى بعد أن قتل حوله المئات من الضيق، خصوصاً وأن المناسك ليست على شكلها القديم مع جهد المملكة العربية السعودية، وإذا كان علينا ألا نغيّر في المناسك بالرأي الذي لا يجيز ذلك فلنغلق الأنفاق حتى يختنق الحجاج ونضيّق المرمى ليموت المسنون؛ فعلى عصر النبي عليه الصلاة والسلام كان المسعى لا يحتمل 100حاج وفي وقت أبي في الثلاثينيات والأربعينيات لم يكن يتجاوز عدد الحجاج 200وإذا وصل إلى 400يصبح الارتباك كبيراً، ولقد وصف لنا أبي المسعى القديم بالضبط، وفي الأمة من يرتاب من كل شيء جديد، والحقيقة أن عدد المسلمين يتضاعف في العالم، فكيف ستقام فرائض الحج؟ وعلينا أن نحمد الله على هذه الجهود المبذولة من المملكة ونكف عن هذا النزق الفكري الذي يرتاب في كل جديد.
مبادرة حميدة
الشيخ أبو عبد السلام أحد أهم رجال الإفتاء في الجزائر: "توسيع المسعى خدمة جليلة للمسلمين".
توسعة المسعى ما هي إلا خدمة جليلة للمسلمين إذ تيسر على الناسك سبل العبادة وتضمن سلامته، وكل ذلك جميل ومحبب وعلماء المملكة العربية السعودية مجتهدون ومحل ثقة كبيرة ولا سبيل للتشكيك فيهم، ونحن معهم في ذلك، ولا أرى غرابة في الأمر خصوصاً وأن الحرم لم يبق على شكله الأول، فلقد تغير ووسع فلم يكن الحرم في وقت الرسول الكريم ولا حتى في القرن الماضي كما هو عليه الآن وها هي جهود أولي الأمر في المملكة العربية السعودية ومثلما تعرفين لقد وقف خادم الحرمين الشريفين على توسعة المرمى وجاء بعد ذلك موسم الحج سلساً ومرناً، ولم تسجل فيه قائمة للموتى أثناء المرمى الذي عرف بازدحامه مع الزيادة المضطردة في عدد الحجاج، واقف هنا موقف مهنئ لخادم الحرمين الشريفين الذي يسعى لتوفير الأحسن للحجاج واعتبر هذه المباردة مبادرة حميدة، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين إلى ما يحب ويرضى.
أفاد المسلمين ويسر عليهم
الدكتور يوسف بلمهدي باحث جزائري مختص في شؤون الحج:
لاشك أن ما ينبغي أن يذهب إليه أهل العلم هو تطبيق القاعدة القائلة إذا ضاق الأمر اتسع، وهي قاعدة شرعية عظيمة يمكن أن تطبق في الضرورات والحاجيات لأن الحاجيات تنزل منزلة الضرورة أيضاً، فإذا كان المكان قد ضاق على المصلين في المسجد مثلاً أمكن للناس أن يصلوا أمام الإمام، مع كراهة ذلك قبل الضيق، وإذا كان شرط للمصلي أن يأتي بالركوع والسجود كاملين فإنه في حالات الضيق التي لا يمكن معه التوسيع ركوع بعضهم على ظهر بعض، وهكذا ومنذ زمن وأنا أتابع كباحث في شؤون الحجاج وما يحدث من زحام خاصة في منى ومزدلفة والطواف والسعي، كانت تلح علي هذه القاعدة الشرعية ووجوب الاحتكام إليها أكثر من ذلك أن يتوسع الزمن في الرجم والحمد لله وقد حصل، كما كانت تفكر السعودية في المكان وقد أخذ بذلك الفقهاء الحمد لله، وهذا لا شك جنّب المسلمين الكثير من الضحايا، وهذا عين الفقه الذي جاء لحفظ النفس البشرية وإذا كان المسعى يمكن أن يحظى بهذه التوسعة مع إمكان إقامة الأدلة بالشهود أو بعلم الجيولوجيا التي تبين بأن جبلي الصفا والمروة أكبر من الذي هو معروف، فإنه لا حرج أن نوسع في الحدود وخاصة وأن الحاجة تلح لذلك تماماً، كما اتخذ سطح مسجد الحرم مطافاً والكعبة أسفله، الذي هو جهة المصلين، فهذه التوسعة لم تضر الحاج ولا المصلين، بل وسعت على الناس، وإذا كان الكثير من الفقهاء يرون أنه إذا ضاقت ساحات منى بالحجاج يمكن التخييم والمبيت في غير تلك الساحات، فإذا أمكن أن توسع على الناس دون مخالفة شرعية فهذا عين الفقه والاجتهاد دون تغيير معالم الحدود الميقاتية المكانية الثابتة مع العلم أيضاً أن فقه الحج بصفة خاصة هو فقه تيسير وفقه طوارئ وفقه افعل ولا حرج في الاجتهاد الشرعي بضوابطه وهذا أمر يحسب لمن يسعى له.
التوسعة ضرورة
الدكتور عمار طالبي من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
للتوسعة أهمية كبيرة بالنسبة للحجاج والمعتمرين في شهر رمضان، وهذا من بين الفضائل التي قام بها خادم الحرمين الشريفين خدمة للحجاج، وأقول إن هذه التوسعة هي ضرورة مادام عدد المسلمين ولله الحمد في زيادة مستمرة، والقضية هنا ليست بالغريبة كون المسعى ليس على الحالة الأولى التي كان عليها وقت الرسول عليه الصلاة والسلام، والفائدة ستعود على الأمة الإسلامية كي تحج وتعود الى بلدانها بأريحية خصوصاً بالنسبة للشيوخ والنساء.
نقله حضارية
الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية قال: إن هذه التوسعة أو قل "النقلة الحضارية" تأتي استجابة لحاجة الاستيعاب المكاني نظراً لتزايد عدد الحجيج المضطرد، وضماناً لقيام المسلمين بأداء فريضة الحج و- التوسعة - مع تزايد أعداد الحجاج - تصبح ضرورة أمنية لسلامة الحجيج مما يمكن أن يتهددهم من مهالك بسبب الازدحام الشديد الخانق كما كان يحدث بين الحين والآخر.
وهذه التوسعة من شأنها أن تساعد على التحكم بنظافة البيئة وعدم التلوث وانتقال الأوبئة بسبب ضيق المكان وتزاحم الأنفاس - وهى تعبير عن الإعجاز الاستباقي في هذا الدين المقتبس من قوله صلى الله عليه وسلم (مكة كلها حرم ).
والتوسعة تسقط ذريعة المتباطئين عن أداء فريضة الحج بحجة الازدحام الشديد وما قد يسببه من عنت وتعب لحجاج بيت الله الحرام، ولكي لا يكون للناس على الله حجة.
وقد أمر الله في آياته الكريمة الكثيرة باليسر والابتعاد عن العسر، ومن هذه الآيات الآمرة باليسر قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الءيُسءرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الءعُسءرَ وَلِتُكءمِلُواء الءعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواء اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمء وَلَعَلَّكُمء تَشءكُرُونَ} البقرة (185) وقوله تعالى:( إِنَّ الصَّفَا وَالءمَرءوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنء حَجَّ الءبَيءتَ أَوِ اعءتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيءهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيءرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) البقرة 158وقوله تعالى: (فَقُل لهٌم قَولاً ميسرواً) الإسراء 28قوله تعالى:( فَإن مَعَ العُسرِ يُسراً) الشرح 5وقوله تعالى: ( فَإِذَا أَمِنتُمء فَمَن تَمَتَّعَ بِالءعُمءرَةِ إِلَى الءحَجِّ فَمَا اسءتَيءسَرَ مِنَ الءهَدءيِ فَمَن لَّمء يَجِدء فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الءحَجِّ وَسَبءعَةٍ إِذَا رَجَعءتُمء تِلءكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) "البقرة 196" وغير هذه الآيات كثيرة تأمر باليسر والابتعاد عن العسر في كل شيء، ويأمر الله فيها رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) بالتمسك باليسر والابتعاد عن العسر في كل أمر من الأمور صغيراً كان أو كبيراً.
في ذاكرة التاريخ
و يشير الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر: إلى أن أهمية مشروع توسعة الحرمين الشريفين والساحات المحيطة بهما ترجع إلى أنه أصبح ضرورةً تتطلع إليها جماهير الأمة الإسلامية، وتتمناها واقعاً حياً، وقد حُفِرَ هذا الصرح في ذاكرة التاريخ تتناقله الأجيال المسلمة.
ولقد سخر خادم الحرمين الشريفين كل إمكاناته وطاقاته لأعمال الخير، وعلى رأسها "توسعة الحرمين الشريفين"، فاهتمَّ بتعبيد الطرق وإنشاء الأنفاق وإقامة الجسور وتوفير المياه المبردة والمستشفيات المتنقلة في كل مكان ووسائل الاتصالات الحديثة ووسائل النقل المريحة المكيفة وتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة عبر بوابات المملكة البرية والبحرية والجوية.
وحول مدى أهمية مشروع توسعة المسعى وحاجة المسلمين لهذا المشروع يمسك بطرف الحديث الدكتور أحمد عبده عوض الأستاذ بجامعة الازهر مؤكداً أن الله عز وجل أمر المسلمين باليسر في كل ما ييسر على الناس أمورهم، ويسهّل عليهم تأمين حوائجهم ولم يحرجهم في أمر من الأمور إلا إذا كان يخالف ما أمرهم به، وعندها يأمر المؤمنين - بشكل صارم - أن يتبعوا أمر الله سبحانه ومن حاد عن أوامر الله لقي العقوبة التي يستحقها.
و جاء في السيرة أن رسول الله سأله المسلمون أسئلة كثيرة فكانت إجابته: "أفعل ولاحرج" فما سأله واحد في ذلك الموقف إلا أجابه النبي افعل ولا حرج".
وركّز رسول الله على تأمين المسلمين والتيسير عليهم حين يضطرون إلى شيء ما لا يخالفون فيه أمور الدين ويدلهم على الطريق المستقيم، ويبعدهم عن اليسرى. ووسَّع عليهم حتى في الأمور البسيطة، مركزة على قاعدة الاضطرار التي أساسها الآية القرائية القائلة: (إلا من اضطر غير باغٍ ولاعادٍ فلا إثم عليه). ونحن الآن نسير في رأينا على ماجاء في القرآن الكريم وتبعاً لأوامر الرسول الكريم ونواهيه، حيث لا يمكننا الابتعاد شعرة واحدة عن القرآن والسنة.
يضيف د. عوض: وقد ضاق المسجد الحرام بالحجيج من قبل وتمت توسعته والرخصة الشرعية في الطواف خارج عن مقام سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وكذلك الرخصة بالنسبة لصلاة الركعتين خلف مقام إبراهيم فجاءت فتوى العلماء بجواز الصلاة في أي بقعة من المسجد من باب الاضطرار والتوسعة والتيسير، وكذلك الحال بالنسبة لرمي الجمرات فتم توسعتها تسهيلاً وتيسيراً وحفاظاً على سلامة وحياة الحجيج، وفي الأعوام الماضية بلغ عدد الحجيج أكثر من مليوني نسمة بينما لم يتعدّ عددهم في زمن الرسول ومن بعده عدد الأصابع في اليد الواحدة من الألوف.
فلماذا لا يفكر المسلمون بطريقة لتأمين حجّاج بيت الله الحرام وعدم تعريضهم للموت اختناقاً أو دوساً بالأرجل في ازدحام شديد وسرعة هائلة يضعف بها الشباب أولو العزم فكيف بالشيوخ الذين بلغ الكثير منهم من العمر عتيّاً واشتعل رأسهم شيباً وكلّت عزيمتهم وأنهكت قواهم بفعل الزمن. فلا بد من العمل باليسر لتأمين هذه الأعداد التي يخشى على كثير منها الموت من الازدحام.
ولا بد من القول بأن رأي القائلين بالتوسعة في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -وفقه الله لكل خير- بأنه الرأي الصائب والحق وتركه إضرار بالمسلمين. ولا جدال أن الخطوات التي تقوم بها المملكة خطوات حكيمة ومدروسة ومن صلب الشرع الشريف، وسير المملكة السعودية في توسعة الحرم هو الطريق الأقوم والأفضل والأسلم، بل هو المطلوب والمطالب به، والذي سيدعو الحجاج أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء أن يعين المملكة ومسؤوليها على السير بخطىً سريعة في سبيل خدمة الحجيج ورفعة المسلمين أجمعين.
مبادرة حميدة
وتحدث الشيخ أبو عبدالسلام أحد أهم رجال الإفتاء في الجزائر عن مشروع توسعة المسعى فقال: إن المشروع خدمة جليلة للمسلمين إذ تيسر على الناسك سبل العبادة وتضمن سلامته، وكل ذلك جميل ومحبب وعلماء المملكة العربية السعودية مجتهدون ومحل ثقة كبيرة ولا سبيل للتشكيك فيهم ، ونحن معهم في ذلك، ولا أرى غرابة في الأمر خصوصاً وأن الحرم لم يبق على شكله الأول فلقد تغير ووسع فلم يكن الحرم في وقت الرسول الكريم ولا حتى في القرن الماضي كما هو عليه الآن، وما هي إلا لجهود أولي الأمر في المملكة العربية السعودية ومثلما تعرفين لقد وقف خادم الحرمين الشريفين على توسعة المرمى وجاء بعد ذلك موسم الحج سلساً ومرناً، ولم تسجل فيه قائمة للموتى أثناء المرمى الذي عرف بازدحامه مع الزيادة المضطردة في عدد الحجاج، وأقف هنا موقف مهنئ لخادم الحرمين الشريفين الذي يسعى لتوفير الأحسن للحجاج، واعتبر هذه المبادرة مبادرة حميدة، وأتصور أن الحرم سيوسع كلما ازداد عدد المسلمين، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين إلى ما يحب ويرضى.
جهود موفقة
من جانبه أكد الشيخ عبد الرزاق المؤنس معاون وزير الأوقاف في سورية أن توسعة المسعى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله من الجهود المشكورة وتعتبر من تعظيم شعائر الله عز وجل كونها تيسر على الحجاج والمعتمرين حجتهم وعمرتهم، وقال إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألو جهداً في السعي في خدمة ضيوف الرحمن دائماً وبمتابعة دؤوبة ففي كل موسم حج هناك الجديد لخدمتهم وتيسير حجهم كما نوه بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي كانت ولا تزال تقدم كافة الخدمات إلى القادمين والوافدين إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة وأضاف "توسعة المسعى تذكرنا بما قامت به قيادة المملكة العربية السعودية من تنفيذ مشروع الجمرات في منى الذي حقق انسيابية وسهولة في رمي الجمرات الأمر الذي يؤكد مدى حرص المملكة على التخفيف على الحجاج والمعتمرين زوار بيت الله الحرام وضيوف الرحمن".
الحجاج مرتاحون منون
أشاد سماحة الشيخ رجب تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، بجهود القيادة السعودية على مر العصور في خدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم، وآخرهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز..
وثمّن سماحته في تصريح ل "اليمامة" عبر الهاتف جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في الحفاظ على الأماكن والمشاعر المقدسة والتسهيل على ضيوف الرحمن وتوفير كل سبل الراحة والأمن والأمان والسلامة لهم.
واعتبر سماحة الشيخ التميمي قرار تنفيذ مشروعات تطوير كبيرة في منطقة المشاعر وأهمها مشروع جسر الجمرات العملاق، ومشروع توسعة المسعى، خدمة جليلة تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لزوار بيت الله الحرام والتخفيف عنهم وتوفير كل سبل الراحة لهم وأداء مناسك الحج والعمرة بكل يسير والحفاظ على أرواحهم، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمر خادم الحرمين ويحفظه من كل سوء، وأن يقدره على فعل الخير لصالح الإسلام والمسلمين.
وأكد أهمية مشروع التوسعة لما يمثله من جهود متواصلة من قبل القيادة السعودية عبر التاريخ لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الأجواء الإيمانية والروحانية المناسبة لهم خلال أداء مناسك الحج والعمرة وعودتهم إلى ديارهم سالمين.
وأشار قاضي قضاة فلسطين إلى الراحة التي يلاقيها زوار بيت الله الحرام، بعد المعاناة التي كانوا يتعرضون لها في السابق ولا سيما الازدحام الشديد الذي يؤدي إلى التصادم بين الحجيج ووقوع ضحايا من بينهم.
من جهته، ثمّن سماحة الشيخ عبد الكريم الكحلوت مفتي غزة في تصريح ل "اليمامة"، جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في إعمار المشاعر المقدسة والتي كان آخرها توسعة المسعى لما فيه خير وراحة المسلمين.
وأشاد بخطوة خادم الحرمين التي تنم عن تحمل المسؤولية التي وهبها الله سبحانه وتعالى لهذا البلد المبارك بأهله وقيادته، لافتاً إلى أهمية قرار التوسعة في التخفيف عن ضيوف الرحمن وتسهيل مناسكهم لتأدية مناسكهم بكل راحة ويسر وبدون عناء.
وشدد سماحته على أهمية هذه الجهود المباركة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين من طرقات وجسور وبنى تحتية لصالح حجاج بيت الله الحرام الذين يكنون كل محبة واحترام لشعب المملكة وقيادته الرشيدة، سائلاً المولى جل جلاله أن يمد في عمر خادم الحرمين لما فيه خير الأمة والمسلمين وجزاه الله كل خير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.