في العملية الإدارية تمثل سياسة التغيير الدوري داخل بيئة العمل تمثل نظرية إدارية مثالية تقدم للجهازالإداري فوائد لاتعد ولا تحصى ..!! فالاستقرار الدائم الذي يتجاوز الحدود.. يؤدي مع مرور الوقت إلى الجمود وبعد عدة سنوات من المؤكد أن هذا الجمود سيؤدى إلى الاتكالية.. وهذه الاتكالية ستفرز اللامبالاة والملل وكلها صور تؤدي في النهاية إلى سلبيات كثيرة!! ينتج عنها سوء خدمة وهضم حقوق كثيرة للمصلحة العامة وللأبرياء !! فالتغيير إذا اقتصر دوما فقط على هرم المنشأة الإدارية فإنه سيكون تغييراً غير ناجح - والعكس صحيح -!!؟؟ وقد يكون تغييراً سلبياً في ظل استمرار أو في ظل ديمومة أو مجاملة فئة من العناصر القيادية في المستويات الإدارية ذات السلطة والصلاحية.. لأن هذه العناصر الإدارية أصبحت تضم بينها "عقليات" إدارية تحولت مع مرور الزمن من عناصر خبرة إلى عناصر إعاقة تطوير!! وذلك بسبب أدائها البيروقراطي الذي يبطل أي أفكار شابة للتطوير.. ويظل أداؤها يحمل فكراً تقليدياً يحارب التغيير يرفض التجربة.. ويعارض التطوير في الأداء وفي الإجراء داخل المنشأة الحكومية.. هذا الرفض وهذا الجمود تغذى من قناعة ظلت دوما تحمل الخوف من سحب صلاحياتها ومن التعدي على سلطاتها الإدارية التي ظلت هذه العناصر الدائمة تنعم بها لسنوات بل ويجزم أصحابها أنها أصبحت حقاً دائماً ومشروعاً لهم وجزءاً من شخصيتهم الإدارية التي كونوها خلال سنين طويلة جداً !! هذه "النوعية" من هذه العناصر الإدارية القيادية التقليدية داخل البيئة الإدارية الحكومية ظلت لسنوات طويلة جداً حبيسة أفكار معينة ساعد على تكوين هذه الأفكار عاملان رئيسان هما البيئة التي نشأ فيها هذا العنصر داخل بيئة العمل والعامل الآخر والأهم هو "البطانة" التي ظلت تحيط بهذا العنصر وتسيطر عليه لسنوات طويلة وتحاصره في المكتب في السيارة وفي السفر وفي الرحلات بل ووصلت معه إلى داخل المنزل!! وهذا الحصار المستمر استطاع ونجح مع مرور الزمن بدرجة كبيرة جداً في تكوين الشخصية الإدارية لهذه النوعية من القيادات الادارية!!. لذلك فإن من أهم عوائق التغيير تتمثل في معضلة قبوله من هذه العناصر.. وحتى وإن جاء التغيير إجبارياً ومفروضاً عليها لأي مبرر أو لأي سبب فإن قوى المقاومة الداخلية والخفية لهذه العناصر تحمل من الأسلحة ما يمكنها بسهولة من إبطال هذا التغيير وإفشاله تدريجياً وبالتالي تنجح في فرض رأيها المستمر والقائم على إدارة العمل وفق الأساليب والطرق التقليدية!! ولهذا السبب حرم المستفيد من مستوى أفضل من الخدمة في كثير من المواقع!! ولهذا تحمل المجتمع سلبيات كثيرة متتالية في كثير من الجوانب الخدمية!! بسبب استمرار تلك العناصر تدير العمل بالفكر القديم!!. فالتغيير والبحث الجدي والصادق عن التجديد ومحاولة التطوير هو مطلب إسلامي وإيجابي قبل أن يكون فكراً إدارياً معاصراً وقبل أن يكون أحد مفاهيم علم الإدارة الحديث!! لذلك علينا ان نطلب التغيير.. وعلينا أن نسعى بجد نحو التجديد وهذا يتطلب تهيئة عناصر شابة قيادية تتقبل فكر التغيير والتطوير الذي يلبي حاجة المستقبل!! ذلك المستقبل القادم نحونا سريعا والذي من المؤكد أنه مستقبل لايمكن أن يدار بعقلية وفكر الماضي !!؟؟.