وزير الدفاع يبحث مع نظيره البوركيني التطورات    القضية المركزية    توجيه بسحب الأوسمة ممن يفصل من الخدمة    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    الهلال يتطلع للحسم أمام الأهلي    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    هيئة الشورى تقر إحالة عدد من التقارير والموضوعات    تقويم لائحة الوظائف والنظر في المسارات والفصول الثلاثة.. ماذا تم..؟    ثلاثة آلاف ساعة تطوعية بجمعية الصم بالشرقية    أمير الرياض يحضر افتتاح مؤتمر «المروية العربية»    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    صندوق البيئة يطلق برنامج الحوافز والمنح    البنك السعودي الأول يسجل ملياري ريال سعودي صافي دخل للربع الأول    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الأول للورد والنباتات العطرية    حتى لا نفقد درراً !    رؤية المملكة 2030 في عامها الثامن    القيادة تهنئ ملك هولندا    "جاياردو" على رادار 3 أندية أوروبية    القيادة تهنئ ملك هولندا بذكرى يوم التحرير لبلاده    إبعاد "حكام نخبة أوروبا" عن روشن؟.. القاسم يردّ    شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول    (800) منتج وفرص استثمار.. الرياض تستضيف أكبر معرض لصناعة الدواجن    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    مهرجان الحريد    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    العوفي يحتفل بزفاف نجله حسن    فلكية جدة : شمس منتصف الليل ظاهرة طبيعية    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    60 طالباً وطالبة يوثقون موسم «الجاكرندا» في «شارع الفن» بأبها    أبها تستضيف أول ملتقى تدريبي للطلاب المشاركين في برنامج الفورمولا 1 في المدارس    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    ورحل البدر اللهم وسع مدخله وأكرم نزله    عزل المجلس المؤقت    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    انطلاق تمرين "الموج الأحمر 7" بالأسطول الغربي    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    وصول التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" إلى الرياض    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    على واقع المظاهرات الطلابية.. أمريكا تعلق شحنة أسلحة لإسرائيل    رونالدو يسجل أرقام قياسية بعد الهاتريك    أجواء "غائمة" على أجزاء من 5 مناطق    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"سقف الطموحات" للمجلس البلدي يتهاوى أمام واقع "الامكانات" بجدة
"العروس" بحاجة إلى هيئة عليا للتطوير لها "ميزانية تنفيذ" مستقلة عن الأمانة
نشر في الرياض يوم 26 - 03 - 2008

المجلس البلدي في جدة ماذا قدم منذ دورته منذ الأولى حتى الآن لمدينة جدة التي تعاني الكثير من الترهل والشروخ والندوب والمشاكل؟.
وهل ما قدمه المجلس حتى الآن بحجم طموحات ومتطلبات العروس؟
الطموحات التي يعلقها أهل جدة على مجلسهم البلدي كبيرة والصورة التي أصبحت عليها جدة اليوم لا تسر إلى درجة ان جميع شوارع أحيائها الحديثة لم يعد فيها من الاسفلت إلا أكوام من الحجارة المدببة، والحفر العميقة.. فمعظم أسفلت هذه الشوارع من بقايا الاسفلت الذي وضعه تجار تلك المخططات في بداية تخطيطها وبيعها.. والشوارع الرئيسية والفرعية عبثت بها شركات الحفريات بالطول والعرض.. وما زالت "لعنة السفلتة" المؤقتة تطارد جدة.. ولا يعلم إلا الله متى تحتفل جدة بالسفلتة الدائمة لشوارعها..
ومشروع الصرف الصحي الذي ظل حلم سكان جدة يسير العمل فيه ببطء ومجرد حفر ودفن لا ينتهي.. ولا ندري هل يتم بشكل سليم.. أم أننا سنكتشف بعد فوات الأوان لأنه غير ذلك.
حول هذه المواضيع وغيرها كانت هذه اللقاءات مع رئيس المجلس البلدي وعدد من أعضائه والمهتمين، حيث أظهرت آراء المشاركين انهم لا يقلون حماساً واستشعاراً بما تعانيه جدة من مشاكل.. ورغبتهم في "عمل شيء" يعيد لهذه المدينة توهجها وجمالها.. وأكدوا ان القادم سيكون أفضل وأكثر اسعاداً لسكان جدة.. وان هناك استراتيجية لعلاج هذه المشاكل ستبقى بنفس القوة والحماس والفاعلية في المستقبل.
خطة المجلس البلدي القادمة
عن الخطة المستقبلية للمجلس البلدي في جدة ورؤيته لكيفية معالجة مشاكل جدة المتراكمة يقول الدكتور طارق علي فدعق رئيس المجلس البلدي بجدة: إن أولويات المجلس يمكن إيجازها في عبارة "نطمح".. ويمكن توزيعها حسب حروف العبارة "نون" نظافة، و"الطاء" طرق "الميم" مشاريع و"الحاء" حدائق.. وهذه أولوياتنا وإن شاء الله سنحاول أن نحقق في كل مجال من هذه المجالات إنجازاً ما يتفق مع تطلعات سكان جدة وثقتهم في المجلس الذي يمثلهم.
وأضاف أن أي خطة تمثل رؤية مستقبلية.. وتحدد مسار عمل للمجلس.. وهناك عناصر في الأولويات طويلة المدى وهذه ربما لا نستطيع تحقيقها خلال فترة المجلس الحالي.. ونترك تحقيقها للزملاء الذين سيأتون من بعدنا.. ويتسلمون أمانة القيام بمهام المجلس.. وبعضها مكاسب سريعة سنرى جزءاً من ثمارها إن شاء الله قريباً.
وأشار إلى ان المشاكل وبعض التحديات التي تواجهها جدة تحد من امكانية الوصول لبعض الأهداف التي نسعى إليها.. مثلاً موضوع "مردم النفايات" وما تسبب فيه من مشاكل من خلال وجوده في موقعه الحالي أخذ أكثر من حقه من اهتمامنا.. وحديقة الأنعام أيضاَ موضوع ما كنا آخذين حسابه وليس من المواضيع التي تدخل في حسابنا.. وهذا أدى إلى تعطيل الكثير من الأولويات التي كنا نسعى إلى البت فيها.. لأن متابعة القضايا الآنية الطارئة شغلتنا عن متابعة المواضيع المجدولة.
(30) شكوى من المواطنين
وحتى يبرىء الدكتور طارق فدعق المجلس من "تهمة التقصير" قال: ان أكثر من خمسة وثلاثين شكوى مسجلة لدى المجلس تقدم بها المواطنون ورفعناها للأمانة بعد دراستها من قبل المجلس وهذه أخذت وقتاً كبيراً من أعضاء المجلس ولم تكن موجودة ضمن برنامج العمل.. وقد تم تقديم هذه الشكاوى للأمانة.. وبعضها ينظر فيه ديوان المظالم.
مشروعات الوعود!
المواطن في جدة تكاد تصبح عندهم "قناعة" من أن معظم ما يتم الإعلان عنه من قبل الأمانة من مشروعات ومعالجات لمشاكل جدة تظل مجرد "وعود" حتى الآن، فما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به المجلس البلدي في جدة لتحويل هذه الوعود إلى حقيقة وما هو مدى تجاوب الأمانة مع المجلس؟.
ويجيب على هذا السؤال الدكتور فدعق، وقال: ان كل المسؤولين في الأمانة حتى الآن متعاونون جداً مع طلبات المجلس ومتجاوبون معها وإذا لم يستجيبوا لها فهناك أسباب مقنعة لعدم التجاوب مع المجلس في الفترة المطلوبة.. واعترف لك ان بعض طلباتنا أحياناً تكون زائدة.. لأننا نطلب حسب طموحاتنا.. وليس حسب الامكانات ونحن نخاطب الأمانة بلغة الجمهور ونسعى إلى أن تكون جدة هي الأفضل والأجمل.
وأضاف: انه على الرغم من طلبات المجلس الكبيرة من الأمانة، إلا اننا نجد تجاوباً كبيراً منها حتى في الأشياء الصغيرة.. ومنها قضية حديقة الأمير ماجد عندما قررت الأمانة سحبها من المستثمر.. وطلبنا بشكل شخصي من الأمين ان يوقف السحب.. وفعلاً أوقفه في الحال، وبعض هذه الطلبات سريعة تتم عن طريق الهاتف أو الإيميل.
أحياناً الأمانة معذورة
مدينة جدة تحتضر في الكثير من المجالات في طرقها وحدائقها وشوارعها وأحيائها إلى درجة انه لا يمكن أن تجد في جدة شارعاً سليماً.. حتى "الكورنيش" توقف العمل في المشروعات المنفذة فيه فكيف يمكن أن نعالج مشكلة تعطيل وتأخير تنفيذ المشروعات في جدة؟.
يتحدث عن هذا الجانب الدكتور رباح الظاهري رئيس المجلس البلدي السابق وعضو المجلس حالياً بقوله: هناك خلط كبير لدى المواطنين بين عمل المجلس البلدي، وبين الجهات التنفيذية كالأمانة.. والحقيقة ان أعمال المجلس البلدي تنحصر فيما يقترحه المجلس البلدي من مشروعات، والحمدلله في ميزانية المجلس البلدي الماضية اقترح "27" مشروعاً.. صحيح انه ليس كل المشروعات التي أقترحت تمت الموافقة عليها من قبل وزارة المالية.. ولكن جملة منها تمت الموافقة عليها وهي مستمدة من نبض "الشارع الجداوي".. وهي مشروعات حيوية ومهمة جداً.. وطالبنا بأن توضع هذه المشروعات في قائمة الأولويات. وأضاف: ان المجلس البلدي يقدم اقتراحات للأمانة حتى تأتي الأعمال المنفذة بالصورة التي لا تربك المدينة.. ومن الأمثلة على ذلك ان الأمانة كانت ستنفذ عدداً من الأنفاق في تقاطعات شارع الأمير ماجد وهي مهمة.. ولكننا اقترحنا على الأمانة ان تؤجل تنفيذ بعض هذه التقاطعات للسنوات التالية لأن تنفيذ هذه التقاطعات دفعة واحدة في الشارع سيشل الحركة فيه.. والأمر الآخر الذي أرجو أن يدركه الجميع بأن بعض المشروعات لا تنفذ في سنة ولا سنتين.. وإنما تحتاج إلى زمن لا يقل عن ثلاث إلى خمس سنوات.. وهذا لأن الاعتمادات المالية لتنفيذ تلك المشروعات لا تعطى كاملة.. وإنما يعتمد كل سنة جزء من تكلفة هذه المشروعات..
وأشار إلى أن المشروعات يحب أن تأخذ نصيبها من الدراسة حتى يأتي المشروع بالصورة المطلوبة.. وحتى المشروع الذي يعتمد فإن تنفيذه لا يتم في نفس وقت اعتماده وإنما يحتاج الأمر إلى وقت لأن اعتماد تكلفته يأتي على دفعات.
المشاكل التي تواجه المجلس كبيرة
الأستاذ فهد أحمد الغامدي قال: إن المشاكل التي تواجه المجلس البلدي في جدة كبيرة وتحتاج إلى جهود كبيرة لعلاجها ومتابعة الجهات المنفذة لإعادة الجمال لوجه جدة، والذي أصبح اليوم يعاني الكثير من البثور والتجاعيد.. ويجب أن تعد استراتيجية بعيدة المدى تسير على ضوئها المجالس القادمة ليستمر الأداء والاهتمام بنفس الوتيرة التي عليها المجلس الآن.
والمجلس مجرد ناصح
مشروع الصرف الصحي الذي يجري تنفيذه حالياً في جدة ملأ شوارعها بالحفريات.. والتشويه ولا يبدو أن في الأفق أملاً بإنجاز هذه المشروع في القريب.. كما أن هناك من يضع يده على قلبه خوفاً ان تضيع المليارات التي رصدت لتنفيذها المشروع سدى لأن التنفيذ يتم بطريقة فيها الكثير من الأخطاء والتي قد لا تكتشف إلا بعد فوات الأوان.
الدكتور رباح الظاهري رئيس المجلس البلدي السابق وعضو المجلس الحالي قال: ان قضية الصرف الصحي مسؤولة عنها جهة مختصة، ويجب ان تكون عندها خطتها لمتابعة تنفيذ المشروع والشركات المنفذة له.. وليس للمجلس البلدي دور مباشر في مساءلة الجهة المعنية لِمَ فعلت هذا.. لكن نحن بدافع إيصال ملاحظات وصوت المواطن لتلك الجهة ذهبت ومجموعة من الأعضاء في المجلس إلى المشرف على المياه والصرف الصحي المهندس البغدادي.. وأوضحنا له أن المشروع يسير ببطء شديد جداً.. ولكنه أوضح لنا أن هناك مشاكل أدت إلى ذلك، وانه سيعمل على أن يسير تنفيد المشروع بصورة أفضل وأسرع.
لماذا تظل جدة بهذه الحال؟
المواطن يتطلع بأن تصبح جدة عروسا في أوج جمالها سواء في شوارعها.. أو حدائقها.. او أرصفتها، أو شاطئها، أو أحيائها المهملة.. ولكن الواقع اليوم ان جدة أصبحت مليئة بالتشويه والاهمال والعشوائية.. فهل نأمل ان يكون هناك دور فاعل من قبل المجلس البلدي لعلاج هذه المشكلة المزمنة في جدة من قبل الأمانة.. وان نرى هذا الدور على أرض الواقع وليس مجرد وعود وتصريحات اعلامية؟
المهندس علي مراد رضا طالب بان تضع الأمانة خطة عمل وتقسم جدة الى مناطق وتضع لكل منطقة ميزانية محددة حسب وضع المنطقة وما تحتاجه من مشروعات وان تبدأ في تفعيل البلديات الفرعية التي أصبحت لا تقوم بأي دور يذكر في علاج المشاكل والاهمال في الاحياء التابعة لها.. وحتى إن قمت بشيء من ذلك فهي اجتهادات تخضع لأمور بعيدة عن العلم المنهجي.. واعتقد ان تجربة الأمانة في توزيع جدة الى عدة مناطق في النظافة وترسية المشروع على أكثر من شركة يجب ان يتبع ايضا في مشروعات التجميل والرصف والسفلتة والانارة والتشجير.. لأن أحياء جدة الحديثة تعاني الكثير من الاهمال والسوء من حيث شوارعها وأرصفتها وحدائقها.. فكيف هي الحال في الأحياء القديمة؟!
وقال المهندس علي مراد ان معظم التشويه الذي حدث في جدة خاصة في شوارعها وأرصفتها وبنيتها التحتية ناتج عن اعمال الشركات الخاصة بالخدمات التي تنفذ "حفريات الخدمات" والمفروض ان تحمل الأمانة هذه الشركات وتفرض عليها اصلاح ما افسدته وان توقف اي مشروع يسيء للمدينة.
.. ولكن لماذا جدة تعاني؟
وتساءل الاستاذ فهد الغامدي لماذا تبقى مدينة جدة تعاني من مثل هذه المشاكل؟ ولماذا تظل تعاني من التشويه والحفر في شوارعها، والتكسير لأرصفتها والاهمال لحدائقها؟.. وهذا في الواقع يعود لسبب واحد وهو سوء الرقابة والمتابعة.. ولأننا تركنا للشركات "غير المؤهلة" والعمالة غير المدربة تعبث بالشوارع والمدينة بالطول والعرض حتى وصلت المدينة لما هي عليه اليوم من تشويه وعبث يحتاج اصلاحه مليارات الريالات!!
الميزانيات المخصصة لجدة أقل من احتياجها!
الدكتور رباح الظاهري رئيس المجلس السابق قال ان مشاكل جدة التي تعاني منها المدينة اليوم جاءت نتيجة ان الميزانيات والمخصصات التي تخصص لمدينة جدة اقل بكثير من احتياجات جدة واعتقد ان علاج ما تعانيه المدينة من ترهل لن يتحقق الا اذا تم انشاء هيئة عليا لتطوير جدة تكون لها ميزانية خاصة غير التي تخصص للأمانة.. وتصرف لتطوير المدينة وعلاج ما تعانيه لأن عدم وجود هيئة عليا لتطوير جدة سيؤخر تطوير المدينة وحل مشاكلها المتراكمة عبر سنين طويلة.. لأن الميزانية التي تعطى الأمانة لا يمكن تعالج المشكلة حتى على المدى البعيد.
واضاف ان جدة تعاني.. وتزداد ترهلا الى درجة انه لا يوجد شارع واحد سليم على امتداد طول المدينة وعرضها، مشيرا الى أن امانة جدة اقترحت في يوم من الأيام شيئاً اسمه "السفلتة المؤقتة" وهو اقتراح غير موجود في العالم باسره وما زلنا متوقفين عند هذا الاقتراح الذي اصبح معه الاسفلت مجرد طبقة متآكلة برزت من خلالها الحجارة كالمسامير.. وامتلأت بالحفر والأخاديد والمطبات.
وضع خطة لمستقبل المدينة الحضاري
الدكتور حسن محمد صابر اقترح ان يشكل المجلس البلدي عدة لجان استشارية متخصصة كل لجنة في مجال من المجالات حتى يمكن متابعة ما تكلف به بشكل أدق وكذلك يجب ان يهتم المجلس برسم الشكل الحضاري لجدة.. ووضع اطر ومعايير لهذا الشكل تحدد وضع الحدائق.. والارتفاعات في الاحياء بحيث تبقى المخططات الخاصة بالفيلات والمخططات الخاصة بالعمائر لا تخضع لاجتهادات ومرئيات قابلة للتغيير من أمين الى آخر.. ومن مسؤول الى آخر.. لأن ذلك يفسد الشكل الحضاري للمدينة.. ويصيب الناس بالغبن.. فلا يعقل ان يجد الانسان وقد بنى فيلا من دورين ان الارض التي بجوار فيلته قد تحولت الى عمارة من ستة او خمسة ادوار لأن الأمانة قد غيرت استعمالات المخطط من فيلات الى عمائر.. وكذلك وضع لوحات الاعلانات في الشوارع والتي سدت الأرصفة والشوارع واصبحت تشوه المظهر الحضاري للمدينة، بالاضافة الى الصورة التي يجب ان تكون عليها الطرق في جدة.. لأن الكثير من طرق جدة الآن لا يمكن ان يعبر الانسان خلالها من جهة الى أخرى الا بمعجزة.. او ان تكون مغامرا.. وهذا يتطلب اعادة تشكيل الشوارع عن طريق اختيار لجنة من عدة تخصصات تدرس اوضاع كل شارع وتضع مقترحاتها التي تعالج العيوب وتستشرف المستقبل وحركة المرور في كل شارع.. لانه من خلال الدراسات ثبت ان 60% من الحوادث المرورية التي تحدث لها علاقة بتصميم الطريق.
جهاز مساند للمجلس
الدكتور رباح الظاهري أكد على أهمية وجود لجان متخصصة في المجلس.. ولكن هذا يتطلب امكانات مادية وهذه غير متوفرة للمجلس.. ونحن في الوقت الحاضر عندما تريد الاستعانة بأحد المتخصصين في مجال من المجالات من زملائنا بالجامعة.. تقوم بذلك تحت بند "تكفى" و"جزاك الله خيراً".. ولا شك ان هذا البند لا يمكن ان يساعدك في كل الأوقات.. رغم محاولتنا لانشاء لجنة باسم "اصدقاء جدة" او "أصدقاء الأمانة" للعمل على المساهمة في المتابعة والمساندة.
وقال نتطلع في المستقبل ان يكون هناك مكتب دعم فني في المجلس وتخصص له ميزانية حتى يقوم بعمله المناط به على أكمل وجه.
واوضح الدكتور طارق فدعق بان المجلس بدأ فعلا في انشاء مجموعتين تشاورتين.. وهما مجموعة فنية تضم اربعين شخصا من مكاتب هندسية ومتخصصين في مجالات هندسية مختلفة وطبية واجتماعية.. وهؤلاء يعتبرون جزءاً من الفريق الفني "بدون مقابل". وهم يقومون بعملهم بشكل تطوعي وهناك مجموعة اخرى في طور التشكيل وهي المجموعة التشاورية العليا وهؤلاء اناس "وقتهم ثمين" جدا ولا يمكن الاستعانة بهم الا مرة أو مرتين في السنة في اعمال استراتيجية.
وقال لقد طلبنا من المجموعة الاستشارية رأيها في مشروع "مركز المدينة" الذي سيقام في مطار جدة القديم.. والأمانة تبنت المشروع وتم اسناد تصميم المشروع لشركة امريكية عالمية هي "اتش اوكيه" وهي شركة متخصصة في المشروعات العقارية الكبرى ولكن المجلس البلدي في جدة كون فريقاً من عدد من المهندسين واعترضوا على المشروع لأنه غير مناسب للبيئة المحلية.. ومن خلال ورش عمل تحت وأجرى ادخال العديد من التعديلات فاقت (32) تعديلا.
المجلس البلدي حلقة الوصل بين المواطن والأمانة
المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي اكد على ان المجلس هو صوت المواطن وهو حلقة الوصل بين ما يريده المواطن وما تقوم به الأمانة.. والهدف للجميع هو ان تصبح جدة بالصورة التي نأملها،.. واصدقاء الأمانة أحد آليات المجلس البلدي التي يستطيع من خلالها المواطن ان يعبر عن افكاره ومرئياته في الكثير من القضايا الخاصة بجدة.. ومن هذه القضايا وضع "شارع حراء" من كوبري طريق المدينة وحتى ميدان التاريخ والذي مازال اتجاهاً واحداص رغم ان الشارع اتجاهان.. واصدقاء الأمانة يتابعون الأمين بشكل مستمر لتعديل هذا الجزء النشاز من الشارع والذي سيعود اتجاهين كما كان من قبل.. وكذلك في العديد من القضايا الأخرى مثل: انظمة البناء في المربع الذهبي والمشكلة في حي الأندلس.. وتحويله من فيلات الى عمارات.. ولا شك ان بعض مراكز الأحياء لها دور جيد في هذا الموضوع ونرجو ان تكون جميع مراكز الاحياء فعالة لنصل للهدف الذي نسعى اليه جميعا وهو جعل جدة أجمل وأبهى.
مقترحات لتفعيل المجالس البلدية
الدكتور رباح الظاهري رئيس المجلس البلدي السابق قال: ان المجالس البلدية حتى تحقق اهدافها تحتاج الى دعم.. وقد تقدمنا بالعديد من المقترحات لتحقيق ذلك منها ان المجالس البلدية تحتاج الى عمل دؤوب وكبير جدا.. واعضاء المجالس البلدية غير متفرغين.. وبالتالي لا يمكن ان يؤدوا العمل المطلوب منهم في ظل عدم التفرغ.. ولهذا لابد من اتخاذ قرار بتفريغ 50% على الأقل من اعضاء المجالس في الفترة القادمة.. ورصد النتائج التي تحققها مثل هذه الخطوة على أداء المجالس البلدية.. فاذا وجد ان الأداء تحسن وتطور يتم تفريغ كل الأعضاء العاملين في المجالس لأن الهدف الذي تهدف اليه الدولة من وجود المجالس البلدية هو رغبتها في احداث نقلة نوعية في الخدمات البلدية ينعكس على المواطن ورفاهيته. وأضاف ان المجالس البلدية في الوقت الحاضر تحتاج الى اعتماد عدد من الوظائف الفنية.. او التعاقد مع مكاتب يمكن الاستعانة بها من قبل المجالس عند الحاجة لمشورة او رأي فني لأي قضية.
بحيرة الصرف الصحي
المواطنون في جدة يعلقون آمالا كبيرة على المجلس البلدي لعلاج مشاكل التلوث من جراء بحيرة الصرف الصحي والنفايات وفي هذا الخصوص يقول الدكتور طارق فدعق ان بحيرة الصرف الصحي هي احد "المشاكل المزعجة" في مدينة جدة.. وهي ليست وليدة اليوم، وانما هي نتاج لتجمع مياه الصرف الصحي لأكثر من ثلاثين عاما، بسبب عدم تنفيذ شبكة الصرف الصحي.. وهي بالفعل كارثة بيئية وصحية وحضارية تهدد جدة باخطار كبيرة اذا لا يعلم الا الله عز وجل ماذا يحدث للمدينة من تسربات مياه هذه البحيرة، وماذا يحدث لو تصدع السد الذي يحجز مياه هذه البحيرة وفاضت المياه فربما يؤدي ذلك الى غرق احياء بكاملها، والأمانة الآن تحاول ان تستخدم مياه هذه البحيرة في انشاء غابات صناعية حولها لتخفف من اضرارها وهذه الجهود نتابعها وتطالب الأمانة بالتوسع فيها ولكن مشكلة ثلاثين عاما لا يمكن ان تحل في "يوم وليلة" لن تنتهي مشكلة هذه البحيرة الا اذا توقف تحويل مياه المجاري فيها واكتمل مشروع الصرف في جميع احياء جدة.
حدائق جدة
وعن التوسع في المسطحات الخضراء وانشاء المزيد من الحدائق أكد الدكتور فدعق على أهمية هذا الجانب للمدينة وان المجلس لا يألو جهدا في متابعة ما تقوم به الأمانة في هذا المجال.
وقال الدكتور رباح الظاهري: هناك مشروع من أجل مساهمة القطاع الخاص في الحدائق والمجلس البلدي شارك في ايجاد رعاة لبعض الحدائق في جدة مثل بيت زاهد الذين ساهموا في انشاء حديقة كبيرة ونموذجية.. وما زلنا نسعى في ايجاد مساهمين من القطاعين الخاص او من سكان الاحياء لرعاية وانشاء الحدائق.. وهدفنا ان تصبح جدة خضراء.. والمهندس حسن الزهراني هو رئيس لجنة الحدائق الدائمة في المجلس البلدي، بالاضافة الى ذلك في المجلس جمعية باسم "اصدقاء حدائق جدة" وهذه الجمعية هي التي اشرفت تنفيذ وتخطيط حديقة فيصل التي تعتبر إحدى الحدائق النموذجية في جدة ومساحتها اكثر من عشرة آلاف متر واتمنى ان تكون جميع حدائق جدة مثلها. وأوضح الدكتور فدعق ان جمعية اصدقاء حدائق جدة وهم متطوعون لديهم عدد من رجال الأعمال اعلنوا عن استعدادهم على القيام برعاية عدد من الحدائق، ولكن الأمانة كما اخبروني لا تسجيب وسنحاول من خلال المجلس تذليل الصعاب أمام هذه اللجنة ومعرفة وجهة نظر الأمانة في عدم الاستجابة لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.