السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    «الجمارك»: استيراد 93,199 سيارة في 2023    وزير الخارجية: القضية الفلسطينية أولوية تُعبّر عن صوت الأمة الإسلامية وضميرها الحي    يسله وجيسوس يحذران المهددين من «الإنذارات»    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    الأرصاد: توقعات بهطول أمطار على أجزاء من منطقة الرياض    «مهندس الكلمة» عاصر تحولات القصيدة وغيَّر أبعاد الأغنية    ميدياثون الحج والعمرة يختتم يومه الثالث "يوم الماراثون"    «MBC FM».. 3 عقود على أول إذاعة سعودية خاصة    لا تظلموا التعصب    معالي الفاسد !    أنقذوا «سلة الحقيقة»    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    «كاكا» الصباغ صرخة سينمائية مقيمة    الأمم المتحدة تغلق ممر المساعدات إلى دارفور    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    70 % نسبة المدفوعات الإلكترونية بقطاع التجزئة    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    القيادة تعزي رئيس الإمارات وتهنئ رئيس بولندا    مجلس الشؤون الاقتصادية يشيد بالنمو المتسارع للاقتصاد الوطني    أبعاد تنموية    مليون وظيفة في «السياحة» عام 2030    وفاة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    ضبط أكثر من 19600 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أمر ملكي بتعيين (261) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    مفاوضات هدنة غزة.. ترقب لنتائج مختلفة    «الأوروبي» يدين هجمات موسكو السيبرانية    "زرقاء اليمامة".. أول أوبرا سعودية تقدم تفسيراً لإحدى أقدم الأساطير    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    انطلاق فعاليات «شهر التصلب المتعدد» بمسيرة أرفى    سفير خادم الحرمين في الفلبين يستقبل التوءم السيامي وأسرتهما    طريقة عمل بسكويت النشا الناعم بحشو كريمة التوفي    «ذبلت أنوار الشوارع.. وانطفى ضيّ الحروف»    النملة والهدهد    ضبط مواطن في حائل لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    الديوان الملكي ينعى الأمير بدر بن عبدالمحسن    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقص الوفيات في الأطفال الرضع من 250في الألف إلى 19في الألف
ضيوف الندوة يطالبون بوضع خطة استراتيجية طويلة المدى للخدمات الصحية لطب الأطفال
نشر في الرياض يوم 22 - 01 - 2008


الضيوف المشاركون:
د. صالح محمد الصالحي
المدير الطبي بمستشفى الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية
د. صالح عبدالله التميمي
رئيس قسم الطوارئ في مدينة الملك فهد الطبية
د. أمين عبدالله سفطة
رئيس قسم الجينات الطبية للأطفال
د. فهد العقل
رئيس العناية المركزة للأطفال في مدينة الملك فهد الطبية وأستاذ طب الأطفال في جامعة الملك سعود
* الكل يطالب بالرعاية الصحية للأطفال في ظل وجود عدد كبير من سكان المملكة يمثلون شريحة الأطفال ولأنها خط الدفاع الأولي ومكانة المملكة العالمية من جميع النواحي مدعاة إلى تكاملية الأجهزة والتجهيزات الطبية، فالدولة والعاملون في القطاع الصحي وشريحة الأطفال من المجتمع أضلاع لمثلث مهم في دور التنمية المستدامة.
فالرعاية الصحية تساعد كافة شرائح المجتمع على حياة كريمة تتناسب ومتطلبات الحياة، والأطفال لهم الأهمية القصوى فابقاؤهم في وضع صحي ممتاز من ناحية النمو النفسي والنمو الجسدي، وكذلك المحافظة على نشأتهم في بيئة سليمة. ويضاف إلى ذلك ثقافة صحية عائلية في جميع الأمور المهمة في الوقاية كل ذلك دعا "الرياض" إلى عقد ندوة صحفية تتزامن مع المؤتمر الطبي للرعاية المتقدمة.
"الرياض": أهمية الرعاية الطبية الوقائية المتقدمة للأطفال نود ان توضحها للقارئ كتوطئة للندوة؟
- د. صالح الصالح: إن الرعاية الطبية للأطفال بشكل عام تؤخذ من منظور شامل، حيث تشمل مشاركين أو شركاء من كافة الجهات والشريك الأول والراعي الرئيسي والرسمي لهذه الشراكة هي الدولة التي تقدم الخدمات الصحية المتكاملة للمواطنين بشكل عام وبنسب متساوية على كافة مناطق المملكة لتقديم الرعاية الصحية الطبية التخصصية والثانوية بشكل جيد يناسب مكانة المملكة العربية السعودية العالمية من جميع النواحي، والشريك الثاني هم العاملون في القطاع الصحي وعلى رأسهم وزارة الصحة في تنفيذ توجهات الدولة، وذلك بتغطية جميع المواطنين في تقديم الخدمات الصحية المتميزة، وكذلك القطاعات الأخرى المقدمة للرعاية الصحية الأولية والذين يهتمون بفئات معينة مثل الجيش وقوى الأمن الداخلي أو الحرس الوطني، إضافة إلى المستشفيات الجامعية والقطاع الخاص. فجميع هذه المرافق الطبية التخصصية تشارك وزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية.
إن الرعاية الصحية هي تقدم التأكيد بأن يعيش المواطنون في صحة نفسية وبدنية جيدة تضمن لهم الحياة الوظيفية في المجتمع تساعدهم على حياة كريمة تتناسب ومتطلبات حياتهم وبالنسبة للأطفال فهي إبقاؤهم في وضع صحي جيد وطبيعي من ناحية النمو النفسي والنمو الجسدي، وكذلك المحافظة على نشأتهم في بيئة صحية سليمة. ويدخل في ذلك التثقيف الصحي للعائلة ونمط السلوك العائلي الصحي من ناحية المعرفة الشاملة بالكثير من الأمور المهمة في الوقاية من الكثير من الأمراض إن مكونات الرعاية يدخل فيها قبل ذلك الشريك الثالث والمهم في تقديم الخدمات الصحية وهو المجتمع وهؤلاء مهمون جداً في مجال تقديم الرعاية والمشاركة في تقديم المعلومة الصحيحة عندما يكون هناك الوعي الكامل والكافي وهذه طبعاً مسؤولية مشتركة لتسهيل الحصول على المعلومة المفيدة والصحية، وكذلك الوعي بجدوى الخدمات الصحية والمطالبة بأن تكون الخدمات الصحية جيدة ودائماً القناعة شيء جيد ومطلوب وهي جزء من المبادئ الإسلامية الأساسية، كما أنها قيم من قيم الإسلام. ولكن الرعاية الصحية لابد ان تكون عن قناعة على الحد الأدنى من جودة الخدمات الصحية بشكل عام. هذا ما أعتقد انه الأهم والشريك الرابع هو الجمعيات غير الحكومية والمؤسسة الأهلية غير النفعية والتي تأتي بشكل طوعي، هؤلاء يكملون الهيكلة الصحية ويكونونها في البلد وإذا لم يقم الكل بدوره بشكل جيد سيكون هناك خلل، وذلك في أي مكان في العالم وليس في المملكة العربية السعودية فقط.
إن الرعاية الصحية المقدمة للأطفال هي تأتي من نوعين، الرعاية الصحية الأولية من ناحية تقديم الخدمات الأساسية والضرورية، المحافظة على المعايير الصحية الأساسية وهي تقليل نسبة الوفيات عند الأطفال، والاهتمام بالتغذية، والنمو النفسي لدى الأطفال، وللأسف ان نوعية غذاء الأطفال غير جيدة فالكمية كبيرة لكن النوعية غير ممتازة مما تسبب في وجود السمنة وفي نفس الوقت سوء التغذية عند الأطفال جراء دخول الوجبات السريعة، بعد هذه الدرجة تأتي الخدمات الصحية وهذه تكون على حساب خدمات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسنان وطب المجتمع وما إلى ذلك. بعد ذلك تأتي خدمات الأمراض الشائعة الثانوية غير المعقدة ثم الخدمات الاستشارية والتي تستهدف الآن في جميع الدول بتقديم خدمات تخصصية عالية الجودة في كافة احتياجات الطفل وهي خدمات احتياجية في كافة أجهزة جسم الطفل في جهاز المناعة وفي جهاز القلب وفي جهاز الكلى وفي جهاز الأعصاب وغيرها من الأجهزة، فلابد من الاهتمام بكافة المراحل لأن الكثير من حالات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسنان وطب المجتمع والرعاية الثانوية والتخصصية في الكثير من الحالات لا يمكن القيام بمعالجتها والتعامل معها في المستشفيات الثانوية، لابد لها من متخصصين ولذلك فإن الجزء أو المرحلة الثالثة من الرعاية الصحية الأولية في أي بلد هي الخدمات التخصصية التي تقدم من خلال متخصصين يبتعثون إلى الخارج للتدريب - وهذه ولله الحمد بدأت منذ بداية نهاية السبعينات وبداية الثمانينيات - وقد انقطع لفترة والآن عاد مرة أخرى والكثير من الأطباء يذهبون للتخصص في أقوى الجامعات في أمريكا الشمالية وكذلك في أوروبا وفي أستراليا ويأتون بتخصصات دقيقة.
نتمنى في مرحلة من المراحل ان تكون المملكة العربية السعودية
مكاناً للتدريب في التخصصات الدقيقة، فهناك برنامج للتخصص الدقيق لحديثي الولادة وبرنامج التخصص الدقيق في طب طوارئ الأطفال والبالغين، وفي الكلى، وفي الجهاز الهضمي، ولكن هذه البرامج تحتاج إلى تقوية، والخدمات الصحية التخصصية مهمة جداً، لأن الكثير من المضاعفات والاشكاليات التي تصل إلى المستشفيات التخصصية جانب مهم جداً عندنا كمجتمع يكثر فيه زواج الأقارب، ومن تكثر الأمراض الوراثية التي تحتاج إلى رعاية جيدة، ولعل الدولة بدأت بمبادرة الفحص المبكر سواء قبل الزواج أو فحص حديثي الولادة، وفحص الزواج ربما يتضمن مرضاً أو مرضين أو أمراض الدم الوراثية، بينما الفحص بعد الولادة يتضمن أو يشمل 15مرضاً وراثياً وإذا تم اكتشافها في وقت مبكر يمكن منع الاعاقة لدى الطفل ويعيش كفرد منتج في المجتمع.
- د. صالح التميمي: أولاً أشكر لجريدة "الرياض" على استضافتنا..
أنا أؤكد على ما قاله الدكتور صالح الصالح. وبالنسبة لطب الطوارئ هناك الآن في المملكة برنامجان تحت رعاية الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. البرنامج الأول هو طب الطوارئ العام وهو برنامج مدته أربع سنوات يلتحق فيه خريج كلية الطب ويتخرج وهو يستطيع ممارسة مهنة الطب بعدها كطبيب طوارئ استشاري. ولله الحمد لنا الآن حوالي ست سنوات في البرنامج. وهناك برنامج آخر لطب طوارئ الأطفال، وهذه زمالة وخريج كلية الطب يلتحق بطب طوارئ الأطفال العام لأربع سنوات ويتخرج كطبيب أطفال استشاري ثم يستطيع أن يواصل تعليمه في طب طوارئ الأطفال يتخصص فيه لمدة سنتين، وبالتالي يعمل كاستشاري في طب طوارئ الأطفال.
- د. أمين عبدالله: أوافق الزملاء فيما تفضلوا به. بل لقد كان قبل عشر سنوات تطور ونمو سريع وازدياد في المجتمع، فلذلك تحس أن القطاع الصحي ما زال متأخراً في مواكبة الكم الكبير والهائل في عدد المرضى والأسرة الى آخره، وهذا لا يعني عدم التقدم، بالعكس التقدم موجود، إلا ان العدد لا يكفي عدد الناس الموجودين في المجتمع، والرعاية الطبية التخصصية لطب الاطفال تعني التخصصات الدقيقة، فهناك طب أطفال للقلب وطب أطفال كلى وطب أطفال الجهاز الهضمي وطب أطفال الأمراض الوراثية.
إن الأمراض الوراثية بلاشك موجودة في كل مجتمع، وأعتقد انها موجودة في مجتمعنا بشكل أكثر مقارنة بالمجتمعات الأخرى نظراً لوجود زواج الأقارب، لكن هناك أمراض ليس لها علاقة بالزواج من الأقارب وهي أمراض وراثية.
وهي موجودة سواء عن طريق الأب أو طريق الأم وليس لها علاقة بالوراثة أو بالقرابة، إما ان تكون عن طريق جنس الانسان ذكراً أو أنثى أو الطفرة في الأسرة وتظهر بنسبة 50%. كذلك الأمراص الأخرى وهي تشوهات الأجنة عن طريق الكرموزومات والصبغات الوراثية، فأحياناً يكون أحد الوالدين يحمل هذه الصبغات الوراثية وهو طبيعي جداً، لكن بعد الزواج تظهر بعض الأمراض الوراثية التي يحملها أحد الزوجين. هذه كلها أمراض وراثية، لكن لا يعرف الناس أنها أمراض وراثية.
- د. صالح التميمي: طب الأطفال متطور عندنا في المملكة والكثير منا يتصور ذلك، ولكن ليس شاملاً لجميع أنحاء المملكة، فهناك فروقات كبيرة بين مركز طبي وآخر، وهذا قد يكون أحد مصادر عدم اعتقاد البعض ان هذا الطب متطور في المملكة، إنما اذا نظرت الى قمة الرعاية الطبية فأعتقد ان هذه باستمرار ترتفع، لكنه لا يشمل جميع المناطق في المملكة وجميع المواطنين.
وهذا شيء مفهوم ولا يعني الفشل أو التقصير، بل لأن المملكة دولة كبيرة مترامية الأطراف، وما زلنا مجتمعاً ناشئاً وفي حاجة إلى المزيد من العمل. وأعتقد أننا نعيش تطوراً في الطب ما كان موجوداً قبل عشر سنوات.
- د. صالح الصالحي: أولاً إن الخدمات الصحية بشكل عام في كل مكان في العالم لا يوجد لها سقف أعلى للجودة، فكل ما كان وصل الى مرحلة نطمح الى مرحلة أعلى منها ومستوى أفضل من ذلك. واذا جئنا الى الدول التي تعتبر فيها الخدمات الصحية من أفضل ما تكون تجد ان الناس لا يزالون غير راضين ويطمحون الى أعلى من ذلك، وهذا شيء طبيعي ومشروع، وطبعاً الكثير من المناطق تحتاج إلى الحد الأدنى في الخدمات الصحية، وهذا واجب أعتقد انه مهم جداً ان يكون لجهة تشريعية لها قوة في تنسيق الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية. حيث لا يوجد تنسيق. وزارة الصحة ليس لديها صلاحيات لتقول انه يجب ان نترك الجانب التخصصي للمستشفيات الفلانية المعينة والرعاية الصحية الأولية لوزارة الصحة، والى الآن مجلس الخدمات الصحية لا يزال مجلساً تنسيقياً فقط وليس لديه صلاحيات تنفيذية في تغيير شكل الخدمات الصحية في المملكة.
@ "الرياض": إن المملكة دولة كبيرة ومترامية الأطراف فقد يوجد التطور الطبي في ثلاث مدن فقط، لكن في الشمال والجنوب والجهات الأخرى قد تقل الامكانيات ويقل الدعم للمستشفيات ونقص في المراكز الطبية والتجهيزات في طب الأطفال وطب الطوارئ والمراكز الصحية وازدادت الاشكالية مع ازدياد عدد السكان، وبالذات شريحة الاطفال التي تمثل نسبة تقريباً 60% من المجتمع.. نود التطرق الى هذه الاشكالية؟
- د. أمين عبدالله: أنا أؤكد هذا الأمر فنحن في ازدياد في عدد السكان ونحتاج إلى طاقة استيعابية أكبر وليس فقط في المستشفيات، وإنما في الكثير من المشروعات كذلك. والحمدلله الآن الدولة متقدمة وهناك مشروعات كبيرة من قبل وزارة الصحة لبناء مستشفيات. لكن من الذي يشغل هذه المستشفيات إنهم الأطباء؟ ولذلك نحتاج إلى كادر طبي أيضاً والى التجهيزات الطبية والكادر التشغيلي إضافة إلى المستشفيات.
أما ان تأتيني بمستشفيات ولا يوجد كادر طبي متميز يدير هذه المستشفيات فهذه مشكلة فكأنك لم تفعل شيئاً، إذاً تحتاج إلى الشيئين معاً، المستوى الطبي والمستوى العلاجي. مازلنا نعيش نقصاً في طب الأطفال في جميع التخصصات.
- د. صالح الصالحي: اعتقد ذلك، فأنا لدي خبرة في إعداد التقارير فيما يخص الطفولة في المملكة العربية السعودية للجان الأمم المتحدة، فالمطروح في السؤال صحيح وعلى الرغم من الانفاق الذي قد يكون كبيراً من قبل الدولة في الخدمات الصحية بشكل عام لا يزال هناك إشكالية في تقديم الخدمات الصحية ذات جودة وبالتساوي، فالكثير من الانتقادات التي تصلنا وتنتقد النظام الصحي في المملكة هما شيئان إثنان، وذلك في التكاملية الصحية وهي تداخل الأشياء مع بعضها فإذا كان النظام المعمول به في المختبر لا يدخل في نظام الأشعة في المرضى، وفي التنويم معنى ذلك ان هناك مشكلة. وتوجد مشكلة بين كافة الشركاء الرئيسيين منهم وزارة الصحة.
والحرس الوطني مثلاً لديه مشروعات كبيرة جداً وطموحة ويعمل عليها، وكذلك وزارة الصحة لديها مشروعات ضخمة كثيرة وأيضاً وزارة الدفاع، لكن هذه الخطط عن ماذا تتحدث؟.. لوضع نظام صحي شامل للبلد يكون هناك أهداف اساسية من تحقيقها، هناك معايير او مؤشرات صحية لأي بلد إذا تقرأها تستطيع من خلالها ان تحكم على البلد هل هو بلد متطور صحياً أم لا؟. وتأتي بعد ذلك الى الأشياء ذات الجودة، أولاً معدلات الوفيات في كل الدول يختلف، فالمملكة العربية السعودية كدولة ناشئة وجديدة تحسنت الوفيات، ومثال ذلك ان وفيات الاطفال الرضع أقل من خمس سنوات من 250في الألف الى 19في الألف في السنوات السابقة، وكذلك وفيات الاطفال حديثي الولادة تحسنت من رقم مماثل 260في الألف الى 20في الألف، والتطعيمات من المؤشرات الصحية التي تقاس بها الدول 96% هي تغطية التطعيمات في المملكة العربية السعودية. نأتي الى وصول الخدمات الصحية الأساسية الأخرى التي هي رعاية الطفل حينما يحتاج الى رعاية حادة سواء في الرعاية الأولية الصحية أو في المراكز أو المستشفيات، وما الى ذلك وتحتاج الى قدر من التنظيم الجيد والى دراسات شاملة لوضع الاحتياج وتوزيع الموارد بشكل متعادل، لأن من الملاحظات الموجودة في النظام الصحي عدم توزيع الموارد بشكل متساو على كافة المناطق البعيدة عن الوسط، هذه لو ينظر بشكل متساو لتوزيع الخدمات الصحية بطريقة تكاملية جيدة فأعتقد انه ستتحسن الأمور بشكل جيد، اضافة الى انه قد تكون هذه تفاصيل والمهم الهيكلة الصحية في البلد، نظرة شاملة للخدمات الصحية، وضع معايير او خطط استراتيجية لمدة عشر سنوات تشارك كل الجهات فيها، ومن ثم نستطيع ان تجد القصر الأساسي في تقديم الخدمة، فأعتقد اننا نحتاج الى خطة استراتيجية وتكاملية اكثر من انتقاد نقص في جهاز في مستشفى معين أو عدم وجود خدمة في مستشفى معين تحتاج الى شيء أوسع وأشمل.
- د. صالح التميمي: نحن نطمح سواء كان كمواطنين أو أطباء أو مسؤولين أن نصل الى يوم تكون فيه الخدمة الصحية المتكاملة متوفرة لأي مواطن في المملكة او في الجنوب، في الشرق أو في الغرب. لكن هناك مجموعة من الصعوبات الواقعية والعملية التي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار في نظرتنا لهذا الأمر وتقييمنا سواء تقييم المواطن او الاعلام او المسؤول. ومهما عملنا كمجتمع لا نستطيع تقديم الاعلام او المسؤول ومهما عملنا كمجتمع لا نستطيع تقديم كافة التخصصات في كافة مناطق المملكة، هذا من ناحية تقنية صعب جداً فهناك تخصصات كثيرة يندر فيها التخصص، لكن اعتقد ان الحل هو الآن المطبق في كثير من دول العالم التي نعتقد انها نموذجية في تقديم الخدمة الطبية، وهو أن هناك تدرجا في الخدمة الطبية بحيث انها في النهاية متكاملة، وهذا أمر غير مفعل في الكثير من مجتمعاتنا تدرج من المراكز الصحية وانتهاء بالمستشفيات التخصصية، واذا استطعنا ان نفعل دور المستشفيات التخصصية سيكون دورها فقط في التعامل مع الحالات التي لا يمكن علاجها في المراكز الصغيرة. عندها سننجح، حيث يتم استغلال هذه المستشفيات التخصصية او التحويلية لكافة مواطني المملكة، ولكن ما يجري الآن هو ان هذا المبدأ غير مقبول او غير واضح لدى الكثير من المواطنين، فالجميع يريد ان يذهب في المرحلة الأولى الى المستشفى التخصصي، بذلك يلغي دور المركز الصحي ومستشفى المجتمع، وهذا يخلق ازدحاماً غير مبرر ونقصاً في الخدمات.
(الرياض): لدينا الوعي والجهة الطبية والأسرة وبينها الطفل المريض.. من يتحمل المسؤولة بدرجة كبيرة.. الأسرة أم ان وسائل الاعلام في درجة الوعي مقصرة أم الجهة الطبية هي المقصرة؟
- د. أمين عبدالله: اعتقد ان المسؤولية يتحملها الجميع وليست المؤسسة الصحية او الأسرة او وسائل الاعلام، إنما الأسرة لها دور كبير من ناحية مراقبة الطفل والاعلام له دور التوعية وكذلك المؤسسة الطبية إذاً المسؤولية تقع على كل هذه الجهات، فالوالدان لهما دور كبير في الاهتمام بالطفل. ومن ناحية الأطباء اذا كانت الكوادر الصحية أقل من الاحتياجات اللازمة كعدم الوعي او عدم الالمام بالأمور الطبية الحديثة، الى جانب الوعي الاعلامي فان الطفل يكون محتاجاً الى الخدمة الطبية الضرورية.
- د. صالح الصالحي: لقد ذكرت في البداية الشركاء الخمسة منهم الأسرة والمجتمع من المهم جداً ان يكونوا حريصين على الحصول على المعلومة، والآن الكثير من الأمهات فيهن الحد الأدنى من التعليم ويستطعن الحصول على المعلومات من مصادر المعلومات من الانترنت عن أشياء كثيرة تخص المرأة سواء كانت الموضة او سوق الأسهم، لكن في نفس الوقت يستطعن الحصول على المعلومات الطبية الجيدة، وهذا اعتقد انه جانب يأتي من رغبة الأهل، ففي الدول المتقدمة خصوصاً في امريكا الشمالية يأتي الأم والأب وقد قرآ بحثاً من الانترنت عن حالات الطفل، نتمنى ان يفعل ذلك الأهل في البلاد العربية خصوصاً في المملكة، حيث يجب ان يذهب الوالدان للبحث عن مصادر المعلومات في الانترنت. والجهات الحكومية لها اهمية بالغة في تقديم المعلومات الصحية الصحيحة من الانترنت الموثقة، لأن هناك معلومات كثيرة في الانترنت ليست موفقة. فالقطاعات الصحية لابد ان يكون جهات معينة تقدم التثقيف والتوعية الصحية، توجد مراجع معروفة محلية وعالمية لابد من التنويه عنها، لانه اذا أخذت المعلومة منها فإنها تكون قريبة للحقيقة والواقع. اما الجمعيات غير الحكومية فلها دور مهم وكبير جداً في نشر الوعي والآن بدأت تنشر ولله الحمد وبدأت الأعداد بشكل جيد. هناك جمعيات متخصصة، جمعية طب الأطفال، جمعية طب الأطفال السعودية، جمعية الشلل الدماغي السعودية، جمعية متلازمة داون، جمعية التوحد السعودية، وجمعيات تخصصية غير ربحية لها دور مهم في تقديم التثقيف في المجال الذي تقوم به. دور الاعلام مهم جداً وطبعاً للأسف الكثير من وسائل الاعلام تبحث عن الاثارة وخبر مثير او انتقائي يغضب جهة معينة على الرغم من انه لابد من تقديم معلومات جيدة. وألاحظ في بعض الصحف خصوصاً في صحيفة (الرياض) صفحة صحية يومية، ولكنها قد تكون غير كافية ربما توجد نشرات اضافية مستقلة مع الصحيفة تصدر.
- د. صالح التميمي: أنا أؤيد ما قيل أو ما سبق التعريج عليه، لكن بلا شك نحن في حاجة إلى المزيد من العمل في مجال التثقيف لكافة أعضاء المجتمع بدون تحديد عنصر معين من هذا المجتمع، ولدي مجموعة من الملاحظات ولو كنت صاحب الشأن لكان ذلك محل تركيزي، فأولاً الطبيب لابد أن يتأكد من أن المريض قد فهم حالته الصحية بالكامل، في كثير من الأحيان نجد أن المرضى يأتون إلينا في قسم الطوارئ ويتابعون في إحدى العيادات، ولكن حالة المريض الطبية غير واضحة بالنسبة له، وهذا يوقعنا في اشكال فهم الحالة الطبية العامة للمريض، إذاً هناك دور مهم يجب أن يقوم به الطبيب، والأهم من هذا هو دور طب المجتمع عموماً الذي هو المعني بشكل أساسي بالتثقيف الصحي، وكوننا لم نفعل دور طبيب العائلة قد يكون هذا له دور كبير في تدني الثقافة الصحية في المجتمع، أنا ليس لدي شك أن الإهتمام بتثقيف أفراد المجتمع صحياً مهم، وأن الثقافة الصحية في المجتمع متدنية، وهذا نعيشه دائماً في العيادات، حيث يأتي الكثير من المرضى إلينا في قسم الطوارئ وهم في حالة رعب من أن الحرارة تضر بالمخ كما هو متفش في بعض الإشاعات، إذاً العنصر الأول هو دور الطبيب المعالج أو طبيب الأسرة، وثانياً دور الفرد نفسه، ثالثاً دور الإعلام الذي يجب أن يأخذ دوراً أكبر في التثقيف الأولي الصحي.
فنجد الكثير من الصفحات الطبية تقدم معلومات دقيقة ومعقدة بعض الأحيان، أنا كطبيب أجد أنها تفصيلية جداً، بل في أمراض نادرة حتى، بينما الحالات الأكثر انتشاراً بين الناس لا تقدم بطريقة بسيطة للفرد العائلي، حيث إنه في نهاية المقال يخرج بفائدة.
- د. صالح الصالحي: هذا المؤتمر مثلما هو مطروح هو مؤتمر طب الأطفال الدولي الثاني للرعاية الصحية المتقدمة للطفل وورش العمل المصاحبة له تهدف إلى تعزيز القدرات الفنية لدى الأطباء وتقديم ما هو جديد في مجال الرعاية التخصصية للطفل والرعاية الأولية، وهذا المؤتمر يقدم فيه الكثير من التخصصات الطبية، وهناك ورش عمل مصاحبة لمدتها خمسة يوم تخدم طب الأطفال والدول المتقدمة تركز على مثلها يتحدث فيها خبراء طب الأطفال عن مساعدة الأطفال وأهاليهم في حالات الكوارث الإنسانية وفي حالات لا قدر الله الفيضانات أو زلازل أو أشياء أخرى.
ومن المعلوم أن الكثير من الجمعيات والأطباء السعوديين يذهبون إلى بعض الدول لتقديم مساعدة لبعض الدول الشقيقة والدول المنكوبة بالكوارث، كذلك هناك ورشة عمل للعناية المركزة للأطفال في مجال التنفس الصناعي والأكسجين، وهناك أيضاً ورشة عمل لأطباء وزارة الصحة للتعامل مع كيفية تشخيص اضطراب التوحد.. إن المؤتمر العام الرئيسي يتحدث عن الرعاية المركزة الحديثة وهي في اسعاف الطوارئ أو في العنايات المركزة، هذا هو التركيز الرئيسي لمؤتمر طب الأطفال، فمعظم المتحدثين هم خبراء في العناية المركزة لطب الأطفال أو الجهاز التنفسي للأطفال أو في الطوارئ للأطفال، والحضور من أطباء الأطفال أو أطباء الأسرة والمجتمع أو فنيين لهم علاقة بالمجال سيرون الجدير في العناية المركزة لطب الأطفال وإسعاف الأطفال.
وكذلك التعامل مع الحالات المختلفة عند الطفل، كذلك ستكون هناك جلسة كاملة تستضيف فيها خبراء في الرعاية الصحية الأطفال من الذين سوف تتم استضافتهم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وسيتحدث عن تجربة جمعية طب الأطفال المعاقين كنموذج في المملكة العربية السعودية، وكذلك سيتحدث الدكتور عبدالرحمن السويلم عن الرعاية الطبية للأطفال في المملكة العربية السعودية وستتحدث خبيرة كندية عن الوصول إلى أهداف الألفية للأمم المتحدة في رعاية الطفل وسيتحدث خبير من الاتحاد العربي لطب الأطفال عن وضع الأطفال في العالم العربي، ما عدا هذه الجلسة التي تعتبر جلسة الخبراء كافة الجلسات المختلفة على مدى الثلاثة أيام ستكون مركزة على الرعاية المكثفة والحديث عن الأطفال في مختلف جوانبها وستكون فيها خبراء وتقريباً سنستضيف 44متحدثاً، منهم مالا يقل عن 15متحدثاً دولياً من شمال أميركا أو من أستراليا أو من أوروبا، فأنا أعتقد أنه ثاني مؤتمر يعقد، الأول عقدناه قبل سنتين وكان الإقبال عليه كبيراً، حيث كان الحضور أكثر من 720مشاركاً.
توصيات المؤتمر الأول تم فيها إنشاء برنامج لتدريب الأطفال حديثي الولادة لدبلوم مدة سنة في مدينة الملك فهد الطبية، هذه الدورة تكثف القدرات الطبية لدى أطباء العناية المركزة لحديثي الولادة، كذلك تم عمل ورش عمل متلاحقة عن الجهاز التنفسي الصناعي والتعامل معه في العناية المركزة، كذلك تم عمل ورشة عن حديثي الولادة من الأطفال، والآن هناك جهود كبيرة للنظر في النواحي الشرعية وحديثي الولادة والخدج شديدي الحالة وزنهم 500جرام أو أقل من ذلك، والكثير من المشاركين في المؤتمر خرجوا منه بمعلومات ثرية، وأتمنى أن يقدم المؤتمر الثاني نفس الجودة والفائدة للأطباء، حيث يأتي الكثير من الأطباء من المناطق البعيدة يريد أن يرد الخبير عن سؤال في تخصصه، والمؤتمر معتمد ب 31ساعة من جمعية طب الأطفال السعودية ومؤتمر آخر معتمد من جمعية طب الأطفال الأميركيين بساعات تعليمية كذلك، واحدى ورش العمل معتمدة أيضاً ب 16ساعة، ورشة العمل لرعاية الأطفال في الكوارث معتمدة ب 31ساعة تعليمية. ومجمل الساعات المعتمدة تقريباً 75ساعة تعليمية.
- د. فهد العقل: إن المؤتمر واحد من الأنشطة المهمة التعليمية في مجال الطب والأشياء التي لابد أن يركز عليها الطبيب، وذلك لتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمرضى في النهاية، والعامل الأساسي ايضا للمؤتمر هو تطوير الجانب العلمي عند الأطباء والفريق الطبي، فالمؤتمر ينطلق من هذه الناحية كمؤتمر دولي يحضره خبراء دوليون لأن هناك دائما الجديد في مجال الطب عموماً فلابد أن يسمع الطبيب بهذا الجديد ويناقش معه هذا الجديد. وقد يكون ذلك في تخصصه، لكنه قد يواجه بتخصيص جديد في حياته العملية كطبيب أطفال، وركزنا في هذا المؤتمر هذا العام على جانب الرعاية المركزة والعناية المكثفة للأطفال، فالعناية المركزة قد يحتاجها الطفل في الاسعاف أو في جناح العناية المركزة بالاضافة الى الأجنحة بشكل أقل.
والمؤتمر به تقريبا 40% من المحاضرات لجانب العناية المركزة وعلاج العناية الفائقة للأطفال عندما يحتاجون اليها.
ايضا من الأوراق التي تناقش حساسية الربو الحاد وعلاجه والجديد في علاجه، والتسمم لدى الأطفال وعلاجه في الاسعاف وأمراض القلب المفاجئة وآلية علاجها والطريقة الصحيحة لعلاجها، وكذلك أمراض الجهاز التنفسي غير الربو لكنها حادة كضيق التنفس.
الأطفال نسبة تمثل شريحة كبيرة في المجتمع، وكذلك فإن القطاع الصحي عندنا بشكل عام يحتاج إلى تنظيم وتطوير وخاصة طب الأطفال بحيث يكون هناك عدد كاف من أطباء الأطفال العامين في المستشفيات ما نسميه المستوى الأول، وعلى سبيل المثال مدينة كبيرة كالرياض التي يسكنها ما يقارب ال 5ملايين نسمة كم فيها من مستشفى من الدرجة الأولى وكم فيها من مستشفى تحويلي؟ إذاً في الرياض هناك مشكلة، حيث المستشفيات الأولية قليلة جدا، ووزارة الصحة يتبع لها عدد قليل من المستشفيات الأولية، بينما المستشفيات التحويلية نجد أن العدد الأكثر، هذه بالنسبة للرياض فما بالك بالمدن الأخرى، هذه قد تكون من الأشياء التي تحتاج الى إعادة تنظيم إضافة إلى أننا نحتاج إلى عدد أكبر من أطباء الأطفال والذين يستقبلون حالات الأطفال الاسعافية وفي الطوارئ وأن يكون هناك إسعاف أولي وتحويلي.
- د. صالح الصالحي: حينما ننظر إلى أهمية التعليم الطبي المستمر في البلد فهو مهم جدا لرفع قدرات الأطباء والمختصين غير أطباء التمريض والفنيين الآخرين، لكن هذا يقرن كذلك بالبحث العلمي الذي قد يكون فيه ضعف شديد جدا في البلد.. وعندما تريد ان تقوم بتطوير الخدمات في البلد وتحتاج الى إرادة، والإرادة موجودة فانك تحتاج إلى دراسات واحصائيات، وهذه ما يفتقر إليها البلد، نريد الخريطة الصحية للمملكة العربية السعودية ومن خلالها يجلس الشركاء الذين سبق وأن ذكرتهم في بداية حديثي لوضع خطط استراتيجية طويلة المدى تصل إلى عشر أو عشرين سنة للتعامل مع المشكلة وحلها أولاً من ناحية الأيدي العاملة، وامكانيات الأجهزة والمباني والأنظمة والبروتوكولات الطبية، فهي نظرة شاملة وليست أمورا تفصيلية يمكن النظر اليها في دقيقة واحدة.
- د. صالح التميمي: أود أن أضيف نقطة في مجال تكامل الخدمة الصحية من مرحلة الى مرحلة، وهذا الموضوع كان محل طرح في الإعلام، والطرح المستمر في الإعلام حول هذا الموضوع كان عبارة عن مقالات متشابهة لحالات وردت الى قسم الطوارئ لم تقبل ينتهي بمقال مشبع بالعواطف فيه القليل من الموضوعية، وفي كثير من الأحيان ان السبب في هذا هو عدم فهم الكثير عن دور قسم الطوارئ، هذا القسم لن يستطيع تقديم كافة أنواع الخدمات الطبية للمواطنين، وحتى ينجح يجب أن يكون هناك نظام يتبع دائما، نظام يقبل به المواطن، نظام يسمح لقسم الطوارئ أن يركز على دوره الأساسي كأحد صمامات الأمان في المجتمع وقسم الطوارئ مشابه كثيرا لقسم الدفاع المدني وقسم الشرطة، وأنها خطوط السلامة الأمامية للمجتمع، وتتعامل مع الحالات المهددة للحياة، الكثير من الإعلاميين والمواطنين لم يفهموا هذا، فلا يمر يوم تقريبا الا ونقع في الإشكال مع أحد المواطنين باصراره على العلاج في قسم الطوارئ ورفضه الذهاب الى مراكز الرعاية الأولية نحن في قسم الطوارئ في مدينة الملك فهد الطبية على سبيل المثال في عام 2006م استقبلنا حوالي 72ألف طفل منهم 35ألفا بالغ السبب في هذا ان الكثير من هذه الحالات غير طارئة، وقد تكرمت وزارة الصحة والمسؤولون في مدينة الملك فهد الطبية بقبول توصياتنا بتفعيل دور الفرز الطبي في أقسام الطوارئ حيث إن الحالات غير الطارئة يتم توجيهها إلى مراكز الرعاية الأولية، وهناك مراكز الرعاية الأولية تعمل على مدار الساعة وفي حال رأت مراكز الرعاية الأولية انه لابد من علاج هذا المريض في قسم الطوارئ يتم تحرير تحويل ويعالج المريض.
التوصيات
- لابد من إيجاد المراجع الاحصائية والبحثية بشكل عام.
- ضرورة إعادة النظر في هيكلية النظام الصحي في المملكة.
- لابد من التكاملية في الخدمات الصحية حتى تحقق الأهداف المرجوة.
- لابد من وضع خطة استراتيجية لمدة عشرين سنة للخدمات الصحية سواء في المدن الرئيسة أو في المناطق البعيدة.
- أهمية الوعي الصحي في القطاعات الصحية كوزارة الصحة ووزارة الدفاع والداخلية والإعلام.
- ضرورة تفعيل نظام أقسام الطوارئ والعناية بالحالات الطارئة لعلاج الأمراض المهددة للحياة وليست كافة الحالات.
- تفعيل مراكز الرعاية الصحية الأولية وجعلها خط العلاج الأولى لكافة المواطنين.
- تشجيع الأطباء على التخصص في الرعاية الأولية والعمل فيها وتقديم العلاج.
- لابد من جعل برنامج الزمالة في طب الرعاية الأولية سنتين فقط وتقديم حوافز مالية او وظيفية اضافية لتشجيع الأطباء السعوديين للعمل في المراكز الصحية الأولية.
- الاهتمام بالعمل في المستشفيات والخدمات الصحية المقدمة خارج المدن الكبيرة وتخدم المواطنين في مناطقهم.
- لابد من الإعلام التخصصي في المجال الصحي من قبل الجهات الاعلامية سواء التلفزيون أو الراديو أو الصحافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.