كتب كل من جون أندرسون وروبين رايت، مراسلا صحيفة واشنطن بوست، تقريراً استخبارياً من إسلام أباد في باكستان بعنوان "تلاشي الدعم المحلي والخارجي للرئيس الباكستاني برويز مشرف"، كشفا فيه أن برويز مشرف بدأ يفقد شيئاً فشيئاً تأييد قطاعات عريضة من الناخبين له بما فيها قواعده العسكرية التقليدية وسط شكوك متزايدة داخليا وفي الولاياتالمتحدة بشأن قدرته على إدارة دفة الحكم في البلاد. وأشار المراسلان الأمريكيان إلى أن مجموعة تزيد على مئة ضابط متقاعد من ذوي الرتب الكبيرة مثل مشير وفريق ورؤساء استخبارات سابقين، طالبت مشرف يوم الأربعاء بالتنحي عن السلطة فوراً من أجل إعادة الديمقراطية والتصدي للمتطرفين الإسلاميين. وأبدى مشرف مرارا استخفافا بالتوقعات التي تشير إلى زواله السياسي فيما يرى قلة من المراقبين أن الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 18فبراير المقبل ستعجل الإطاحة به. غير أن محللين باكستانيين ومسئولين أميركيين يعتقدون أن التحديات السياسية التي تواجه مشرف أكبر من تلك التي اعترضته في السابق وأن حلفاءه في الداخل والخارج تضاءلت أعدادهم. وبينما أقدم هو على إبعاد قادة عسكريين سابقين، فإن ثمة مؤشرات تدل على أن هناك ضباطا في الخدمة قد ينأون بدورهم عنه. وكشف المراسلان الأمريكيان في تقريرهما أن الفريق أشفق كياني الذي اختاره مشرف لخلافته في قيادة الجيش قد لا يتطوع لنجدة رئيسه السابق بحسب قول المحللين. وكان كياني قد أصدر أمرا الأسبوع الماضي يحظر بموجبه على ضباط الجيش مقابلة الرئيس قبل الحصول على إذنه، مشيراً إلى أنه سيستدعي العديد من الضباط الذين أحيلوا إلى الخدمة المدنية في عهد مشرف. ونقل مراسلا واشنطن بوست عن المحلل السياسي طلعت مسعود، وهو ضابط متقاعد برتبة فريق قوله إن الجيش سيسعده كثيرا التخلص من مشرف. وذكر معدا المقال أنه إذا ما قدر للمعارضة الباكستانية حصد ثلثي مقاعد البرلمان في الانتخابات فإن الرئيس سيواجه احتمال اتهامه بالتقصير والخيانة. وتعد شعبية مشرف الآن في أدنى درجاتها بحيث أنه حتى لو فاز حزبه الرابطة الإسلامية الباكستانية بالانتخابات فإنه سيتهم بتزويرها. أما إذا خسرها وأحكم مناوئوه سيطرتهم على البرلمان فإنه سيتهم بالخيانة على كل حال. (خدمة ACT خاص ب"الرياض")