د. أنيس: هنالك معوقات كثيرة تحول دون حصول التنظيمات الإرهابية على سلاح نووي

في كتاب جديد عن مركز الإمارات للدراسات بأبوظبي حول مواجهة الإرهاب في دول "التعاون" ..

صدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في العاصمة الإماراتية أبوظبي مؤخراً كتاب "الحركات الإسلامية والتطرف والإرهاب في دول مجلس التعاون: الواقع والمستقبل والمواجهة"، والذي يحاول استكشاف احتمالات صعود تلك الحركات وانتشارها في دول المجلس، متجاوزاً في ذلك، الصورة النمطية الآمنة التي قد يبدو عليها هذا البلد أو ذاك. وبعدما يعرض مؤلف الكتاب، د. ممدوح أنيس، المستشار العلمي لمدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في الفصل الأول للتعريفات المختلفة الحركات الإسلامية، ومعايير تصنيفها، يعرض في الفصل الثاني وبالتفصيل للحركات الإسلامية في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين وسلطنة عمان. وأفرد الكاتب، في هذا السياق، مساحة واسعة لتنظيم "القاعدة"، عارضاً لعوامل انتقاله من المحلية إلى العالمية، ومحللاً لمضمون الخطاب الإعلامي لزعيم التنظيم "أسامة بن لادن"، والرجل الثاني فيه، أيمن الظواهري. ويوضح د. أنيس أن استمرار التحدي الأكبر أمام التنظيم هو تحوله ليمثل أيديولوجيا ومفهوما، من خلال البقاء في دائرة الأخبار، وإقصاء التنظيمات الإرهابية المنافسة من دائرة الضوء، وشن هجمات جديدة تبرز اهتمامه بشؤون المسلمين. وفيما يؤكد الكاتب في الفصل الثالث صعوبة استشراف مستقبل الحركات الإسلامية والتطرف والإرهاب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوضح أن الخيارات المطروحة أمام تلك الحركات تنحصر في: الاندماج في النظام السياسي للدولة (كحزب)، أو استمرار الوضع الراهن، أو التراجع والانحسار، أو النجاح في إقامة الدولة الإسلامية. لكن الكاتب لاحظ في إطار تحليله لمستقبل تلك الحركات، وجود معوقات كثيرة تحول دون التنظيمات الإرهابية وإمكانية حيازة أسلحة نووية. وفي نهاية كتابه، يطرح د. أنيس استراتيجية لمكافحة التطرف والإرهاب في دول مجلس التعاون، شدد فيها على أولوية التعاون على المستويين الإقليمي والدولي من أجل تحقيق مواجهة شاملة للإرهاب. كما يطالب الكاتب، كركن أساسي من تلك الاستراتيجية، علماء ودعاة المسلمين بتوحيد صفوفهم وإصدار فتاوى واضحة وحاسمة تبين حكم الشريعة من قتل المدنيين دون ذنب، وتوضح أحكام الجهاد وشروطه.