"العقعق العسيري" طائر فريد من نوعه استوطن منطقة عسير الواقعة وسط الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، يعد من الطيور النادرة على مستوى العالم والمهددة بالانقراض، يقتصر تواجده الدائم على قمم مرتفعات سودة عسير، وقد أشارت عدد من الدراسات الميدانية أن الأعداد الفعلية لهذه الطيور الحديثة لا تتجاوز أكثر من 100 زوج تتنقل جماعات بين غابات العرعر الواقعة على طريق مركز السودة وحتى محافظة تنومة شمال مدينة أبها. ويعود اكتشاف العقعق العسيري وتصنيفه إلى عام 1936م، وقد أكد العديد من الخبراء الغربيين في إحدى دراساتهم لهذه السلالات النادرة أن طائر العقعق العسيري هو امتداد لطائر العقعق الأوراسي الشهير المنتشر في شتى أنحاء أوروبا وفي العديد من مناطق أسيا ذات المناخ المعتدل، ومع مرور الوقت واستمرار الأبحاث والدراسات العلمية تم التأكد على أن العقعق العسيري هو نوع مستقل تمامًا. وفي عام 2016م أعلنت جمعية الطيور العالمية رسميًا تصنيف العقعق العسيري كنوع مستقل في نظامه الغذائي المعتمد على مجموعة متنوعة من المصادر التي تشمل الحشرات والنمل والنحل والجراد، بالإضافة إلى بذور النباتات والفواكه، وخلال مواسم التكاثر، تضع الأنثى ما بين خمس إلى سبع بيضات، تستمر في حضانتها لمدة تتراوح بين 16 إلى 22 يومًا، ونظراً لجمال هذا الطائر وندرته عالميًا، قامت عدة جهات حكومية بتنفيذ دراسات مكثفة للحفاظ على ما تبقى من أزواجه، ودعم تكاثره وحمايته من الانقراض. ومن أبرز هذه الجهود، الدراسة البحثية التي أجرتها شركة أرامكو السعودية عام 2018م، والتي هدفت إلى حصر أعداد العقعق العسيري وبقعة انتشاره في بيئته الطبيعية، كما تم تثبيت أجهزة تتبع متطورة على عدد من هذه الطيور، لمراقبة سلوكها وتحديد الأماكن التي تعيش فيها وطرق ترحالها. تجدر الإشارة إلى أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية يقدر عدد أنواع الطيور المسجلة في المملكة ب499 نوعًا، منها 401 من الطيور المقيمة والمهاجرة، و11 نوعًا من الطيور النادرة التي تظهر بشكل منتظم في المملكة، وقد أكدت هذه الدراسات جميعاً جهود المملكة في المحافظة على التنوع البيئي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل طائر العقعق العسيري، الذي يمثل جزءًا مهما من التراث الطبيعي الفريد لمنطقة عسير.