ما يثير القلق ويستنزف الوجع اجتياح القمع من قبل بعض الآباء على أبنائهم الذين يرضخون لعقولهم الجوفاء التي يؤلمهم عصيانها ذلك الأب الذي ملأ فكره التعقيد الجامح يريد كسر الحوار لهذا الابن في المجلس الحوار الذي لا يتجاوز علية التوقير ولكنه أب هكذا عقله ونفوذه ا لفكري انت ابن لي لا تتكلم في المجلس الحوار والرأي لمن هم أكبر وانت تجلس في مكان بعيد. مفردات اسكت.. عيب.. مفردات دارجة على اسماعنا يعدها البعض من الآباء كوجبة قمع سائغة المذاق يغذون بها أولئك الأبناء دون أي حيلة. استمع لقمعنا يا ذلك الابن ودعك من الخزعبلات الفوضوية التي تدلو بها فنحن لسنا بحاجة لسماع هراءات طفولية. يحكي لي أحدهم قائلاً أثناء ارتياد الضيوف كنت أرى نظرات أبي تشق هامتي تنتظر مني الخطأ وفي ذات ارتياد كان الحديث سلساً وعذباً فودتت المشاركة علماً بأن عدد الضيوف كان قليلاً جداً وبالرغم من ذلك وجدت نفسي في لهج القمع من جديد.. وبخت وخرجت من المجلس والحسرة تكتويني. ضرب من ضروب القمع حكاه لي صديقي وهو في بزوغ ثلاثينيته العمرية.. قمع الطفولة تدرج معه وعاش ولم ينسه البتة بل انتقل في سائر عمره. أحد الفلاسفة يقول عن القمع انه وسيلة الخطأ والانحراف المبتكرة من رب العائلة وهذه الوسيلة ستأثر على العائلة جمعاء. رغم العلم وانتشاره ورقيه إلاّ ان البعض من الآباء يتعايش معه القمع في كافة تعاملاته الحياتية تدرج معه دون استحياء. إلى متى ذلك القمع من الآباء الذين نسوا واجبات الأبوة وسموها الكبير. أبناؤنا قد نجد منهم الخطأ ولكن بحاجة لأحضاننا لاخوتنا الصادقة القانعة لنا القنوعة لهم. المصادقة الأبوية هي الحل الأوحد لفجج القمع السائر بنوعيات وطبقيات مختلفة. فحتى نسلم من عواقب القمع السلبية على أبنائنا علينا بالتأني والمصادقة وتطبيق مبدأي الثواب والعقاب بكل عقلانية ووضوح لنرى أبناءنا اعتزازنا الممتد في كل أمورنا.