إنَّ الدور القيادي الذي تحظى به المملكة العربية السعودية في النطاق الإقليمي لنظائرها من الدول، لهو فخر يلوح في مجرة زمان العظماء، ليُطَرَّزْ التاريخ مآثر أبطاله على وثير الشهامة الوطنية والأنفة العربية الإسلامية التي لا ترتضي إلاَّ أن تكون كرامة الشعوب هي الشمس التي تستقي منها العروق حمية تحيا بها. لم تكن لولا أنْ قيّض الله لها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- حيث أثبت للعالم جله أن الوحدة الإسلامية العربية ليست شعارات تردد أو هتافات قومية أو عبارات تتلى في القمم بل همم رجال وأفعال اشاوس في الميدان ولن أتحدث كون وطني العظيم يمتلك مكانة عالمية جيوسياسية بين مصاف الدول أو الثقل السياسي والديني الذي تنعم به بل عقود من الزمن أثمرت أيامها بمبادرات الخير والعطاء والتكاتف العربي . حيث أضحت قضية فلسطين من أولى الأوراق التي تناقش في المؤتمرات العالمية ويُدافع عن حقها العربي ،ناهيك عن الدور الحيوي الذي قامت به المملكة العربية السعودية في الاعتراف الدولي لدولة فلسطين عبر الجهود الدبلوماسية والعمل على ترسيخ المواقف الثابتة لها في المحافل الدولية،إلى جمهورية سوريا الشقيقة حيث عضّدت لها المملكة العربية السعودية يمين الثقة والعودة إلى المكانة السياسية التاريخية لدمشق الزاكية بشذى ورد الشام في طرقات المستقبل، ونثرت بذور اللحمة الوطنية لإعادة الإعمار بعد الدمار وحصد الإنتاج، ليرسم الشعب السوري بقيادته الغد كما ينبغي أن يكون، وفي خضم إعادة بناء الوطن قامت المملكة العربية السعودية بتحريك المياه الراكدة في ملف العقوبات الدولية المفروضة على سوريا فنحن لسنا بحاجة إلى تحدي إنساني جديد بل إلى بناء الإنسان الجديد ومع تصاعد الأزمة السودانية كان للمملكة دور استراتيجي فاعل لحل النزاع الداخلي والدعوة إلى إيقاف الحرب ووضع الملف السوداني على اجندة القوى بعد الغياب الدولي والموازنة في جمع الاطراف المتباعدة بين الأحزاب السودانية وسعي المملكة إلى بناء شبكة دولية متحدة للوقوف مع السودان والأخذ بيدها إلى مرساها السياسي وديمة الخير من وطني تمطر هنا وهناك من خلال برامج الإغاثة عبر مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتنفيذ عمليات الإجلاء الواسعة إلى مملكة الأمن والرخاء إلى الشارع اليمني الذي غابت عنه شمس الأمان إثر التحركات التي قامت بها قوات المجلس الانتقالي في محافظتي حضرموت والمهرة لإعادة رسم خارطة لفرض النفوذ الجديد وجاء دور المملكة في إدارة الموقف القومي ومحاولة تجنيب المدنيين الصراعات الداخلية إدراكاً منهم أن إطفاء نار الثورة بوابة هو المنفذ المنشود لبناء بيئة سياسية واعية، وهو ما لقي ترحيباً عالي المستوى من الرئاسة اليمنية ومن وجد من اثر عميق لوقف التصعيد ودعم الشرعية اليمنية لتجاوز الأزمة والحفاظ على الهوية للمنطقة. وفي كل أزمة سياسية وفور اندلاع نار الفتنة تشرق شمس الربيع السعودي لتعم بنورها السلام للشعوب والبناء للأرض وبقاء الأمان للإنسان ، ايماناً راسخاً بقيمة الدم الإسلامي العربي وان استقرار كل دولة يمثل جزء من أمن المنطقة الإقليمية وحرص المملكة العربية السعودية الدائم على أن تكون اليد القوية التي تنتشل من تعثرت بهم الأقدار من براثن الفتن وتحملها على أجنحة السلم والسلام، وهذا غيض من فيض من ديمومة المسؤولية الإنسانية التي تحملها مملكة الخير حتى عاتقها. نراها في محبة الشعوب الأخرى لهذه الأرض المباركة ودعوات تتوالى إلى رب السماء أن بحفظ هذا الوطن وقيادته الحكيمة العظيمة، ونحن مدينين جداً لمملكتنا الغالية حباً وعرفاناً من أقصى شمالها إلى آخر حبة ثرى من ربعها الخالي الغالي.