أسعار البترول العالمية تضيق الخناق على الطيران الاقتصادي والوجهات الدولية أنقذتنا

طالب بمعاملتهم كشركة وطنية مثل الخطوط السعودية.. المدير التنفيذي في سما ل " الرياض":

استبشر الكثير من المواطنين والمقيمين ببداية حركة الطيران الاقتصادي لسوق السفر في المملكة قبل أكثر من عام، وشهد هذا القطاع رؤية مختلفة حول عمله وأدائه في الشهور الماضية، فهناك من هو ناقد وساخط على خدماته، سواء بالنسبة لتأخر الرحلات أو بسبب إلغاء البعض منها، ولعدم وصوله لكل المحطات الداخلية وفقأً لرغبة المسافرين، وهناك من يرى أن وجود الطيران الاقتصادي يعتبر فاتحة جيدة لحركة الطيران في المملكة حيث توفرت خيارات متعددة للجميع، وفكت الاحتكار لهذا القطاع، منوهين إلى أن الملاحظات البسيطة على الطيران الاقتصادي يمكن أن تنتهي مع الوقت ومن خلال اكتساب المزيد من الخبرة في مجال الطيران.
سامر عطوي المدير التنفيذي للشؤون التجارية في شركة سما للطيران تحدث للرياض عن جوانب التطوير التي يعيشها الطيران الاقتصادي من خلال تجربة سما للطيران على مدى العام الماضي، كما تناول جانباً من الصعوبات التي تؤثر بشكل سلبي على مسيرة تطوير هذا الطيران النوعي في المملكة.
معوقات كبيرة
@ "الرياض": كيف تنظرون لتطور قطاع الطيران الاقتصادي منذ بدايته وحتى الآن ؟ وما ابرز المعوقات في طريقكم ؟
- عطوي: نعتبرها ناجحة بكل المقاييس فهناك تطور تدريجي على جميع النواحي، وأكثر من استفاد من ذلك المسافرون في المملكة سواء السعوديين أو غيرهم من كل الجنسيات حيث حلت إشكالية الضغط على الرحلات الداخلية بشكل خاص، وأصبح للمسافر أكثر من خيار وبسعر أفضل خاصة إذا ما حجز مبكراً واستفاد من عروضنا، وأيضا الطيران الاقتصادي يعتبر إضافة جديدة للاقتصاد السعودي حيث فتح فرص عمل جديدة للشباب السعودي ولحركة السفر التي يستفيد منها البلد في مناح متعددة. وبالنسبة للمعوقات فهي موجودة ونعتبرها حتى الآن في حدود معقولة، وان كان تأثيرها كبيراً على النمو المطلوب وخاصة في جانب الربحية التي هي مشروع لمساهمين ضخوا ملايين الملايين في هذا القطاع الهام، ولعل من أهمها أسعار الوقود المرتفعة جداً، فنحن نشتري الوقود بالسعر العالمي الذي يزيد كل يوم اليوم يسبقه واليوم السعر يتجاوز حدود 115دولاراً للبرميل، ويرفع سعر الوقود الذي نشتريه الى قرابة 148ت دولارا وفي الوقت نفسه يباع للشقيقة الكبرى الخطوط السعودية بسعر مخفض ولا يتأثر بتقلبات الغلاء، وكأننا لسنا شركة وطنية 100% ويرجع خيرها للوطن، ونتمنى أن تسهم هيئة الطيران المدني مشكورة في مساعدتنا في تجاوزت معوقات رئيسة نعاني منها ومن أهمها المحطات الإلزامية لوجهات لا تحقق الربحية بسبب ضعف الطلب الكبير عليها، وايضاً نحن ملزمون بسقف محدد لأسعار التذاكر بالرغم من أننا نوفرها من خلال الحجوزات المبكرة والعروض لأسعار متداولة بأقل من التكلفة في أغلب الأحيان، وأيضا هناك رسوم الطيران المدني على المطارات تعتبر كبيرة ونعامل كما تعامل الطائرات الأجنبية وذلك كما هو الحال في موضوع الوقود، ومع ذلك هناك تفاهم من الأخوة مسؤولي هيئة الطيران المدني للكثير من المعوقات التي نتحدث عنها.
@ "الرياض": كان هناك رد رسمي من شركة سما على موضوع نشر في وسائل إعلامية أشار الى أن شركتكم تواجه معوقات قد تجعلها تتوقف عن العمل في مجال الطيران الاقتصادي ؟
- عطوي: ما نشر كما سبق وأن أكدنا ليس صحيحاً بتاتاً، والأخوة المساهمون يقفون بقوة خلف شركتهم سما لتحقيق نتائج تشغيلية جيدة، وحالياً سما في وضعية جيدة وتتطور في أعداد الركاب حيث وصلنا لمليون راكب في عام واحد والحمدلله، وهذا رقم كبير في عالم الطيران الاقتصادي، وتوجهنا لعدد من الخطوط الدولية الجيدة حققنا من خلاله أرقاماً تشغيلية أكثر من ممتازة سيعود بنتائج جيدة مع الوقت، وإذا ما زالت ولو بعض المعوقات التي ذكرناها سنحقق الربحية التي ننشدها لتحقيق مزيد من التطور لسما ومما سيعود بالنفع للمسافرين داخل المملكة وخارجها. وايضاً نتمنى من هيئة الطيران المدني أن تدعمنا في جوانب أن نستفيد من مميزات النقل الحكومي على الطيران الاقتصادي، وكذلك سنستفيد اذا ما شاركنا في حركة الحج والعمرة بين المملكة والدول الإسلامية.
@ "الرياض": بدأتم منذ بضعة شهور حركة السفر الدولية كيف تقيمون التجربة حتى الآن ؟ وهل من صعوبات لها ؟
- عطوي: في الطيران الدولي نحن نصل حتى الآن الى 22وجهة داخلية وخارجية، وآخر وجهة داخلية الدمام بيشة، ورحلاتنا الدولية تنطلق من ثلاث محطات هي الدمام والرياض وجدةت لتغطي 19خطا دوليا وسما تطير الى الخطوط التي عليها طلب كبير من المقيمين في المملكة بشكل خاص، ومنها مصر ونفتخر أننا أول شركة طيران سعودية توجهت الى جنوب مصر من خلال محطة أسيوط، وهي صراحة حققت طلباً جيداً من خلال جميع من يسكن جنوب مصر، وهي تحقق حاجة ضرورية لسفر فئات كانت تتعرض للإرهاق حتى تصل الى مقصدها بسبب التنقل بين أكثر من محطة. ولا توجد معوقات في الرحلات الدولية حيث إننا ندرس الجهات التي نتوجه لها بعناية كبيرة ونحقق هدفنا بعمل احترافي مدروس.
بيع 60ألف مقعد
@ "الرياض": ما مدى الإقبال على الرحلات الدولية لفترة الصيف المقبلة وما نسبة هذا الإقبال إن وجد ؟
- عطوي: بعنا حتى الآن أكثر من 60ألف مقعد لفترة الصيف المقبل، وذلك من خلال حملة عروض الصيف التي وجهت للوجهات الدولية في الصيف، وهي بأسعار مخفضة بنسبة تزيد عن 70% من الأسعار المحددة سلفاً، وكانت الحجوزات حتى لهذه الرحلات حتى نهاية شهر أبريل المنصرم والسفر خلال شهر 5و 6من العام الحالي 2008م.
@ "الرياض": هل هناك توسع في عدد طائرات سما في ظل التوسع في عدد المحطات الدولية بشكل خاص؟
- عطوي: حالياً نحن نعمل بأسطول مكون من 7طائرات للوجهات الداخلية والدولية، في الشهر القادم سنضم للأسطول الطائرة الثامنة، وهي من نوع 737وسوف يساعدنا ذلك على التوسع الذي نطمح له في الداخل والخارج، ووفق ما يحقق تطلعات عملائنا من المسافرين الذي لديهم الثقة الكاملة في خطوط سما التي تتطور يوماً بعد يوم وتحقق أرقاماً تشغيلية جيدة.
@ "الرياض": الكثير من المسافرين لديهم ملاحظات على الطيران الاقتصادي، حيث يلمسون نوعاً ما قلة الإمكانات البشرية والفنية؟ إضافة لإشكالية تأخر الرحلات في المطارات المحلية على وجه الخصوص؟ وكذلك إلغاء الرحلات؟
- عطوي: نحن لا ندعي الكمال في كل شيء الطيران الاقتصادي وسما على وجه الخصوص تجربة جديدة في المملكة، ومن الطبيعي أن يكون للبعض ملاحظاتهم التي نقدرها ونحرص بكل جد على تلافيها، ولكن الشهور الثلاثة الأخيرة تحديدا شهدت قفزات جيدة وغير مسبوقة بالنسبة لسما، وبالنسبة للإمكانات الفنية فهي تتوفر لسما على الجو المطلوب وخاصة في جانب جودة الطائرات والصيانة بالتعاون مع جهات عالمية معروفة ولدينا دعم للإمكانات البشرية خاصة في المطارات حيث هناك عدد مناسب من الشباب المدرب للتعامل مع مختلف فئات الركاب وتلبية متطلباتهم في المطارات وعلى طائرات سما، وبالنسبة لتأخير الرحلات، أوكد للجميع من خلال صحيفة الرياض أن 90% من رحلاتنا الداخلية والدولية خلال الشهرين الماضيين تقلع في الموعد المحدد، ولدينا طائرة خاصة للحالات الطارئة فقط، حيث تتوجه بدون ركاب لأي وجهة داخلية أو خارجية ومن ثم لا يتعطل الركاب، وفي حالات نادرة سوى ساعات معدودة وهذا لا يوجد في عالم الطيران الاقتصادي.
@ "الرياض": بالرغم من المشاكل السياسية في لبنان وتحذير الخارجية السعودية من السفر الى بيروت فطائرات سما تسافر من مطارات المملكة الى هناك؟
- عطوي: نعم نحن خفنا بل وتوقعنا أن يكون هناك تأثير على السفر إلى بيروت من السعوديين وغيرهم، ولكن والحمد الله هناك إقبال على السفر على خط بيروت سواء من لبنانين، وحتى من السعوديين لأن الوضع العام مطمئن، ونحن نقدم عروضاً تسويقية تلائم المسافرين على هذا الخط، وتشجعهم على اختيار سما عند التوجه لبيروت.
@ "الرياض": البعض من المسافرين قد لا يفضل أو لا يتاح لهم خيارات الحجز الأساسية لديكم عبر الانترنت أو من خلال مراكز الانترنت بسبب عدم الثقة من الدفع الالكتروني من الكثير؟
- عطوي: أعداد المسافرين عبر سما تؤكد أن هناك ثقة ممتازة في الحجز عبر الشبكة العالمية، ومن ثم الدفع الالكتروني عبر بطاقات الائتمان، فهناك 500ألف حجز تمت بالشبكة، وهي تؤكد وجود نجاح مستقبلي للتجارة الالكترونية في المملكة، كما أن هناك أكثر من 200ألف حجز تمت بواسطة مراكز الاتصال، ومثلها عن طريق مراكز البيع التابعة بشكل مباشر لسما، و 350ألفاً تمت عبر وكالة السفر والسياحة.