قبل سنوات كنت برفقة الاسرة في تركيا وشدني كثيرا ذلك الكم الهائل من المطبوعات خصوصا المجلات المتخصصة في علوم الكمبيوتر والتقنية والمعلوماتية، في ذلك الوقت لم اكن اهتم بهذا الجانب المهم من العلوم الذي سيطر مع مرور الايام على مختلف جوانب الحياة وباتت التقنية هي اللغة الاولى في العالم. فالتقنية اليوم هي التي من خلالها نتواصل ونتحدث مهما اختلفت لغاتنا او ثقافاتنا، اذكر انني تصفحت بعضا من المجلات ودهشت انها مترجمة باللغة التركية، تذكرت هذا الموقف عندما كنت اشاهد عبر احدى التقارير العلمية والتي تبثها احدى القنوات المتخصصة في العلوم والتي كانت تتناول كيف تطورت التقنية وانتشرت ثقافتها في الهند والصين وكوريا واليابان وحتى ماليزيا، شعرت بالغيرة وفي ذات الوقت بالحسرة كوننا نركض لنشر المجلات الفنية المكرسة لصور الفتيات الملونة وفي الاوراق الفاخرة والمصقولة ونتردد عن نشر المجلات التي تعنى بالتقنية والكمبيوتر الا مارحم ربي واذا وجدت فهي مرتفعة السعر كأنها طبعت من اجل الفئة القادرة. التقرير الذي شاهدته كان يبين كيف تقوم الهند بترجمة مختلف المجلات العلمية والتقنية الشهيرة وطباعتها طباعة بسيطة تجعلها في متناول محدودي الدخل بل أن بعض المجلات كانت نسخا لمجلات عالمية معروفه، ونفس القول ينسحب على الصين واليابان وكوريا، ولاشك ان العديد من الدول الغربية تقوم بنفس الفكرة وهي ترجمة الكتب والمجلات العلمية المتخصصة لتكون في متناول الناس، كانت المذيعة التي تقوم بادارة التحقيق او التقرير تشير الى اهمية أن تعنى الصحف والمجلات في العالم بهذا الجانب وهو نشر ثقافة التقنية والعلوم بين الناس. وكم ساعتها أسفت وانا اجد القليل القليل من صحافتنا تقوم بتخصيص مساحات تكاد لاتتجاوز الصفحة الواحدة وربما على استحياء لنشر التقنية وعلوم الحاسب او العلوم المهمة الاخرى، كم توجد في بلادنا من مجلة خاصة بالتقنية لاشك انها تكاد تعد على اصابع اليد الواحدة، عكس ان مجلات شهيرة وعالمية مثل التايم الامريكية لاتمضي فترة الا وتكرس احد اعدادها ليكون تحقيقا او تقريرا عن التقنية والمعلوماتية وكم مرة تصدَّر غلافها السنوي كشخصية العام رجل ذو علاقة بالتقنية مثل (بيل جتس) او اصحاب قوقل او حتى (الانترنت) نفسه كشخصية العام وهذا دليل كبير على مدى تقدير المجلة لمن له دور في اثراء البشرية بثقافة التقنية والمعلوماتية. وخلال إعدادي لهذا التقرير رحت ابحث عن المجلات التي اهتمت بالتقنية وكدت اختنق بالكم الهائل الذي انهمر عليَّ من مئات المواقع العالمية، لقد دهشت بالكم الكبير والكثير من اغلفة المجلات العالمية ومنها طيبة الذكر التايم وعلى الرغم من كونها مجلة سياسية الا انها تعطي أهمية وتقديرا للعلوم والتقنية، واسمحوا لي أن اقول لكم كم من مجلة في دولنا الخليجية وضعت التقنية والمعلوماتية على غلافها موضوعا رئيسا كما تفعل المجلات العالمية والتي تضع امامها رسالتها الاعلامية والصحفية ودورها الايجابي في نقل المعلومة والثقافة للآخرين، وخلال بحثي شعرت كم انا مشتاقة لقراءة بعض هذه المجلات المتخصصة بالتقنية والمعلوماتية التي نشرت مواقعها على الشبكة العنكبوتية ولكنها للاسف لاتباع في بلادنا، والحصول عليها يحتاج الى مكاتبات واشتراكات واجراءات لا تتوفر الا لمن تتيح له ظروفه ذلك، ومع هذا حمدت ربي كثيرا أنني استطيع قراءة ومتابعة بعض هذه المجلات من خلال مواقعها على الشبكة، والمتصفح للانترنت يكتشف يوميا حجم الاهتمام العالمي بنشر ثقافة التقنية من حيث اهتمام المواقع الشهيرة بإعداد صفحات متخصصة بالتقنية وعلوم الحاسب او اعداد التحقيقات والتقارير التي ت