ينشغل الكثير من الإداريين وتحديدا رؤساء الأندية عند توليهم لمناصبهم بالحديث عن رحلة البناء وإعادة فرقهم إلى جادة الانجازات مع وصف عهد غيرهم بصورة غير مباشرة أنه غير صحي كقولهم (إن هدفنا ترتيب الأوضاع ومعالجة كل السلبيات وإسعاد الجماهير بالتخطيط السليم ومعانقة البطولات) ومع مرور الوقت ونهاية كل منافسة تخوضها العاب النادي يكتشف المتابع الرياضي أن ما يصرحون به مجرد (ضحك) ودغدغة لمشاعر جماهيرهم الصابرة على ألم الفشل منذ فترات طويلة ولا ادري لماذا لايمل هؤلاء الإداريون من الاسطوانة التي تتكرر على مسامع الجميع واعني بذلك أسطوانة (رحلة البناء ) التي سرعان ماتتوقف بسبب غياب الفكر الرياضي والانشغال فقط بملاحقة وسائل الإعلام والفشل في إدارة شئون النادي والاهتمام بأمور هامشية كالتركيز على لفت الأنظار من خلال الحديث عن أشياء لايمكن أن يستسيغها المهتم بالشأن الرياضي والعارف ببواطن الأمور وأسرار الكثير من المخططات الفاشلة والفكر العقيم وتحركات الوقت الضائع والاعتماد على (فزعات) أعضاء الشرف ومساندة بعض الإعلاميين. الكثير من الأندية مع الأسف ذهبت ضحية للسياسة الخاطئة والوعود الوهمية للكثير من الإدارات التي لم تترشح لكي يكون لها بصمة (عمل) وليس تصريحات تظهر بالليل وتختفي مع بزوغ شمس الحقيقة والغريب أن البعض يصدق مثل هذه الوعود رغم أنها صورة كربونية من نفس وعود ما قبل 15سنة أو أكثر كدليل على إفلاس الكثير من الإداريين وعدم قدرتهم على تنفيذ مخططات (البناء) الصحيحة والاستعانة بمخططات اللعب على الذقون وتضليل الرأي العام الذي لو وقف موقفا صارما ضد من يمارس هذه الأساليب لما كان لمثل إداريي الوعود صوت يرون فيه استمرارهم في الوسط الرياضي واحتلال المناصب المهمة دون فائدة وبرامج عمل واضحة تعتني بتطوير الأندية والإسهام بالارتقاء في الرياضة السعودية التي تعثرت خطاها مرات عدة والسبب معظم العمل الذي يتولاه بعض الإداريين والكارثة أنهم لايخرجون من الأندية إلا بعد توريطها بالكثير من المشاكل والديون وتراجعها إلى مراكز لاتليق بها على الإطلاق.. ترى متى تتخلص الأندية من إداريي (البناء) الآيل للسقوط ولماذا لايكون للإعلام والجماهير وأعضاء الشرف موقف صارم ضدهم من خلال كشف ممارساتهم الخاطئة وإبراز كل سقطاتهم التي بسببها سقطت الأندية وتكبدت الكثير من الخسائر ماليا ومن خلال النتائج وضياع البطولات وتنفير أعضاء الشرف وجلب الحزن للجماهير وتوسيع دائرة الخلافات بين أبناء النادي أم أن كل طرف يضحك على الآخر ؟ هل من مستفيد ؟ يحل فريق مانشستريونايتد يوم بعد غد ضيفاً على الهلاليين من خلال مشاركته في مهرجان حفل تكريم سامي الجابر الذي ودع الملاعب بعد خدمته لناديه والمنتخب سنوات طويلة وكم أتمنى ألا نعتبرمشاركة النادي الانجليزي مجرد (متابعته) لمدة 90دقيقة على إستاد الملك فهد الدولي إنما الاستفادة من الاحتكاك مع لاعبيه والتعرف بصورة مباشرة على فكرهم الرياضي الذي بكل تأكيد إن اللاعب السعودي يحتاج إلى (ثقافة) مختلفة حتى يفهمه أيضا هل نستغل مثل هذه الزيارات على مستوى اتحاد الكرة للاستفادة من خلال بعض الاتفاقيات التي يرجى منها التطوير؟ المهم ليس البطولة بغض النظر عن النتائج التي سجلها المنتخب الاولمبي في بطولة الخليج وسعادتنا بحصوله على الكأس عن جدارة فان المهتم بمستقبل الكرة السعودية يتمنى أن يكون الاهتمام والعمل بالقاعدة أفضل مما نشاهده الآن فنتيجة مباراة أو الفوز ببطولة ليس الهدف الرئيسي إذا ماوضعنا في الاعتبار (المراحل السنية) وضرورة الانتقال من مرحلة إلى أخرى وهو أكثر قوة واستزادة بالخبرة والفهم لما يجب أن يسلكه حتى يصنع نفسه ويصبح نجما مشهورا من خلال الإبداع وخدمته للرياضة السعودية التي لاتريد لاعبا يشارك على مستوى الفريق الاولمبي ودرجة الشباب والناشئين ومن ثم يختفي بعد ذلك وهذا لن يتحقق إلا بغرس ثقافة الفهم للرياضة لدى اللاعب الصغير.